فِقْهُ الطَّبِيب"ما لا يسَعُ المسلم الطبيب جهله"
فِقْهُ الطَّبِيب"ما لا يسَعُ المسلم الطبيب جهله"
May 28, 2025 at 04:45 PM
الطبيب في القبر: هل ينفعه علمه؟ حين يُوضع الطبيب في لحده، ويُهال عليه التراب، ويُغلق عليه باب القبر، تُطوى الشهادات، وتَخرس الألقاب، وتذبل شجرة المجد إن لم تُسقَ بنيّة. عندها لا يُسأل: كم مريضًا عالجت؟ ولا كم عمليةً أجريت؟ ولا ما درجتك في الزمالة؟ بل يُسأل سؤالًا واحدًا لا غير: “فيما عملتَ بما علمت؟” فهل أخلص الطبيبُ النية؟ هل كان يكتب الروشتة ابتغاء وجه الله؟ هل كانت خطواته نحو المستشفى فيها نية عبادة؟ أم كانت شهرةً، أو خوفًا من لوم الناس، أو حبًا للظهور على المنصات؟ هل كتب الله له شفاءً على يديه؟ أم كان الدواء مجرد آلة، لا روح فيها ولا بركة؟ كم من طبيبٍ عالج الآلاف، وما كتب الله له أجرًا لأن نيته تاهت في الزحام! وهل دعا له مريضٌ في جوف الليل؟ أم لعنه في سره لأنه لم يرحم ضعفه، ولم يُنصفه في مرضه؟ فكم من بسمةٍ صادقة كانت خيرًا من مئة وصفة! وكم من كلمة رحيمة كانت أعظم من غرفة عمليات! ثم نعود للسؤال المرير: أم ضاعت أعمارنا في مجد زائف؟ ركضنا خلف التقدير، والراتب، والعيادة، والمؤتمرات، وصفحات السوشيال، فإذا بالموت يقطع الحبل فجأة، وينكشف كل شيء، ونجدنا – على عظَم العلم – من أفقر الناس إلى عملٍ يُرضي ربّنا. يا أيها الطبيب: إن لم يكن الطبُّ طريقًا إلى الجنة، فهو طريق إلى الغرور والتعلّق بالدنيا. فاختر لنفسك. وطهّر علمك من الرياء، وداوِ به قلبك قبل أجساد الناس، واعلَم أن أول من تُسعّر بهم النار: عالم لم يعمل، وطبيب لم يخلص، وقارئ لم يصدق. فإن سألوك: ما أعظم إنجازٍ لك كطبيب؟ فقل: أنني عالجتُ الناس في الدنيا، وقلبي معلقٌ بالآخرة، ونيتي يعلمها الله. د.غمري ثروت #من_ثغر_طبيب
❤️ 👍 38

Comments