طبيبُ المستقبل تعلَّم الإتمام… أن تُتِمَّ ما بدأته، وتبلُغَ من سعيك منتهاه، وتُوفيَ بعهد الإرادة كما يليق بأهل العزم والهمم. فالعبرة ليست في البدايات، بل في الخواتيم. فلا تكن مَبْتورَ المسير، منقوصَ الجهد، مُشَتَّتَ النيَّة، تتخطفك الأهواء من طريق إلى آخر؛ فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه، والإتقان من تمام الإتمام، والتمام من شيم أهل الصدق واليقين. لِتعلم أنَّ الطّريق طويل، تتغيّر فيه الأقدار، وتضطرب فيه الموازن، ويُبتلى العبد فيه بالخير والشر، “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا تُرجَعون” [الأنبياء: 35]، فلا تُفرِّط بما عزمتَ عليه إلا ببصيرةٍ ويقين، فإنَّ من الترك ما هو تمام، ومن الوقوف ما هو عبادة، ومن التراجع ما هو رشد، كما ترك الخليل عليه السلام قومه وما يعبدون إذ قال: “إنِّي ذاهبٌ إلى ربي سيهدين” [الصافات: 99]. فتعلَّم متى تُمسك، ومتى تُطلق، متى تُكمل، ومتى تُسكن الخُطى. واجعل لك ميزانًا من نور، تقيس به خطواتك، فإنّ الله سائلك عمّا ابتدأت، وعمّا تركت، وعمّا عزمت وما فعلت، “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ” [الصافات: 24] د.غمري ثروت #من_ثغر_طبيب