
مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
May 17, 2025 at 03:44 AM
#جـــديد الفتاوى لشيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
التبويب الفقهي للفتاوى:
فتاوى الحج >
الإحرام
الفتوى رقم: ١٤٠٩
الصنف: فتاوى الحجِّ والعمرة ـ الإحرام
في حُكمِ مَنْ نَسِيَ التَّلبِيَةَ في نُسُكِه
السؤال
هناك امرأتان ذهبَتَا إلى العُمرةِ مع أخيهما، ولمَّا وصَلَتَا إلى المِيقاتِ لم تقولا: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرةً، بل قالَتَا: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ»، فهل تُعتبَرَانِ في هذه الحالةِ مُحرِمَتَيْن أم لا؟ علمًا أنَّهما ـ الآنَ ـ في «مكَّةَ»، وموعدُ رجوعِهما إلى بلدِهما قريبٌ؛ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإذا كانَتَا نَوَتَا العُمرةَ عند إحرامهما، ولكنَّهما نَسِيَتَا الإهلالَ بالتَّلبية، فحُكمُهما حُكمُ مَنْ أَهلَّ، جريًا على قاعدةِ: «العِبْرَةُ بِمَا فِي القَلْبِ»، وقد عقَدَتَا نِيَّةَ العُمرةِ بقلبَيْهما، فعليهما أَنْ تطوفَا وتَسْعَيَا وتُقَصِّرَا وتتحلَّلَا، علمًا أنَّه لا يُشترَطُ ـ معَ عملِ القلبِ وقصدِه ـ التَّلفُّظُ بالنِّيَّةِ في العباداتِ لا في طهارةٍ ولا في صلاةٍ ولا في زكاةٍ إلَّا ما استثناه الدَّليلُ، مثل: أَنْ يُعلِنَ العبدُ نِيَّتَهُ بالحجِّ أو العُمرةِ إِهلالًا، [والمرادُ بالإهلالِ: رفعُ الصَّوتِ بما أوجَبَهُ على نفسِهِ عُمرةً أو غيرَها كأَنْ يقولَ: «لبَّيكَ اللهم عُمرةً»]؛ لِمَا ثَبَتَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه: «رَكِبَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ [أي: راحلتُه] عَلَى البَيْدَاءِ، حَمِدَ اللهَ وَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ»(١)، كما صحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ـ أيضًا ـ: أنَّه صلَّى «بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَاسْتَوَتْ بِهِ أَهَلَّ»(٢)؛ ومَنْ جعَلَ الإهلالَ إعلانًا عن نيَّةِ الحجِّ قال بمشروعيَّةِ التَّلفُّظِ بها في الحجِّ والعمرةِ دونَ سائرِ العباداتِ لثبوتِ الإهلالِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم(٣).
وعليه، فمَنْ تَرَك الإهلالَ بالتَّلبيةِ عند الإحرامِ ناسيًا مع عقدِ نيَّةِ العُمرة، أو لبَّى بخلافِ ما عقَدَ عليه النِّيَّةَ خطأً فلا شيءَ عليه، ونُسُكُه صحيحٌ.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في:٢٦ رمضان ١٤٤٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ٢٦ مـارس ٢٠٢٥م.
(١) أخرجه: البُخاريُّ في «الحجِّ» باب التَّحميدِ والتَّسبيحِ والتَّكبيرِ قبلَ الإهلالِ عند الرُّكوبِ على الدَّابةِ (١٥٥١)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه.
(٢) أخرجه: البُخاريُّ في «الحجِّ» بابُ مَنْ بَاتَ بِذي الحُلَيْفةِ حتَّى أَصبحَ (١٥٤٦)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه.
(٣) انظر مُؤلَّفي: «تقريب الأفهام إلى ما في مباحث النِّيَّة مِنَ الأحكام» (المبحث الخامس: في مَحَلِّ النِّيَّة) (٦٣ وما بعدها
https://www.ferkous.app/home/index.php?q=fatwa-1409
👍
⚙️
❤️
🇩🇿
7