
عشاق الروايات الديـنيـة 💜 ، قصص وعبره، اسڪريبتات دينية، موضوعات دينية ،قـرآن || Qur'an
June 7, 2025 at 07:53 PM
*••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••*
*⤸إســـڪـࢪيــــــبــ¹⁴ـــت🤎🧋↻*
*••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••*
*☜*" تصدق بـ صدق "
يا أستاذ .. لو سمحت يا أستاذ
بتڪلمني أنا؟
ايوة بڪلمك .. معلش ممڪن تقف شوية
ڪان شاب صغير ، نحيف جداً وباين عليه التعب ولڪن مع ذلك ڪانت ملامحه مميزة وڪلها تدل على أصل طيب ومڪان نضيف متربي فيه ، وقفت وهو ڪان بيقرب مني وعلى وشه ڪل علامات الريب والإرتباك ، ڪان عامل زي اللي ميتله ميت او مصيبة ڪبيرة صابت قلبه فَـ جعلته يفقد صوابه ومش عارف يتحڪم في مشاعره ، اشفقت عليه وفي نفس الوقت حاولت اخد حذري منه لأن اليومين دول السرقة منتشرة في ڪل مڪان .. ڪلمته بصوت جاف شوية
_فيه حاجة حضرتك؟
_مش عارف اقولك ايه بس انا محتاج فلوس دلوقتي ضروري وانا مش معايا وهديك البطاقة بتاعتي عشان تضمن اني ارجعهوملك او لو عاوز خليك معايا لغاية ما اجبهم وحضرتك تاخدهم مني ، لو سمحت ساعدني انا واقع في عرضك
_اهدى بس يا استاذ .. فهمني طيب حصلك اية ، حضرتك اتسرقت ولا ايه بالظبط
_امي تعبانة ، الجيران جابوها عند الدڪتور واتصلوا بيا انا انا ڪنت في الشغل وجيت على هنا علطول والدڪتور طلب مني اجيب الدوا دة وانا ممعيش فلوس والدڪتور الصيدلاني رفض يديني العلاج منغير فلوس فـ خرجت وانا ناوي اي حد اقابله استلفهم منه .. الروشته اهي لو عاوز تتاڪد بنفسك
_لو سمحت اهدى بس .. هو العلاج بڪام
_250جنية
طلعت المحفظة وانا عارف ان المبلغ اللي معايا اقل من 250 بس قررت اساعده واديله اللي معايا
_بص انا آسف ، انا ممعيش غير 190.. اتفضل خدهم وتعالا انا هڪلملك الصيدلي
_انا مش عارف اقولك اية ، ربنا يرضى عنك...
اديته الفلوس ، ڪانوا فعلاً ڪل اللي معايا حتي مسبتش فلوس للمواصلات ، ڪنت ناوي اخلي 10 جنية اوصل بيهم البيت بس افتڪرت سيدنا أبو بڪر رضي الله عنه لما ڪان سيدنا عمر بن الخطاب بيحاول ينافسه وعاوز يغلبه في فعل الطاعات والحقيقة أنه لم يستطع أحدٌ من الصّحابة أن ينافس أبا بڪر في الصّدقة والإنفاق؛ فـ في يوم طلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الصّحابة صدقة ، وأراد عندها عمر أن يسبق أبا بڪر فجاء بنصف ماله ، وإذ بأبي بڪر قد أحضر ماله ڪله ، ولمّا سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماذا أبقيت لأهلك؟ قال: "أبقيت لهم الله ورسوله"، فقال عمر: "لا أسبقه إلى شيء أبداً".
وأنا ابقيت نفسي لله ورسوله ، خد مني الفلوس وڪان مصمم انه يرجع للدڪتور ويقوله على العلاج المهم بس عشان يجيبه بالفلوس اللي معاه .. بعد ما سبته ومشيت بعيد شوية سمعت صوت بينادي ، بصيت لقيته هو
_لو سمحت استني
_خير ، عاوزني اساعدك في حاجة
_حضرتك مقولتليش اسمك ولا عنوانك عشان ارجعلك الفلوس
_يا ابني اجري هات العلاج وألحق والدتك دلوقتي
_قولي عنوانك بس عشان اعرف اوصلك
_انا مش عاوز حاجة والله، انا خدت المقابل غالي اوي منك...
_مقابل اية ، انا مدتڪش حاجة
_مش مهم تعرف ، ألحق والدتك دلوقتي
_طب اسمك ايه
_تاني!؟
_عاوز اعرف اسمك عشان ادعيلك
للحظة وقفت ساڪن مش عارف ارد على جملته اللي اسرت فؤادي ودخلت السرور جوا قلبي ، بإبتسامة طالعة من قلبي وواصلة لوشي في فرح وعيون بتلمع وصوت ملهوف وشوق لأن حد يقول اسمي في دعاءه رديت عليه
_ڪريم .. اسمي ڪريم نصر الدين
_وانا عادل .. جزاك الله خير يا ڪريم ، عمري ما هنساك في دعائي
سابني وفضلت واقف ببص عليه إلى أن اختفي طيفه من قدامي ، للحظة افتڪرت اني مش معايا فلوس اروح بيها ومستحيل طبعا أرجع البيت مشي
قررت ارڪب اي مواصلة ولما اوصل اخد فلوس من اي حد في شارعنا وارجعاله بعدين ، فعلا رڪبت مڪروباص وڪان فيه راجل ڪبير قاعد جنبي وبعد ما العربية مشيت شوية ، بص السواق في المرايا للراجل وقاله"مفيش معاك فڪة يا استاذ"
فرد الراجل انه مش معاه وبعدها بصلي وقالي "انت دفعت؟" قولتله لأ .. فـ بص للسواق وقاله. "خليها اجرة اتنين وڪدة خالص"
ڪنت مذهول ، مش مصدق ان دة حصل فعلاً ، مندهش من ڪرم ربنا وستره وسبحانه ازاى دبرلي امري في ثواني طبعاً اتڪلمت مع الراجل كتير وقولتله اول ما انزل اديله الفلوس لڪنه رفض "عيب عليك تتڪلم على حاجة بسيطة زي دي ، بڪرة لو حد ممعهوش فكة ادفعله وبڪدة انت هتڪون رجعتلي فلوسي"
رده استقر في نفسي ، وحقيقي خيراً تعمل ، ستر هتلقي، حب هتلقي ، حنيه ، ڪرم ، لطف ، لڪنك مستحيل هتعمل الخير وتلاقي قصاده الشر دة ربنا حڪم عدل سبحانه ، لو انت اڪرمت عبد من عباده فـ سبحانه هيڪرمك ڪرم لم يُڪرمه لأحد من العالمين
وصلت البيت الساعة داخلة على 10 واول ما دخلت لقيت أمي قاعدة في الصالة بصتلي بعيون ڪلها خوف ولمعت دمعة في عنيها بتلمع ، ڪان ڪلها لهفة وعتاب وحيرة ، سألتني وصوتها فيه شوية غلطة متغلفة بحنان
_يا ابني فينك من الصبح ، قلقتني عليك
_اهو عايش يا أمي
حسيت بحزن وألم استقروا في قلبي ، طب لأمتى هفضل ڪدة منغير شغل .. وڪل مڪان اشتغل فيه بقضي شهرين او تلاته واسيبه او هما يمشوني ، تعبت من عدم استقراري واحساسي إني قاعد ببذل مجهود في اڪتر من مڪان وڪله رايح هباءً منثورا ، فلوسي يدوبك بيقضوا المواصلات ومصاريف البيت ، سألتني في حنيه
_طمني ، عملت ايه في الشغل
حاسس بإنهزام شديد واليأس بَلغ مني مَبلغه ، ڪل طريق بمشي فيه مسدود وڪل شخص لجأت له خذلني ، ڪنت مذهول من صعوبة الدنيا ، أنا مش عاوز اعيش فيها امير ولا عاوز منها شيء غير الستر وأنه يڪتبلي الرضى بالقليل وييسرلى المعيشة
بيقين حاولت أتصنعه عشان اطمن امي اللي لا املك غيرها في الدنيا وهي مامني الوحيد جاوبت على سؤالها
_ربنا شايلى الأحسن من الشغل دة أڪيد
_ربنا ڪريم وبيعوض يا ابني ، اوعى تيأس واوعي الشيطان يصورلك ان رينا ناسيك سبحانه قادر يغير حالك في ثواني ومهما ضاقت بك الدنيا ، أوعى تمد أيدك للحرام ولو حصل في يوم وغلطت الغلط دة فَـ توب إلى ربك وأسأله العَفو
الإمام ثابت بن النعمان والد الإمام حنيفة بن النعمان ڪان يطلب العلم عندما ڪان صغير وفي يوم وهو ماشي في شوارع الڪوفة رأى بستان تتدلى منهُ أشجار التفاح وڪانت فيه تفاحة قريبة جداً ولو وثب وثبة صغيرة هيقدر يلتقطها وڪأنها شعرت بجوع ثابت وقرقرة بطنه فتدلت لهُ عن طيب خاطر ، اقترب منها وقطفها وبدأ يأڪلها ولما أڪل واقترب من نصفها ، جاء في خاطره أن التفاحة دي لصاحب البستان وهو لم يستأذن منه في أڪلها
فَـسال عن صاحب البستان و دلهُ الناس عليه فذهب إليه ورد عليه السلام واخبره أنه أڪل تفاحه من بستانه وقد أتي ليعتذر منه ويعطيه حقها أو حتى يعمل عنده مقابل اڪله للتفاحة ، تعجب الرجل من ورع وخشية الشاب دة ولڪنه لم يُظهر له ذلك ورد عليه بآخر شيء ڪان يتوقعه ثابت
_ڪيف تأڪل من بُستاني بغير إذن مني ، ڪيف تجرؤ على ذلك .. إني لست بمسامحك وانا خصيمك أمام الله
ثابت ترجي الرجل ان يسامحه وعرض عليه أن يعمل عنده بدون مقابل ولڪن الرجل رفض ثم بعد محاولات عديدة من ثابت لإقناع الرجل ، رد عليه وهو يُمسد لحيته
_أسامحك بشرط واحد
فَأجاب ثابت في لهفة
_وما هو
_أن تتزوج أبنتي
تعجب الإمام ثابت ولڪنه وافق على الزواج ولك ليس عنده مال ولا بيت فأخبر الرجل بحاله وانه لا يقدر على الزواج ، فطمأنه الرجل أن يزوجه بدون ان يدفع شيء ثم فاجأ الرجل الإمام ثابت بڪلامه
_وڪما ڪنت أنت أميناً وصادقاً معي فسأخبرك أنا بأمر أبنتي
_ما بها ابنتك؟
_إنها عمياء وصماء وبڪماء وقعيدة لا تَقدر على السير
_لا حول ولاقوة إلا بالله ، ڪل هذا في فتاة واحدة
_فڪر وتمهل قليلاً وسأمنحك حتي نهاية الأسبوع لتأتيني بالرد .. إما أن تتزوج أبنتي أو أختصم منك يوم القيامة أمام الله
انصرف ثابت وهو في حيرةٍ من أمره ، حتى أشارت عليه أُمه أن يصلى صلاة استخارة ، فأستخار ربه وأحسْ بالسڪينة والطمأنينه تغمر قلبه وذهب في آخر الأسبوع للرجل وقد وافق على زواجه من الفتاة وتم عقد قرانهما ولما دخل ثابت الحجرة التي تمڪث بها زوجته ، رد السلام مُقتدياً بسنة نبيه وهو يعلم انها لن تسمعه ولن ترد
_وعليڪم السلام ورحمة الله وبرڪاته
فَغر ثابت فاه عندما رآها تنظر إليه ثم قامت من مجلسها وسارت نحوه وهي تمد يدها لتسلم عليه ، فتحدث وهو مذهول ، ڪانت تراه وتسمعه وتسير وتتحدث وأضف إلى ذلك فائقة الجمال!
_ڪيف؟
_ڪيف ماذا؟
_اخبرني أباكِ أنكِ عمياء وصماء وبڪماء وقعيدة لا تقدرين على السير
أبتسمت واجابته في تؤدة
_عمياء لأنني لا أرى إلا الحلال وصماء فأنا لا أسمع إلا حلالاً وبڪماء فلا اقول إلا ما يرضي ربي ، وقعيدة فإنني لا أسير إلا لزيارة بيت الله ولا اسير للحرام أبداً
والإمام ثابت قال ڪمان إن في غرفتهم مڪنش فيه غير لبن فشربه هو وزوجته ثم دخل بها وبعدها حَملت بالإمام حنيفه بن النعمان ، مش غلط انك تغلط بس الغلط انك لا تتوب من ذنبك لأن لو تُبت ربنا هيڪرمك من وسَع ، مهما ڪان الذنب صغير تُب منه يا ابني واوعى تقول دة ذنب صغير .. اثبت يا ڪريم وخليك قوى زي ما ربيتك
_حاضر يا ماما وڪ العادة القصة جميلة ودائماً عندك القدرة اللي بتشدني لسماع قصصك اللي مبتخلصش من وانا صغير وڪلها بتأثر في قلبي
قعدت مع والدتي شوية وحشيت بالسڪينة والهدوء ملئت روحي وإحساس الراحة وحسن الظن بالله خلى عندي يقين أن فيه امل في بڪرة
فتحت موبايلي واللي ڪنت قافله من الصبح ولقيت رحمة اتصلت اڪتر من 20 مرة ، اتصلت بيها و أول ما ردت لقيتها بتعيط
_أنت فين يا ڪريم .. فينك؟
_فيه ايه يا رحمة بتعيطي ڪدة ليه؟؟
_فيه ان انا بتصل من الصبح وسيادتك مبتردش .. هو انا مش خطيبتك والمفروض اعرف ڪل حاجة عنك
_ڪنت مشغول وقافل الموبايل .. وبعدين دي حاجة تخليڪي تعيطي ڪدة ، امسحي دموعك واستهدي بالله بس
_عاوزة اقايلك بڪرة فيه موضوع مهم عاوزة اتڪلم ، معاك فيه
_موضوع ايه دة؟
_هقولك لما اقابلك
_وأنتِ بتعيطي بسبب الموضوع دة؟
ملقتش رد .. حاولت أفهم منها لڪنّها أصرت نتقابل وتحڪيلي ڪل حاجة ، ڪلمتها شوية وحاولت اهديها ، رغم ان هموم الدنيا ڪلها على قلبي ومن ضمنهم وجودها في حياتي وانا مش عارف أڪون نفسي ولا اتجوز
تاني يوم الصبح ڪنت قاعد على البحر مستنيها ولوهله لمحت ظلها وهو بيمشي وراها على استحياء وڪله سعادة وفرحة لأنه ظلها هي ، ينتمي لها ويملك جمالها ، هي الوحيدة اللي قادرة تزيل عني ڪل همي
وتطبطب على قلبي بإبتسامة واحدة منها او بحرڪة من حرڪاتها الطفولية اللى لسه موجودة جواها ومتخلتش عنها
قربت وألقت التحية وعلى وشها ابتسامة ولڪني عرفت من اللحظة الأولي إنها ابتسامه غصب حاولت تخطفها من ثغرها وتستقبلني بها
_خير يا رحمة ، اية الموضوع المهم اللي عاوزة تشوفيني عشانه
_أنا عاوزة اسيبك
_مش وقت هزارك يا رحمة
_انا آسفه يا ڪريم ، دة غصب عني
_غصب عنك ازاي يعني! مفيش حاجة اسمها ڪدة .. تسيبيني ازاى!
_ڪريم احنا بقالنا 3 سنين مخطوبين ويمڪن أول مرة اقولك ڪدة بس انا بقالي سنة في عذاب .. حرفياً انا متعذبه ومڪنتش موضحة دة لأن مش عايزة اضايفك ولا ازود همومك
_متعذبة ليه؟؟
_بابا بيضغط عليا وعاوزني اسيبك ، حاولت ڪتير وڪل مرة ڪان بيبقا عاوز يڪلمك وانا بمنعه ، بس امبارح اتخانق معايا خناقة ڪبيرة و...
مدت ايدها قدامي وڪانت ڪلها حمرا وفيه جزء منها لفته بشاش وقطن
_ضربك؟
_ڪريم .. لو سمحت اعمل اي حاجة ، انا مش عاوزة غيرك.... ولا في حياتي شوفت حد غيرك ، من أول يوم شوفتك فيه فـ فرح اخويا وانا قلبي بقا ليك أنت ، لو سمحت اتصرف ، اعمل اي حاجة .. انا مش عاوزة شقة ڪبيرة ولا فرح كبير .. انا موافقة بأقل القليل بس خد خطوة .. خلي بابا يسڪت ونڪمل الجوازة دي
_باباڪي معاه حق يا رحمة! أنتِ تستاهلي احسن مني وتستاهلي واحد يعافر عشانك وحظه احسن مني ، وابوڪي عداه العيب وزيادة لان مفيش راجل يرضى لبنته تتخطب ڪل المدة دي ومفيش اي تَحرك من خطيبها
_أنت بتقول ايه؟ هتسبني يا ڪريم .. انا بقولك هسيبك زي ما بقولها ڪل مرة ڪريم انا مقدرش .. منغيرك سامعني؟
ڪنت حاسس بالم في قلبي اللي مليان جراح وجت هي وغرست سڪينة في قلبي لما شوفت الجرح اللي في ايديها ، هي بتعافر عشاني لدرجة انها بتتحمل الأذى عشاني .. طب انا بعمل ايه؟ انا حتى مش لاقي شغلانه استقر فيها .. مقدرتش ألوم ابوها ، اصل هلومه ليه؟ انا مرضاش لأختي إسراء تتخطب ڪل الفترة دي وڪمان لسه مفيش معاد فرح متحدد ، ڪان لازم اسبها عشان هي تستاهل ڪل خير ، قررت اتخلى عن انانيتي وعن الألم اللي جوايا ورديت عليها بڪل غِلظة
_لازم نسيب بعض ، دة الصح
_انا مش مصدقة! انا انا مستعدة استناك وبابا مش هيقدر يعمل حاجة طالما انا رافضة اي حد غيرك .. هو مش هيجبرني وهيستسلم في الآخر .. يا ڪريم متقولش ڪدة يا ڪريم .. احنا هنڪمل
_انتِ سمعاني بقولك ايه؟ مش هينفع نڪمل .. اسمعي ڪلام ابوڪي
سبتها ومشيت بس قلبي ڪان لسه عندها وبيتلوىّ من الألم وهو سامع صوت عياطها وڪان بيصرخ جوايا وبيقولها انه محبش حد قدها ولا حب غيرها ولا هيحب تاني ، بعد يومين بعتوا الشبڪة وڪل حاجة ، حتى الهدايا اللي ڪنت بجبهالها بعتوها!
_ما تروق يا عم ڪريم .. ربك ڪريم والله وهيحلها
_ونعم بالله .. بس انا تعبت يا طارق ، هو انا هفضل فاشل ڪدة لأمتى
_أنت مش فاشل ، انت بتعافر وبتجري هنا وهنا .. لو انت واقف مڪانك ومبتحاولش ساعتها قول على نفسك فاشل .. ياض متقلقش ربك هيحلها من عنده والدنيا هتضحڪلك
وقبل ما ارد عليه ، صوت موبايلي انتشر في المڪان ابتسم وقالي
_اهي هتضحڪلك
_دة رقم غريب
_رد شوف مين
رديت وڪان صوت راجل وڪانه شغال فويش اوڤر او بيغني في أوبرا .. بس عرفت منه ان شغال فـ الأتش آر .. وهنا حسيت اني عاوز اضحك ، طول عمري بشوف بتوع الأتش آر زي الروبورت
قالي اني اتقبلت في شرڪة الاستيراد والتصدير اللي بعتلها الـ cv بتاعي من شهرين! بشهادتي وهشتغل في قسم المحاسبة في الشرڪة ولازم اروح الشرڪة بڪرة عشان أتعرف على طبيعة الشغل وهنعمل زي مقابلة صغير ڪ روتين مش اڪتر ، قفلت وبصيت لـِ طارق وانا مذهول
_ضحڪتلي!
تاني يوم نزلت الصبح بدري على عنوان الشرڪة اللي خدته منهم ووصلت هناك .. شرڪة ڪبيرة ، ومڪنتش احلم اني اشتغل فيها عامل حتى .. مش محاسب مرة واحدة! دخلت الشرڪة وعملت المقابلة لحدٍ ما حسيت انهم ارتاحوا لـ شڪلي وطريقة تفڪيري وقالولي ان هبدأ شغل من بداية الشهر اللي هو الأسبوع الجاي وخدني موظف في الشرڪة ووراني مڪتبي وقالي على شوية حاجات مهمة ونصحني ان أبدأ أحضر من بڪرة عشان لما ابدا شغل يڪون عندي خلفية مش بطالة عن شغلي
ڪل حاجة ڪانت زي الحلم ، بدأت اشتغل وشوية شوية بقى عندي معرفة لا بأس بها بالناس اللي بيشتغلوا معايا ومن الناس اللي اتعرفت عليهم ڪان إسلام وهو نائب مدير الشرڪة ڪان شاب صغير تقريباً في نفسي سني .. عنده 27 او اڪبر بسنه .. ڪان شاب لطيف وبيتعامل مع الموظفين بأريحيه لدرجة ان ڪلهم بينادوه بإسمه بس منغير ألقاب .. ڪان بيعلمني حاجة في الشغل فـ عملتها وقولتله أنها سهلة فـ بصلي
_انا ڪنت فاڪر المدير موصي عليك عشان عندك واسطة بس طلعت شاطر ڪمان
_المدير موصي عليا؟ انا؟
_ايوة .. موصي عليك
_بس انا معرفوش
اندهش من ردي وقالي يمڪن حد من قرايبك يعرفه ووصى عليك .. سڪت ومعلقتش بس انا عارف ان محدش يعرفه اڪيد
عدوا سنتين وظروفي المادية ڪل يوم بتتحسن عن اليوم اللي قبله ، ڪل حاجة زي ما تمناها قلبي ، ماعداها في حياتي .. ڪل شيء جميل هو في عيني ملهوش بريق ولا معني لانها مش موجودة ، حاولت أنسى وحاولت اتأقلم لڪنيّ فَشلت ، مش ناسي دموعها اللي اترجوني مسبهاش وأنا سبتها لأني عاوزها تڪون مبسوطة حتى لو بعيد عني! "ومِثلُها خُلقَ ليرىٰ السعادة والنعيم السرمديّ ، فإنها سَيدة الجمال وروحها تَعبق بالحُسن الفتان ، فما كان لك يا قلبي أن تَرضى لمحبوبتك بالعيش الزهيد وما ڪان لها أن تعشق رجلً لا يملك شيء سوىٰ قلبه النابض بحبها! فمثلها يجب أن تعشق مَن يَستطيع أن يأتى بالشمس والقمر بين يديها ، ڪيف تجرؤ يا قلبي وتُحبها وهي سيدة النساء وعزيزتهنْ♡"
بطريقةً ما قدرت أوصل لإدارة قسم المحاسبة بأڪمله! مڪنتش مقصر في شغلي ولا ڪمان بزيد عن غيري في شيء لڪنّه ڪان توفيق ، ڪنت حاسس بڪل شيء في حياتي مُتَيسرة ، نومي ، شغلي ، وقتي .. ڪل شيء فيه برڪة ، غيرت شقتنا القديمة وسڪنا في شقة جديدة في حته نضيفه وقدرت استثمر جزء من فلوسي في أڪتر من مشروع واشتريت عربيه بالتقسيط وحياتي ڪلها تَبدلت ، حمدت ربي ليل نهار على فضله وڪرمه
في يوم وأنا راجع من شغلي لوهله اشتقت لقعدتي على البحر .. غيرت طريقي وتوجهت للبحر .. رڪنت العربية ونزلت اقعد تحت اشم هوا البحر وأختلي بنفسي شوية عيني لمحت طيفها .. معقولة هي؟!
مشيت بسرعة وهرولت ناحيتها وناديت
_رحمة!
بصتلي وعلى وشها علامات الذهول
_ڪريم! أنت بتعمل ايه هنا!؟
_أنتِ هنا بجد!؟ أنا مش مستوعب
لاح شبح ابتسامة على ثغرها وبصت وفي عيونها شوفت هم وحزن ڪبير، لوهله جات نسمات هواء قوية رفعت خمارها في ارتباك وإستحياء عدلته وهنا شافت عيني آخر شيء توقعته .. ڪانت لابسة دبلة في ايدها الشمال
_اتجوزتي!؟
بصتلي وفي عيونها حزن وڪرب شديد و ردت وهي تغالب البڪاء
_هيڪون دة آخر يوم على ذمته!
وانفجرت في بڪاء هستيري ، اعتصر قلبي على إثره عرفت منها أنها اتجوزت من سنه ولڪن جوزها إنسان مش ڪويس وبيخونها والنهاردة مد ايده عليها وضربها
_طب وانتِ هنا بتعملي ايه؟
_ڪل لما احس بضيق وحزن يَمس قلبي ، بلاقي نفسي جئت هنا .. البحر بيطبطب عليا بأمواجه العالية اللي بتيجي ورا بعضها وڪأنه عاوز يوضلي رساله أن مهما الهموم تزاحمت على قلبك أيها المؤمن فإن الحياة لابدّ لها من سڪون وأمواجك المُضطرية هتحوله الأيام لزبد "ڪأن لم يُغنى بالأمس"
_رحمة انا لسه..
وقبل ما اڪمل الڪلمة شاورتلي مڪملش
_أنا على ذمة راجل يا ڪريم وحتى لو مش على ذمته مينفعش تقولي ڪدة .. احنا مفيش حاجة بينا
_انا عاوزك تعرفي اني متخليتش عنك ولا فلت ايدك في يوم ، انا عملت ڪدة عشان عاوزلك الخير .. ولسه اللي في قلبي ناحيتك زي ما هو ولا في يوم حد جاء مڪانك ولا انا سَمحت لحد يقرب مني اصلاً
لمحت في عيونها نظرة عتاب وڪان جواها ڪلام ڪتير عاوزة تقوله بس دبلتها اللي في ايدها الشمال منعتها وقلبها اللي فيه خوف من ربها منعها .. سابتني مشيت وهي بتقولي "ميصحش نقف الوقفة دي"
جوايا فيه بصيص أمل خلي البسمة تترسم على وشي! معقول ممڪن الأيام تجمعنا من تاني .. مڪنتش عارف ادعي اقول اية ، مڪنش ينفع ادعي تڪون من نصيبي وهي متجوزة! والله اعلم يمڪن مخلفة .. بصيت للسماء وقلبي بيدعي ان ربي يقدرلي الخير حيث ڪان ثم يرضني به.
بعد فترة عرفت ان رحمة اتطلقت من جوزها .. رجعلي الأمل من تاني وقررت مضيعش وقت واتصلت بأبوها وخدت منه معاد .. وهو رحب بيا جداً وقعدت معاه واتفقت ان الفرح بعد قضاء عدتها
وانا ماشي مسك في دراعي وبصلي بضه عمري ما نستها
_أنا آسف لأني ظلمتك وظلمتها .. الأرزاق بيد الله واهو جوزتها باللي عنده ومُقتدر وفي الآخر بهدلها ووقتها اتأڪدت أنها مش بالمال يبني باللي يصون ويحافظ على الأمانه اللي بياخدها من بيت اهلها وبيرعاها ويتقي الله فيها ورحمة ڪانت شايفة فيك ڪل دة .. دلوقتي بس عرفت هي ليه اتمسڪت بيك ڪدة
_دة نصيب يا عمي واحنا مبنعتذرش على حاجة ڪدة ڪدة ڪانت هتحصل .. لازم نسلم ونرضى بقضاء الله وان شاء الله امانتك هشيلها في عيوني
وبعد اربع شهور ڪانت هي زي الفراشة تطوف في بيتي تزرع الحب والفرحة في قلبي وتنير ضحڪتها المشرقة الليالي المظلمة ، بشڪر الله علي سلسلة التعويضات اللي جت ورا بعضها ، واعظمها وجود رحمة معايا وانها خلاص بقت مراتي ومفيش حاجة هتفرقنا بإذن الله
_المدير عاوزك يا ڪريم
بصيت لـِ سامح زميلي بإستغراب
_المدير .. المدير؟
_ايوة المدير
_تقصد .. اسلام نائب رئيس مجلس الإدارة؟
_لأ .. إسلام هقول عليه مدير برضك! دة بناديله إسلام عادي .. اقصد عادل بيه
_غريبة دي
_ليه غريبة؟
_أصل عمري ما شوفت عادل دة! ڪل تعاملى مع إسلام .. فـ هو طالب يشوفني ليه وهو مش عارفني؟
_معرفش .. روحله وشوف عاوز منك ايه
مشيت ناحية مڪتبه واللي ڪان في الدور الثالث وانا ڪنت في الأول ، وصلت وقولت للسڪرتيرة أسمي وان المدير طالبني .. دخلت المڪتب وبعد دقيقة خرجت وقالتلي انه مستنيني
_السلام عليڪم!؟
ڪان واقف وباصص على الشارع من الحيطة اللي ڪلها إزاز .. بصلي وابتسم _وعليڪم السلام ورحمه الله وبرڪاته.. اتفضل يا استاذ ڪريم
اتخضيت من شڪله ، ڪان شاب صغير متخطاش الـ 30 ويمڪن اصغر .. جوايا احساس اني شوفته قبل ڪدة او سمعت صوته
ابتسملي تاني وهو باصصلي
_أنت مش عارفني صح؟
_محصليش الشرف يا فندم واقابل حضرتك
ضحك ضحڪة طويلة وبعدين بصلي تاني
_افندم اية .. يا راجل .. رڪز شوية
_هو انا حاسس اني شوفتك قبل ڪدة ، لڪن للأسف مش فاڪر فين
_افڪرك أنا .. من سنتين ..
_سنتين!!
_آه سنتين .. في شارع فاضي ومڪنش فيه حد غير واحد بس معدي من قدام صيدلية وبعدين جي واحد تاني خارج من الصيدلية ، ووقفه وقاله محتاج فلوس وخد منه 190 جنيه وڪانوا ڪل الفلوس اللي معاه وحتي مخلاش فلوس يرجع بيهم البيتط
بصتله في ذهول انه عارف التفاصيل دي
_انت عارف ڪل دة منين؟
ابتسملي وفي عيونه لمعت دمعة
_شڪراً يا ڪريم .. لانك ساعدتني انقذ اغلي انسانه في حياتي .. لولاك امي ڪان زمانها ضاعت مني
الذهول والدهشة تملڪوا ملامح وشي
_انت! ازاي!؟ .. انا انا مش مصدق
_انا عمري ما نسيت شڪلك ولا نسيت اسمك ومن يومها وانا بدعيلك في ڪل صلاة وفي قيام الليل ڪنت دائماً بتمنى من ربي أني اقابلك تاني وأردلك ولو جزء صغير من معروفك ولو اني عمري ما هوفي
_بس ازاي .. شڪلك متغير خالص .. و...
_ڪنت فقير .. دة اللي عاوز تقوله
_مقصدش بس انا مستغرب
_أنا مڪنتش فقير .. والدي هو صاحب الشرڪة دي وهو اللي عمل ڪل حاجة بس بعد ما مات اعمامي زوروا ورق ولعبوا في الوصية واستغلوا عدم وجودي في مصر لما بابا الله يرحمه مات ولما رجعت ملقتش ولا حاجة .. ڪل شيء خدوه ، وانا وحيد معنديش غير اختي سارة .. ولما قابلتك انا ڪنت يائس مش عارف ارجع حقنا ولا عارف اتحمل مسئولية امي واختي... رجعنا شقتنا في الدقي وهي شقة قديمة جداً ودورت على شغل ڪويس اقدر من خلاله اصرف على البيت .. والمحامي بتاع بابا هو اللي ساعدني وقدرت اثبت ان اوراقهم مزورة وان الوصية اتلعب فيها وورثت ڪل حاجة عن بابا و دة ڪان بعد ما شوفتك بشهرين
_وأنت ڪنت عارف اني بشتغل عندك؟
_طبعاً .. انا أول ما شوفت اسمك في الناس اللي مقدمة على شغل فـ الشرڪة اتخضيت وطلبت اشوف الـ cv بتاعك واتاڪدت من صورتك انك الشخص اللي بدعي ان اشوفه تاني
_طب ومقولتليش ليه من الأول
_لسببين: الاول هو ان عاوز اردلك بعض من معروفك فـَ ڪنت موصي عليك ياخدوا بالهم منك في الشغل عشان تتطور اڪتر
والسبب التاني له علاقة بالسبب الاول اني ڪنت محتاج اثق فيك وأتأڪد من حسن اخلاقك وحفاظك على دينك
_وعاوز تتأڪد من دة ليه؟
_لأني ناوي اعينك نائب ليا في إدارة الشرڪة ومش بس الشرڪة هتساعدني في ڪل حاجة املڪها .. بإختصار هتبقى مدير أعمالي
_بس دة ڪتير
_مش ڪتير صدقني .. أنت إنسان شريف ونادر الاقي حد بأمانتك ودينك
_بس انا اديتك 190 وانت ڪنت محتاج 250 انا اديتك الفلوس ناقصة...
_ اديتني ڪل اللي معاك
_بس ناقصين
_ممڪن حد يديني ألف جنيه وواحد تاني يديني جنيه واحد بس .. اللي اداني الألف معاه 10 غيره واللي اداني الجنيه ممعهوش غيره .. فـ عمرها ما بالمبلغ بل بالعطاء ولو ڪان من عدم وانت اعطتني ڪل اللي معاك واظن دة شيء عظيم لو تعلم
_طب هو ڪل التعويضات دي والحاجات الحلوة اللي حصلتلي عشان 190 جنيه؟
_أنت مسمعتش الآية الكريمة اللي بتقول "من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فَيُضاعفه له أضعافاً ڪثيرة"؟ ولا متعرفش قصة عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه .. اللي تصدق بماله ڪله 4 مرات .. وربنا بيعوض عليه مرة في ڪل بأضعاف اللي تَصدق به .. ربك ڪريم يا ڪريم
ابتسمت لجملته وعيوني جات على السماء ، ادرڪت وقتها حقيقة مهمه أن الله لا يريد منا سوى الصدق! أن نعبده بصدق ونحبه بصدق وننفق لأجله وأبتغاء لمرضاته ، 190 جنيه قدروا يغيروا حياتي .. مش مبلغ ڪبير اڪيد لڪنه مبلغ أنفقته بصدق
"إن الله طيب لا يقبل إلا طيب"""
`إذا اڪملت القراءة ضع تفاعل جميل شبهك يغاليه 💜`
*--------------♡--------------*
اختم القراءة بذكر الله 💜
* سُبحان الله
* الحمدلله
* لا إله إلا الله
* اللهُ أكبر
* سُبحان الله وبحمدهِ
* سُبحان الله العظيم
* استغفر الله العظيم واتوب إليهِ
* لا حول ولاقوة إلا بالله
* اللهُم صلِ علي نبينا محمد
* لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
❤️
🥹
🤍
❤
👍
💗
💜
🫶
❤🩹
🤎
280