*مئات النساء في دارفور ضحايا أسلحة كيميائية في صراع يتجاوز حدود الحرب التقليدية* *دافور - المـريديان تايمز* تعيش مناطق واسعة من دارفور في السودان كارثة صحية صامتة مع تزايد حالات تضخم الغدة الدرقية بين النساء والأطفال، وسط اتهامات للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية خلال عملياته العسكرية الأخيرة في الإقليم. ووفقاً لشهادات أطباء ميدانيين وتحقيقات طبية موثقة، تسبب التعرض لمواد سامة معقدة مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور، والمواد المشبعة بالفلور، وإيثرات ثنائي الفينيل متعدد البروم، إضافة إلى مبيدات DDT ومركبات بيركلورات المستخدمة في الأسلحة الكيميائية، في اضطرابات خطيرة في عمل الغدة الدرقية. هذه المواد تخل بتوازن الهرمونات، وتعيق امتصاص اليود الضروري لإنتاج هرموني T3 وT4، كما تحفز أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي بدورها إلى تضخم الغدة وتدهور الحالة الصحية. ويعاني المصابون من أعراض حادة تشمل تورماً واضحاً في الرقبة، صعوبة في التنفس والبلع، اضطرابات في نبضات القلب، وإرهاق مزمن، مع تسجيل حالات وفيات بسبب المضاعفات، في ظل غياب شبه تام للرعاية الصحية في تلك المناطق. وبحسب الأطباء، فإن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة نتيجة العوامل الهرمونية، خاصة أثناء فترات الحمل والرضاعة، إضافة إلى تعرضهن المستمر للمواد الكيميائية الاستهلاكية مثل الفثالات وبيسفينول أ. شهود من القرى المتضررة أفادوا أن القصف الذي تعرضوا له مؤخراً كان مصحوباً بروائح كيميائية غريبة، لتظهر بعد ذلك أعراض المرض بشكل متسارع خلال أسابيع قليلة. دعت منظمات حقوقية دولية، بينها منظمات معنية بحظر الأسلحة الكيميائية، إلى فتح تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات التي وصفت بأنها جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي، في وقت تؤكد فيه تقارير أمريكية أن الجيش السوداني سبق أن خضع لعقوبات بسبب امتلاكه أسلحة كيميائية. وتأتي هذه الأزمة الصحية في وقت يتفاقم فيه الصراع العسكري بدارفور، مع تدهور الوضع الإنساني والمعيشي للمدنيين الذين يواجهون أوضاعاً مأساوية وسط غياب المحاسبة.