⚫🟤⚪ *اللهم اربط على قلبي* البلاء الشديد الذي ينزل بأهل غزة يستنطق الجمادات، ويستصرخ الصمت، ويصب على رفات العالم المتحضر ملايين اللعنات. كل يوم يرى ذو الإحساس فاجعة ترقق أختها السالفة، ويشعر المرء بجدران صبره كأنها تتصدع، ويتساءل في وجل وتردد: متى تنتهي هذه المحنة والإبادة العالمية؟ فيجيبك من بعيد، من تحت القصف والركام، من بين الأشلاء والدماء، من بين صرخات الأطفال، وأصوات تهدم الجدران، من بين الوجوه الشاحبة، والبطون الجائعة، والقلوب المكلومة بفقد كل حبيب وعزيز .. يجيبك صوت هادئ من قلب غزة : *اللهم اربط على قلبي، توقيع (د. آلاء النجار* ). ▫️هذا الإمضاء لو تشعرون ليس إمضاءً شخصيا، إنما هو إمضاء بالنيابة عن كل أم وزوجة وأخت وبنت، ونيابة عن كل أب وزوج وأخ وابن .. فاللهم أفرغ عليهم صبرا وتثبت قلوبهم، وانصرهم على القوم المجرمين. ▫️لا ريب أنها أيام شديدة، وزاد من يتساءل فيها من الناس عن تلك الأحوال العجيبة، والمواقف الصلبة، والمشاعر الممتزجة بمر القضاء والرضا به: أنى لأهل غزة هذا الصبر؟! ولا جواب لهذا عندي إلا: أن الله قد ربط على قلوبهم حقا، وأفرغ عليهم من الصبر ما يفوق هذا البلاء، وهذا من آثار معية الله لعباده: {إن الله مع الذين اتقوا} .. ﴿وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ﴾ ومن ثمار الاتصال بالله تعالى ووحيه: ﴿كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ ▪️مهما طال ليل البلاء، إن هي إلا آلام اللحظة، ووجع الفقد، ولوعة الفراق، وما وراء ذلك هو اليقين بالوعد الصادق، وانتظار لذة العاقبة، {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا}. فصبرونا يا أهل غزة فنحن بحاجة إلى العزاء والصبر، وعلمونا ما لن تستطيع تقنيات العالم كله أن تعلمنا إياه.