إعلان المطعون ضده بالطعن بالنقض يكون مرة واحدة فقط   حين يقدم الطاعن عريضة بالطعن بالنقض أمام المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه سواء المحكمة الابتدائية أو الاستئناف، هنا المحكمة تقوم بقيد الطعن وإعلان الطعن إلى المطعون ضده للرد عليه إعلانًا واحدًا فقط، بشرط أن يكون إعلانًا صحيحًا،  ·      بمعنى أن يكون إعلانًا إلى شخص المطعون ضده أينما وجد، أو إلى منزله وتسليم الإعلان مع صورة من صحيفة الطعن إلى من يقوم مقامه.  ·      وبعد أن يتسلم المطعون ضده صورة الطعن، يمنح مهلة قدرها خمسة عشر يومًا لتقديم رده على الطعن وفقًا لنص المادة ٢٩٦ من قانون المرافعات، ويبدأ الميعاد من تاريخ وصول الإعلان إلى المطعون ضده واستلامه صورة من الطعن، وهذا تبينه إفادة المحضر الذي قام بتنفيذ الإعلان والتي يتم تدوينها على أصل الإعلان بعريضة الطعن، وتحسب أيام الخميس والجمعة والأعياد الرسمية من ضمن المدة إلا إذا صادفت آخر يوم من المدة فتمتد إلى أول يوم دوام يليه. ·       بشرط أن يكون الإعلان صحيحًا، فلا يعتبر إعلانًا صحيحًا إذا تم التواصل بالمطعون ضده تلفونيًا، أو القيام بإرسال عريضة الطعن إليه عبر الواتساب، ولكن إذا قام المطعون ضده بتقديم رده على الطعن رغم عدم صحة الإعلان فإن إيداعه لرده على الطعن يصحح بطلان الإعلان. وقد يتأخر المطعون ضده بتقديم رده إلى بعد انتهاء الميعاد، ويقدمه بعد شهر مثلاً، ويكون الملف لا يزال موجودًا في المحكمة ولم يتم إرساله، هنا يقبل منه الرد ويؤشر عليه بتاريخ تقديمه ويتم إيداعه في الملف ويُعلن الطاعن بالرد للتعقيب عليه، كون هذا الميعاد إنما هو ميعاد تنظيمي.  ·      هذا بالنسبة للطعن بالنقض، أما إذا كان الطعن بالاستئناف فإنه يتم إعلان عريضة الاستئناف إلى المستأنف ضده للرد عليها ويرسل ملف القضية إلى محكمة الاستئناف دون انتظار لتقديم المستأنف ضده رده، وبمجرد وصول الملف إلى محكمة الاستئناف يتم إعلان المستأنف ضده مرة أخرى وبإمكانه تقديم رده على الاستئناف في الجلسة. أما إذا رفض المطعون ضده بالنقض استلام صورة الطعن للرد عليه خلال المدة، فإن المحكمة هنا تنتظر خمسة عشر يومًا، فإن تم تقديم الرد استكملت الإجراءات، وإذا لم يقدم المطعون ضده الرد فيتم إرسال الملف إلى المحكمة العليا بحالته مع مذكرة إرسالية تؤكد رفض المطعون ضده الرد على عريضة الطعن بحسب إفادة المحضر التي يتم إرفاقها بالملف. وبالتالي.. لا يجوز للمطعون ضده أن يشتكي بعد ذلك بأن المحكمة الابتدائية أرسلت ملف الطعن دون أن تمنحه فرصة للرد أو دون أن تقوم بإعلانه مرة ثانية بالطعن، فالإعلان يكون مرة واحدة، والمهلة مهلة واحدة.  ·      وطالما ثبت رفض المطعون ضده استلام صورة من الطعن بإفادة المحضر، وطالما المحكمة انتظرت المدة المقررة للرد كاملة دون تقديم الرد، وطالما قامت المحكمة بإرسال الملف بحالته بعد انتهاء المدة،  فهنا يكون المطعون ضده قد فوت حقه بنفسه. فيتم إرسال الملف بحالته مع مذكرة تتضمن التأكيد أن المطعون ضده رفض استلام الطعن ورفض الرد عليه خلال الميعاد. ·       بعد هذا لا يجوز للمطعون ضده أن يذهب إلى التفتيش القضائي يشتكي بالقاضي وبالموظفين. (يداه أوكتا وفوه نفخ ) وإذا كان معه رد، فعليه أن يلحق الملف إلى المحكمة العليا. وللعلم.. إن قيام المحكمة العليا بالفصل في الطعن لا يستلزم وجود رد على الطعن في الملف، وإنما اللازم هو إعلان المطعون ضده بالطعن وانتظار المهلة حتى انقضائها، وبعد ذلك يرفع الملف إلى المحكمة العليا للفصل فيه بحالته.  ·      ولذلك أكد المشرع بنص المادة (٢٩٨) مرافعات أن الملف يتم رفعه بمجرد انقضاء المواعيد المنصوص عليها في المواد ٢٩٦ و٢٩٧ من نفس القانون سواء قدم رد أو لم يقدم، فالشرط هو انقضاء المواعيد المحددة بالنص.  ·      وهذا يعني أن رفض المطعون ضده استلام الطعن لا يكفي لاعتباره رافضًا الرد عليه، بل يجب الانتظار حتى انقضاء الميعاد المحدد للرد على الطعن، ولا يعتبر رفضه استلام صورة من الطعن أنه رافض الرد عليه.  ·      فإذا قامت المحكمة بإرسال الملف قبل انقضاء الميعاد، فإن المحكمة العليا تقوم بإعادته بإجراءات إدارية إلى المحكمة التي أرسلت به.     والله تعالى أجل وأعلم. ودمتم برعاية الله   القاضي مازن الشيباني ٩ مايو ٢٠٢٥ https://t.me/mazenshaibany