
الدعم النفسي (نحنا معاك)
June 17, 2025 at 02:01 PM
الحمد لله الذي جعل العلم نورًا، ورفع أهله درجات، وجعل العلم الشرعي أعظم ميراث للأنبياء، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، معلم البشرية، الذي قال: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة) [رواه مسلم].
أما بعد
هل فكرت يومًا: لماذا يُنظر إلى العلم الشرعي على أنه “أقل أهمية” من الطب والهندسة والإدارة؟
هل قال الله في كتابه: إن أعظم الناس هو الطبيب أو المهندس؟ أم قال: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]؟
هل تعلم أن العلم الشرعي هو العلم الذي يقودك إلى الجنة، بينما العلم الدنيوي وحده لا ينفعك بعد الموت؟
أولًا: هل العلم الدنيوي أهم من العلم الشرعي؟
مفهوم خاطئ شائع:
• بعض الناس يظنون أن التخصص في الطب أو الهندسة أو التكنولوجيا أهم من تعلم العقيدة والتفسير والفقه!
• يعتقدون أن العلم الشرعي لا يفيد الإنسان في “الواقع العملي”، بل هو مجرد هواية أو علم غير مطلوب في سوق العمل!
• ولكن الحقيقة أن العلم الشرعي هو أصل العلوم، وهو الذي يُعرفك لماذا خُلقت، وكيف تعيش، وكيف تموت، وماذا سيحدث لك بعد الموت!
قال النبي ﷺ: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين” [متفق عليه].
• إذا كنت لا تعرف العقيدة الصحيحة، ولا أحكام العبادات، ولا ما يُخرجك من الإسلام، فكيف ستنجو يوم القيامة؟
إذا أردت النجاح في الدنيا، فتعلم العلم الدنيوي، وإذا أردت النجاح في الدنيا والآخرة، فتعلم العلم الشرعي أيضًا!
ثانيًا: كيف نوازن بين العلم الشرعي والدنيوي؟
لا يوجد تعارض بين الاثنين! فمن قال لك إنك إذا درست الهندسة لا يمكنك تعلم العقيدة؟ أو أنك إذا كنت طبيبًا، لا تستطيع حفظ القرآن؟
إليك 5 خطوات عملية لتحقيق التوازن:
خصص وقتًا ثابتًا للعلم الشرعي يوميًا.
• حتى لو كنت مشغولًا بالدراسة الجامعية، اجعل لك 15-30 دقيقة يوميًا لقراءة كتاب شرعي أو سماع درس مفيد.
• ابدأ بكتب سهلة مثل “الأصول الثلاثة”، و”رياض الصالحين”، و”كتاب التوحيد”.
استغل وقت الفراغ في التعلم الشرعي.
• أثناء التنقل، أو الاستراحة بين المحاضرات، يمكنك سماع محاضرات قصيرة عن التوحيد والحديث والتفسير.
• استبدل وقت الترفيه الزائد بسماع دروس علمية خفيفة.
تعلم العلم الشرعي تدريجيًا، كما تتعلم أي تخصص آخر.
• لا تحاول تعلم كل شيء دفعة واحدة! بل ابدأ بأساسيات العقيدة والفقه، ثم تدرج إلى التفسير والحديث.
اجعل نيتك في طلب العلم الدنيوي نية صالحة.
• إذا كنت تدرس الطب، فانوِ أن تخدم به المسلمين، وتنقذ به أرواحًا لله، لا للمال فقط.
• إذا كنت تدرس الهندسة، فانوِ أن تسهم في بناء الأمة الإسلامية بعلمك.
• بهذه النية، سيصبح طلبك للعلم الدنيوي عبادة، وستؤجر عليه كما تؤجر على الصلاة!
لا تترك العلم الشرعي بحجة أنه “ليس له مستقبل”.
• بعض الناس يقولون: “ما فائدة العلم الشرعي؟ هل سأجد وظيفة به؟”
• لكن هل تعلم أن العلم الشرعي هو الذي يجعل حياتك كلها عبادة؟
• وهل تعلم أن كل مهنة تحتاج إلى علم شرعي؟ الطبيب يحتاج إلى فقه الطهارة والنجاسات، المهندس يحتاج إلى فقه المعاملات المالية، وكل مسلم يحتاج إلى العقيدة الصحيحة!
قال النبي ﷺ: “إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” [رواه أبو داود والترمذي].
إذًا، العلم الشرعي لا ينافس العلم الدنيوي، بل هو الذي يعطيك البوصلة الصحيحة في حياتك!
ثالثًا: تصحيح المفاهيم المغلوطة عن العلم الشرعي
“العلم الشرعي لا مستقبل له في سوق العمل.”
خطأ! فالعلم الشرعي مطلوب في كل مجتمع، والعلماء هم الذين يوجّهون الأمة ويقودونها إلى الصواب.
“طلب العلم الشرعي مضيعة للوقت.”
خطأ! هل يوجد شيء أهم من معرفة عقيدتك وعبادتك وأحكام دينك؟
“العلم الدنيوي أفضل لأنه مفيد عمليًا، أما العلم الشرعي فلا علاقة له بالحياة.”
خطأ! العلم الدنيوي ينفعك في الدنيا، لكن العلم الشرعي ينفعك في الدنيا والآخرة معًا.
وأخيرًا.. العلم نور، والعلم الشرعي هو أعظم نور!
لا تقل: “أنا مشغول بالدراسة”، بل قل: “سأوازن بين العلم الدنيوي والشرعي”.
لا تقل: “العلم الشرعي ليس له مستقبل”، بل قل: “هو المستقبل الحقيقي بعد الموت”.
لا تقل: “ليس عندي وقت”، بل قل: “سأجعل للعلم الشرعي وقتًا، كما أجعل وقتًا لكل شيء مهم في حياتي”.
فمن اختار العلم الشرعي، فقد اختار طريق الأنبياء، ومن جمع بينه وبين العلم الدنيوي، فقد جمع بين نعيم الدنيا والآخرة!
#الزبير_بن_كامل
#الدعم_النفسي
#نحنا_معاك
❤️
👍
😢
🙏
😂
94