وقفة مع آية 📚 ودروس تفسير
وقفة مع آية 📚 ودروس تفسير
June 3, 2025 at 01:48 AM
وقفة مع آية📚 (٣٣٢) ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ﴾ [القلم: ٤] قال الطبري رحمه الله:( يقول تعالى ذكر لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإنك يا محمد لعلى أدب عظيم، وذلك أدب القرآن الذي أدّبه الله به، وهو الإسلام وشرائعه)أ.هـ سُئلَت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، فقالت: (كان خلقه القرآن) رواه مسلم. قال النووي رحمه الله:( معناه : العمل به ، والوقوف عند حدوده ، والتأدب بآدابه ، والاعتبار بأمثاله وقصصه ، وتدبره ، وحسن تلاوته). وقال ابن رجب رحمه الله:( يعني أنه كان يتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه ، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه ، وجاء في رواية عنها قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ). قال ابن كثير رحمه الله:( ومعنى هذا أنه ، عليه السلام ، صار امتثال القرآن أمرا ونهيا سجية له ، وخلقا تطبعه ، وترك طبعه الجبلي ، فمهما أمره القرآن فعله ، ومهما نهاه عنه تركه . هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم ، من الحياء ، والكرم والشجاعة ، والصفح ، والحلم ، وكل خلق جميل ....)أ.هـ قال الحسن رحمه الله :(حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندي وكف الأذي). قال ابن القيم رحمه الله:(حسن الخلق يقوم علي أربعه أركان : الصبر والعفه والشجاعه والعدل). عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) متفق عليه. عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي)رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: (تقوى الله وحسن الخلق)، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: (الفم والفرج) رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح. عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)رواه أبو داود. عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ) حسنه الألباني. والمعنى : لا تسعوا : أي لا تشملون الناس وتستوعبونهم بأموالكم، وذلك لكثرة الناس، فمهما أعطى الإنسان من ماله للناس، فينتهي المال ولن يرضيهم، ويستوعبهم بخلاف حسن التعامل والخلق. فيامسلمون: عاملوا الناس بخلق حسن ، وامتثلوا التوجيه النبوي عن أبي ذر ومعاذ رضي اللَّه عنهما، عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:(اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ ) رواه الترمذي وقال حديث حسن. اللهم كما حسنت خلقنا فحسن أخلاقنا، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

Comments