وقفة مع آية 📚 ودروس تفسير
وقفة مع آية 📚 ودروس تفسير
June 9, 2025 at 04:45 AM
وقفة مع آية📚📚🌺 (٣٣٧) ﴿يَقولُ الإِنسانُ يَومَئِذٍ أَينَ المَفَرُّ ۝ كَلّا لا وَزَرَ ۝ إِلى رَبِّكَ يَومَئِذٍ المُستَقَرُّ ۝ يُنَبَّأُ الإِنسانُ يَومَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ۝ بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ ۝ وَلَو أَلقى مَعاذيرَهُ﴾ [القيامة: ١٠-١٥] قال الشيخ السعدي رحمه الله:( { يَقُولُ الْإِنْسَانُ } حين يرى تلك القلاقل المزعجات: { أَيْنَ الْمَفَرُّ } أي: أين الخلاص والفكاك مما طرقنا وأصابنا ? { كَلَّا لَا وَزَرَ } أي: لا ملجأ لأحد دون الله، { إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } لسائر العباد فليس في إمكان أحد أن يستتر أو يهرب عن ذلك الموضع، بل لا بد من إيقافه ليجزى بعمله { يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } أي: بجميع عمله الحسن والسيء، في أول وقته وآخره، وينبأ بخبر لا ينكره. { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } أي: شاهد ومحاسب { وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } فإنها معاذير لا تقبل، ولا تقابل ما يقرر به العبد ، فيقر به، كما قال تعالى: { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } . فالعبد وإن أنكر، أو اعتذر عما عمله، فإنكاره واعتذاره لا يفيدانه شيئا، لأنه يشهد عليه سمعه وبصره، وجميع جوارحه بما كان يعمل، ولأن استعتابه قد ذهب وقته وزال نفعه: { فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ })أ.هـ قال الطبري رحمه الله:( يقول تعالى ذكره : ( لا وزر ) يقول جل ثناؤه : ليس هناك فرار ينفع صاحبه ، لأنه لا ينجيه فراره ، ولا شيء يلجأ إليه من حصن ولا جبل ولا معقل ، من أمر الله الذي قد حضر ، وهو الوزر )أ.هـ عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله : ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) يقول : (ما عمل قبل موته ، وما سن فعمل به بعد موته) . قال القرطبي رحمه الله:( قوله تعالى : (ينبأ الإنسان ) أي يخبر ابن آدم برا كان أو فاجرا بما قدم وأخر : أي بما أسلف من عمل سيئ أو صالح ، أو أخر من سنة سيئة أو صالحة يعمل بها بعده ; قاله ابن عباس وابن مسعود ). عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال:( رسول الله صل الله عليه وسلم. ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه او مصحفا ورثه او مسجدا بناه او بيتا لابن السبيل بناه او نهرا اجراه او صدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته) رواه ابن ماجه وحسنه الالباني. قال ابن كثير رحمه الله:(... عن ابن عباس : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) يقول : سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه . وقال قتادة : شاهد على نفسه . وفي رواية قال : إذا شئت - والله - رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه ، وكان يقال : إن في الإنجيل مكتوبا : يا ابن آدم ، تبصر القذاة في عين أخيك ، وتترك الجذل في عينك لا تبصره)أ.هـ فيامسلمون: سوف يلاقي الإنسان عمله كله خيره وشره علانيته وسره وسوف يجازى عليه مما قدم منه وأخر ، وهذه حقائق نؤمن بها وتتكرر علينا كثيرا في مواعظ القرآن الكريم ولكننا في غفلة وإعراض عما أمامنا فانتبهوا واستعدوا لما أمامكم. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجعلنا من المفلحين.

Comments