
وقفة مع آية 📚 ودروس تفسير
June 17, 2025 at 07:35 AM
وقفة مع آية📚📚
(٣٤٣)
﴿يَومَ تُبلَى السَّرائِرُ فَما لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ﴾ [الطارق: ٩-١٠]
قال الطبري رحمه الله:( وَعُنِي بقوله: ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) يوم تُخْتَبَرُ سرائر العباد، فيظهر منها يومئذ ما كان في الدنيا مستخفيًا عن أعين العباد من الفرائض التي كان الله ألزمه إياها، وكلَّفه العمل بها).
قال ابن عاشور رحمه الله:({ السرائر }جمع سريرة وهي ما يُسِره الإِنسان ويُخفيه من نواياه وعقائده .
وبَلْو السرائر ، اختبارها وتمييز الصالح منها عن الفاسد ، وهو كناية عن الحساب عليها والجزاء ، وبلوُ الأعمال الظاهرة والأقوال مستفاد بدلالة الفحوى من بلو السرائر .
ولما كان بلو السرائر مؤذناً بأن الله عليم بما يستره الناس من الجرائم وكان قوله : { يوم تبلى السرائر } مشعراً بالمؤاخذة على العقائد الباطلة والأعمال الشنيعة).
عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله، في قوله: ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) قال: (ذلك الصوم والصلاة وغسل الجنابة، وهو السرائر، ولو شاء أن يقول: قد صُمْتُ، وليس بصائم، وقد صلَّيتُ، ولم يصلّ، وقد اغتسلت، ولم يغتسل).
قال ابن كثير رحمه الله:( ( يوم تبلى السرائر ) أي : يوم القيامة تبلى فيه السرائر ، أي : تظهر وتبدو ، ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا . وقد ثبت في الصحيحين ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال : هذه غدرة فلان بن فلان " ).
قال القرطبي رحمه الله:( قوله تعالى : فما له من قوة ولا ناصر قوله تعالى : فما له أي للإنسان من قوة أي منعة تمنعه . ولا ناصر ينصره مما نزل به . وعن عكرمة فما له من قوة ولا ناصر قال : هؤلاء الملوك ، ما لهم يوم القيامة من قوة ولا ناصر . وقال سفيان : القوة : العشيرة . والناصر : الحليف ).
قال مُطَرف رحمه الله: إذا اسْتَوَتْ سريرةُ العبد وعلانيته، قال الله عزَّ وجلَّ: هذا عبدي حقًّا).
عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:(لأعلمنَّ أقوامًا مِن أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضًا، فيجعلُها الله عز وجل هباءً منثورًا)،قال ثوبان: يا رسول الله، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا؛ ألا نكونَ منهم ونحن لا نعلم، قال: (أَمَا إنهم إخوانُكم، ومن جِلْدتِكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلَوا بمحارم الله انتهكوها) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
قال ابن رجب رحمه الله فقال: (خاتمة السوء تكون بسبب دسيسةٍ باطنة بين العبد وربه).
يامسلمون:
كونوا على حذر من ذنوب الخلوات فهي سبب الانتكاسات، ومعظم سوء الخاتمة
هي بسبب هذه الذنوب يُظهر المرء للناس الخير وإذا ابتعد عن أعين الناس عصى ربه بترك الواجبات والوقوع في المحرمات.
اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.