سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
June 13, 2025 at 08:18 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *أقوال وخطب ومواعظ حفظها الناس عن أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*: 2- قال أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنه: إني أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني، وكان عظيم ما عظَّمه في عيني صِغرُ الدنيا في عينه، كان خارجاً عن سلطان بطنه، فلا يشتهي مالا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان خارجاً من سلطان فرجه، فلا يستخف له عقله ولا رأيه، وكان خارجاً من سلطان الجهلة، فلا يمد يداً إلا على ثقة المنفعة، كان لا يسخط ولا يتبرم، كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم، وكان إذا غُلِب على الكلام لم يُغلَب على الصمت، كان أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بذَّ القائلين، كان لا يشارك في دعوى، ولا يدخل في مراء، ولا يدلي بحجة حتى يُرى قاضياً يقول ما يفعل، ويفعل ما لا يقول تفضلاً وتكرماً، كان لا يغفل عن أخوانه، ولا يستخص بشيء دونهم، كان لا يلوم أحداً فيما يقع العُذر بمثله، كان إذا ابتدأه أمران لا يُرى أيهما أقرب إلى الحقِّ، نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه. ففي هذا الأثر ترشيد وتوضيح وتعليم للناس نحو صفات كريمة وأخلاق حميدة، وهذا منهج سلوكي رفيع ينبغي أن نربي عليه أنفسنا وأبنائنا حتى يتحول إلى واقع ملموس في الحياة، ونستفيد من ذلك الأثر دروساً وعبر منها: ـ قول الحسن رضي الله عنه: *وكان عظيم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه*: ولا تصغر الدنيا إلا في عين من عرف حقائق الأمور واستقر التصور الصحيح عن الله والحياة والكون والجنة والنار، والقضاء والقدر واستوعب بعمق فقه القدوم على الله تعالى فعمل للباقي وترفع عن الفاني، وأيقن أن الدنيا دار اختبار وابتلاء وعليه، فإنه مزرعة للآخرة، ولذلك تحرّر من سيطرة الدنيا بزخارفها، وزينتها، وبريقها وخضع وانقاد وأسلم نفسه لربه ظاهراً وباطناً، وكان وصل إلى حقائق استقرت في قلبه ساعدته على الزهد في هذه الدنيا، ومن هذه الحقائق: = اليقين التام بأننا في هذه الدنيا أشبه بالغرباء أو عابري سبيل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: *كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل*. = إن هذه الدنيا لا وزن لها ولا قيمة عند رب العزة إلا ما كان منها طاعة لله تبارك وتعالى، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: *لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء* وقال صلى الله عليه وسلم: *الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً أو متعلماً*. = إن عمرها قد قارب على الانتهاء، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: *بعثت أنا والساعة كهاتين بالسبّابة والوسطى، وتبدأ قيامة الإنسان بموته، والعمر قصير، فإذا استثنينا منه فترة الطفولة والنوم والكدر فكم يصفى لنا منه. = إن الآخرة هي الباقية، وهي دار القرار، كما قال مؤمن آل فرعون: ( *يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ القرَار، مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ* ) (غافر، الآية: 39، 40) فإذا استقرت هذه الحقائق في قلب الأخ المسلم تصغر الدنيا في عينه. - قول الحسن رضي الله عنه: *كان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد*، ففي هذا التوجيه دعوة إلى ترك فضول الطعام، لأنه داع إلى أنواع كثيرة من الشرب، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقلها عن الطاعات، وحسبك بهذين شراً، فكم من معصية جلبها الشبع وفضول الطعام، وكم من طاعة حال دونها، فمن وقي شر بطنه فقد وقي شراً عظيماً والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ، ولذلك حذرنا ربنا سبحانه من إتباع وساوسه ومكائده التي تؤدي إلى طغيان شهوة البطان وعدم الاكتفاء بالحلال، فقال تعالى: ( *يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين* ) (البقرة، الآية: 168)، كما أرشد سبحانه إلى الاعتدال في الطعام والشراب لئلا يؤدي ذلك إلى تسلط شهوة البطن وانحرافها قال تعالى ( *وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفين* ) (الأعراف، الآية: 31). فالأمر الذي يدل على تسلط شهوة البطن أن يُكثر صاحبها من الطعام والشراب فوق الحاجة، ويبالغ في الشبع ويفرط فيه .. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أخطار هذا الإسراف وضرره على الجسد والنفس، وذلك فيما رواه الترمذي عن مقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: *ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه* . وفي هذا الحديث النبوي بيان للمنهج السوي الذي ينبغي التمسك به في الإقلال من الطعام والشراب وعدم الإسراف في شهوة البطن لأن هذا الإسراف يؤدي إلى الشر الكبير، وليس المقصود بالشر هنا ما يتعلق بأمراض المعدة فحسب، وإنما المقصود أيضاً الشر الذي يصيب النفس حينما تعتاد الشرهَ في الطعام والشراب وشدة التعلق بهما فيتحول الطعام من وسيلة للغذاء وتقوية البدن إلى غاية وهدف يسعى صاحبه من أجله ويصبح ذلك السعي شغله الشاغل حتى تصبح همته مصروفة إليها، فمهما شبعت بطنه لا تشبع نفسه، لأن شهوة البطن أضحت عنده مقياس السعادة، فطغيان شهوة البطن لا يعني كثرة الأكل فحسب لأن كثرة الأكل عرض ظاهري لهذا المرض، وإنما حقيقة المرض في شَرَه النفس وما دِّيتها وتحول الطعام من وسيلة إلى غاية حتى يصبح الإنسان كالبهائم التي تسيِّرها شهواتها وفي ذلك يقول الله عز وجل: ( *وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ* ) (محمد، الآية: 12)، وقد روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد*. (صحيح) ومعنى هذا الحديث أن من شأن المؤمنين التقليل من الأكل للاشتغال بأسباب العبادة، والكافر بخلاف ذلك كله لأنه تابع لشهوة نفسه مسترسل فيها غير خائف من تبعات الحرام، وإن أكل قليلا فليس ذلك لزهده في الدنيا وإنما لمراعاة الصحة ورياضة الجسم، فهو لشدة حرصه على الدنيا وتمسكه بها كأنه يأكل في سبعة أمعاء كما تقول: فلان يأكل الدنيا أكلاً وأما المؤمن فإنه يأكل في معي واحد، فالرسول صلى الله عليه وسلم يضرب المثل في هذا الحديث للمؤمن وزهده في الدنيا وللكافر وحرصه عليها، وقد ذكر النووي ـ رحمه الله ـ توجيهاً آخر لهذا الحديث فقال: قيل: المراد بالسبعة سبع صفات، الحرص، والشره، وطول الأمل، والطمع، وسوء الطبع، والحسد، والسمن. وقد قال: ابن القيم: من مفسدات القلب: الطعام: والمفسد له من ذلك نوعان: = أحدهما: لعينه وذاته، كالمحرمات = والثاني: ما يفسده بقدر وتعدي حده، كالإسراف في الحلال والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولته حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغلته بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقه، والشبع يطرقها ويوسعها، *ومن أكل كثيراً، شرب كثيراً، فنام كثيراً، فخسر كثيراً*. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [65]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments