
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
June 17, 2025 at 09:11 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445
قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/
نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*
نتابع مع *أقوال وخطب ومواعظ حفظها الناس عن أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*:
نتابع مع أثر أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما:
إني أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني،
وكان عظيم ما عظَّمه في عيني صِغرُ الدنيا في عينه،
كان خارجاً عن سلطان بطنه،
فلا يشتهي مالا يجد،
ولا يكثر إذا وجد،
وكان خارجاً من سلطان فرجه،
فلا يستخف له عقله ولا رأيه،
وكان خارجاً من سلطان الجهلة،
فلا يمد يداً إلا على ثقة المنفعة،
كان لا يسخط ولا يتبرم،
كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم،
وكان إذا غُلِب على الكلام لم يُغلَب على الصمت،
كان أكثر دهره صامتاً،
فإذا قال بذَّ القائلين،
كان لا يشارك في دعوى،
ولا يدخل في مراء،
ولا يدلي بحجة حتى يُرى قاضياً يقول ما يفعل،
ويفعل ما لا يقول تفضلاً وتكرماً،
كان لا يغفل عن أخوانه،
ولا يستخص بشيء دونهم،
كان لا يلوم أحداً فيما يقع العُذر بمثله،
كان إذا ابتدأه أمران لا يُرى أيهما أقرب إلى الحقِّ،
نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه.
ـ قول الحسن بن علي رضي الله عنه:
*كان إذا ابتدأه أمران لا يرى أيهما أقرب إلى الحقِّ، نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه*:
فالحسن رضي الله عنه، يحث على مخالفة الهوى،
والهوى: *ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع*،
ويعتبر الهوى من الأسباب التي لأجلها خالفت كثير من الأمم أنبيائها
فاستكبروا ولم يقبلوا الحق والهدى والنور الذي جاءتهم به أنبياؤهم عليهم السلام.
قال تعالى:
( *وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أنْفُسَهم َفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ* ) (المائدة، الآية: 10)
كما أن الله تعالى أمر نبيه داود عليه السلام بمخالفة الهوى،
قال تعالى:
( *يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ* ) (ص، الآية: 26).
ويقول ابن تيمية:
ونفس الهوى ـ هو الحب والبغض الذي في النفس ـ لا يلام عليه،
فإن ذلك قد لا يملك،
وإنما يلام على اتباعه،
وقال في موضع آخر:
ومجرد الحب والبغض هوى،
لكن المحرم اتباع حبّه وبغضه بغير هدى من الله.
إن العلاج الناجع والبلسم الشافي لمن ابتلي بشيء من الهوى:
إلزام النفس بالكتاب والسنة،
واتباع منهج السلف الصالح،
وتربية النفس باستمرار على التقوى والخشية من الله تعالى،
واتهام النفس ومحاسبتها دائماً فيما يصدر منها،
وعدم الاغترار بأهوائها وتزييناتها وخداعها،
والإكثار من استشارة أهل العلم والإيمان
واستجلاء آرائهم حول ما يريد أن يقوله ويفعله،
وكذلك ترويض النفس على استنصاح الآخرين
وتقبل الآراء الصحيحة الصائبة وإن كانت مخالفة لما في النفس،
وتعويدها على التريث وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام وإمضاء الأعمال
والحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط وتفريط وغلو أو تقصير، وجهل وبغي وعدوان،
وإكثار المرء من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: بأن يجنبه اتباع الهوى ومضلات الفتن
ويسأله تعالى أن يوفقه لقول كلمة الحق في الغضب والرضا
ويكثر الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته:
*وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب*.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
*اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء*.
3- قال الحسن رضي الله عنه:
*يجوز أن يُظَنّ السوءُ بمن علم السوء منه وبدت عليه أدلته، وليس ينبغي أن يظن به السوء بمجرد الظن فإن الظن يكذب كثيراً*.
ومفهوم هذه الحكمة الحسنية
أن المؤمن الكيس الفطن يجوز له ظن السوء
بمن علم من أحواله، وتصرفاته، وسلوكه ومواقفه وأقواله ما يشير إلى السوء به،
فإن الإنسان يظهر بعض ما في نفسه على صفحات وجه وفلتات لسانه، وبعض مواقفه،
وهذا الظن لا يبنى عليه عقاب أو جزاء على الشخص المشكوك فيه بطبيعة الحال
ولكن المقصد من قول الحسن رضي الله عنه الاحتراز والحذر والحيطة من أمثال هؤلاء
حتى لا يقع الإنسان المسلم في مصائب وويلات بسبب حسن الظن بأمثال هؤلاء ..
ومن عاشر الناس علم خطورة الثقة في من له سوابق من سوء الظن
وقرائن تدل على ذلك
وأما مجرد ظن السوء بالمسلم بلا دلائل ولا قرائن قوية
فلا ينبغي للمسلم،
فقد قال تعالى:
( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ* ) (الحجرات، الآية: 12).
قال بعض العلماء في قوله تعالى ( *إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ* ):
هو أن تظنَّ بأهل الخير سوءاً،
فأمّا أهل السوء والفسوق فلنا أن نظن بهم مثل الذي ظهر لنا،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث*.
وعد ابن حجر سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة حيث قال:
وذلك أنّ من حكم بشرِّ على غيره بمجرد الظن
حمله الشيطان على احتقاره،
وعدم القيام بحقوقه،
والتّواني في إكرامه،
وإطالة اللسان في عرضه،
وكل هذا مهلكات،
وكل من رأيته يسيء الظّنَّ بالناس،
طالباً لإظهاره معايبهم،
فاعلم أنّ ذلك لخبث باطنه وسوء طويّته،
فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه،
والمنافق يطلب العيوب لخُبث باطنه .
4- قول الحسن بن علي رضي الله عنه:
*والله ما تشاور قوم قط إلا هداهم الله لأفضل ما يحضرهم*
فالحسن رضي الله عنه يحث الناس ويوصيهم بضرورة التشاور فيما بينهم في جميع أمورهم،
وقد مارس الرعيل الأول الشورى
وتعلموها من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين،
وقد شاور الحسن أخيه الحسين وابن عمه عبد الله بن جعفر
وغيرهم من قادة دولته
في الصلح مع معاوية رضي الله عنهم كما سيأتي بيانه..
وتعتبر الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام،
ومن لا يستشير أهل العلم والدين ـ من الحكام ـ فعزله واجب،
هذا ما لا خلاف فيه.
وقال الجصاص الحنفي في تفسيره بأحكام القرآن معقباً على قوله تعالى: ( *وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ* ):
وهذا يدل على جلالة موقع الشورى لذكرها مع الإيمان، وإقامة الصلاة،
ويدل على أننا مأمورون بها،
قال الطاهر بن عاشور: مجموع كلام الجصاص يدل على أن مذهب أبي حنيفة وجوبها،
وقال النووي:
واختلف أصحابنا هل كانت الشورى واجبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أم كانت سنة في حقه كما في حقنا،
والصحيح عندهم وجوبها،
وهو المختار قال الله تعالى: ( *وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ* )،
والمختار الذي عليه جمهور الفقهاء ومحققو الأصول أن الأمر للوجوب .
وقال ابن تيمية:
لا غنى لولي الأمر عن المشاورة
فإن الله تعالى أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى:
( *فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ* ) (آل عمران، آية: 159).
إن الشورى من قواعد النظام الإسلامي التي تساهم في إقامة المجتمع المسلم،
وقد شرع نظام الشورى لحكم بالغة ومقاصد عظيمة،
ولما فيها من المصالح الكبيرة، والفوائد الجليلة
التي تعود على الأمة والدولة والمجتمع بالخير والبركة
ومن ذلك:
ـ الشورى نوع من الحوار المفتوح،
ومن أحسن الأساليب لتوعية الرأي العام وتنويره،
وتعزيز عوامل الحب والثقة بين الحاكم والمحكومين، والقائد والمقودين، والرئيس والمرؤوسين،
وهو خير أسلوب في الحكم لعزل الشكوك،
ونفي الهواجس،
وإزالة الأوهام،
ووقف الإشاعات التي تنمو عادة في ظل الاستبداد،
وتنشر في عتمة الغوغائية.
ـ تقضي مبادئ الإسلام بأن يشعر كل فرد أن له دوراً في حياة المجتمع والجماعة،
والشورى تتيح الفرصة أمام كل فرد لكي يقدم ما يستطيع من جهود وأفكار وآراء ومهارات لخير المجتمع،
كما تتيح الفرصة أمام كل فرد ليعبر عن رأيه في الشؤون العامة.
ـ إن الشورى تمنح الدفء العاطفي، والتماسك الفكري لأفراد الأمة،
وفيها إشعار الفرد بقيمته الذاتية، وقيمته الفكرية، وقيمته الإنسانية،
وتدفع أفراد المجتمع نحو الاجتهاد والإبداع والرضى
وتتفجر الطاقات وتنكشف المواهب المغمورة في الأمة.
ـ إن الشورى تساهم في علاج ضروب الكبت الضاغطة، وكوامن الأحقاد الدفينة،
وتطيح بكثير من الكظوم الخفية،
وتدفع رعايا الدولة للعطاء
والحرص على ترسيخ النظام، وصدق الولاء.
ـ وفي نظام الشورى تذكير للأمة بأنها هي صاحبة السلطان
وتذكير لرئيس الدولة بأنه وكيل عنها في مباشرة الحكم والسلطان.
ـ وفي المشاورة امتثال لأمر الله بها،
واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه المزية أرجح المزايا المتقدمة،
وهذا أهم العوامل في نجاح نظام الشورى .
فالحسن بن علي رضي الله عنه يحث الناس على الاهتمام بالشورى وممارستها وتطبيقها
ولذلك قال: *والله ما تشاور قوم قط إلا هداهم الله لأفضل ما يحضرهم*.
==
من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [69].
نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX
أو
https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J
أو
https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m
أو
https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN
أو
https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY
أو
https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM
أو
https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc
أو
https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB
أو
https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH
أو
https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD
وعلى فيسبوك:
https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/
وعلى تلغرام:
https://t.me/HASANHOSAINSEERA
ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك
فالدال على الخير كفاعله
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.