
رَياحِــؔينٌ|| مِن آثارِ السَّلَفِ
June 14, 2025 at 08:15 PM
ليس في هذه الحياة شفاءٌ تام، ولا راحةٌ كاملة… فالدنيا ما كانت يومًا دار تمامٍ أو موطن سكينة دائمة، بل هي دار ابتلاءٍ وممرٌّ لا مستقرّ.
وإنما العافية الحقّة، والطمأنينة التي لا يشوبها قلق، والشفاء الذي لا يتبعه وجع، لحظة دخولنا الجنة..
عندها فقط، يزول عن القلب كلّ ما أثقله من حزن، وتُمحى من الذاكرة كلّ لحظة أوجعتها، وتغدو الآلام كأن لم تكن.
هي دار لا يُخدَش فيها الخاطر، ولا يُخذل فيها الرجاء، ولا تَعرف العين فيها دموعًا، ولا القلب فيها قلقًا.
في الجنة… لا يخاف المرء من الفقد، ولا يترقّب الخيبات، ولا يحمل فوق كتفيه همّ الغد، فليس هناك ”غد”، بل خلودٌ لا ينفد، وسعادةٌ لا تنقص، ونعيمٌ لا يُنتزع.
هناك، تُنسى وحشة الطريق، وتَحلو كلّ التضحيات، ويَغدو الصبر تاجًا، وتَتجلى الحكمة من كل ما مررنا به.
فيا ربّ، لا تعلق قلوبنا بفانٍ، ولا تفتنّا بزخرفٍ زائل، واجعل أعيننا لا تهفو إلا إلى الفردوس، وقلوبنا لا تسكن إلا في رضوانك..
اللهم اجعلنا من أهل الجنة، وبلّغنا من الطاعة والرضا ما يُقرّبنا إليها، قولًا وعملًا، ظاهرًا وباطنًا، ونجِّنا من النار وما قرّب إليها من فكرٍ أو هفوة.
🥹
1