🔸 إياك ثم إياك أن تَمُنَّ على الله بهدايتك أو ثباتك أو بصالح أعمالك… فبعض الناس يمنون على الله -عز وجل- بصالح أعمالهم وأنهم أفضل من غيرهم، فترى البعض إذا نُهي عن معصية أو ذُكِّرَ بواجب فرط فيه قال: ماذا تريدون مني أكثر من ذلك؟ فأنا مصلي ومزكي ولا آكل الحرام ولا أؤذي غيري ولم آكل مال يتيم، وأنا خير من فلان وعلان، وبدأ يعدد صالح أعماله عليك، كأنه يمنُّ بها على الله! 🔸 فالهداية والثبات وصالح الأعمال نعمة عظيمة وفضل محض من الله عز وجل، ولا ينبغي للمرئ أن يكابر ويُعدد على الله. - تأمل قوله تعالى لنبيه الكريم: ﴿وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا﴾ - ويقول سبحانه: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ فاثبت في طاعتك، وألِحَّ في شكره أنه هداك واصطفاك واستشعر فقرك وضعفك بين يديه، ولا تغتر بنفسك أو بعملك، فلولاه لما سبَّحت لو تَسبيحة واحدة! وقل الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله واعلم أن العبادة واجبٌ عليك تجاه الله وليس تفَضُّلٌ منك لِتَمُنَّ عليه سبحانه. 🔸 ولا تقل: "أنا أحسن الظن بالله" وأنت لا تندم، ولا تتوب، ولا تُقلع، ولا تُبدل السيئة بالحسنة، وحال قلبك أنا أفضل من غيري وأنا أفعل وأفعل ما أتت على هذا الذنب... تمُنُّ على الله بطاعتك البَخس! 🔸 حسن الظن بالله لا ينفع إلا من تاب وندم وأقبَل على الله بصدق. 🔸 أما من تمادى وأصرّ واغترّ، فذلك ليس حسن ظن، بل غُرور وتهلكة.