
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
May 22, 2025 at 07:55 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*
*معركة الجمل*
*الأحداث التي سبقت معركة الجمل*
كانت فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه سببًا في حدوث كثير من الفتن الأخرى،
وألقت بظلالها على أحداث الفتن التي تلتها،
وقد ساهمت أسباب عديدة في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، منها:
- الرخاء وأثره في المجتمع،
- طبيعة التحول الاجتماعي في عهده،
- مجيء عثمان بعد عمر،
- خروج كبار الصحابة من المدينة،
- العصبية الجاهلية،
- توقف الفتوحات،
- الورع الجاهل،
- طموح الطامحين،
- تآمر الحاقدين،
- التدبير المحكم لإثارة المآخذ ضد عثمان،
- استخدام الأساليب والوسائل المهيجة للناس،
- دور عبد الله بن سبأ في الفتنة،
إن عثمان رضي الله عنه كان الناس يحبونه حبًا عظيمًا،
لحسن سياسته ولمكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأحاديثه في الثناء عليه
وزواجه من ابنتيه حتى سمي بذي النورين،
فهو من الصحابة الكبار الذين بشروا بالجنة،
ولقد تعرض للظلم في حياته من بعض الغوغاء،
وكان في استطاعته أن يقضي عليهم
ولكنه امتنع خوفًا من أن يكون أول من يسفك الدماء في أمة محمد صلى الله عليه وسلم،
فقد كانت سياسته في التعامل مع الفتنة قائمة على الحلم والتأني والعدل،
وقد منع الصحابة من قتال الغوغاء،
وأحب أن يقي المسلمين بنفسه،
ولذلك كان مقتله سببًا لحدوث كثير من الفتن الأخرى
وألقت بظلالها على الأحداث المتتالية من الفتن،
ولقد كان مقتله عظيمًا على المسلمين
ولذلك تصدع المجتمع الإسلامي لهذا الحادث الجلل،
وانقسم الناس،
ومما يزيد من مكانته وبراءته مما نسب إليه مواقف الصحابة من قتله،
فقد أجمع الجميع على براءته
واتفقوا على الأخذ بدمه
إلا أن المواقف اختلفت في الكيفية،
وهذا ما سيأتي بيانه، بإذن الله.
ونحب أن نسلط الأضواء على دور عبد الله بن سبأ في الفتنة عمومًا:
أولاً: *أثر السبئية في إحداث الفتنة*:
(1) *السبئية حقيقة أم خيال: حقيقة عبد الله بن سبأ*:
أجمع القدماء على وجوده بلا استثناء
وخالف في ذلك قلة من المعاصرين أكثرهم من الشيعة،
وقد ابتدأ التشكيك في شخصية عبد الله بن سبأ ووجوده في محاولة منهم لنفي دور العنصر اليهودي الحاقد في زرع الفتنة بين المسلمين من جهة،
ومن جهة أخرى يوجه الاتهام للصحابة بأنهم سبب الفتنة بغرض هدم النموذج السامي والصور المشرقة لهم عند المسلمين،
وتجدر الإشارة أن من أنكر عبد الله بن سبأ من المحسوبين على أهل السنة هم ممن تأثروا وتتلمذوا على أيدي المستشرقين
فأين بلغ هؤلاء من قلة الحياء والجهل؟
وقد ملأت ترجمته كتب التاريخ والفرق،
وتناقلت أفعاله الرواة وطبقت أخباره الآفاق،
وقد *جاء ذكر ابن سبأ في كتب أهل السنة كثيرًا* منها:
- على لسان أعشى همدان المتوفى عام 83هـ،
وقد هجا المختار بن أبي عبيد الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة
بعدما فرّ مع أشراف قبائل الكوفة إلى البصرة بقوله:
شهدت عليكم أنكم سبئية
وأني بكم يا شرطة الكفر عارف
- وهناك رواية عن الشعبي المتوفى عام103هـ (721م) تفيد كذب عبد الله بن سبأ،
- وتحدث ابن حبيب المتوفى عام 245هـ (860م) عن ابن سبأ حينما اعتبره أحد أبناء الحبشيات,
- كما روى أبو عاصم خُشيش بن أصرم المتوفى سنة 253هـ، خبر إحراق علي رضي الله عنه لجماعة من أصحاب ابن سبأ في كتابه الاستقامة,
- ويعتبر الجاحظ المتوفى سنة (255هـ) من أوئل من أشار إلى عبد الله بن سبأ,
- وخبر إحراق عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لطائفة من الزنادقة تكشف عنه الروايات الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد, ولفظ الزندقة ليس غريبًا عن عبد الله بن سبأ وطائفته.
- ويقول ابن تيمية: إن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ.
- ويقول الذهبي: عبد الله من غلاة الزنادقة، ضال مضل.
- ويقول ابن حجر: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة.. وله أتباع يقال لهم السبئية، معتقدون الإلهية في عليّ بن أبي طالب، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته.
- ويقول ابن حبان المتوفى354هـ: وكان الكلبي: محمد بن السائب الإخباري سبئيًا، من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: إن عليًا لم يمت، وأنه راجع إلى الدنيا قبل الساعة.. وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها,
وابن سبأ أصله من اليمن، كان يهوديًا وأظهر الإسلام,
- ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ أن أصل الرفض من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتداع ابن سبأ الزنديق، وأظهر الغلو في على وادعى الإمامة والنص عليه، وادعى العصمة له,
(2) *دور عبد الله بن سبأ في تحريك الفتنة*:
في السنوات الأخيرة من خلافة عثمان رضي الله عنه
بدت في الأفق سمات الاضطراب في المجتمع الإسلامي نتيجة عوامل التغيير التي ذكرناها،
وأخذ بعض اليهود يتحينون فرصة الظهور
مستغلين عوامل الفتنة ومتظاهرين بالإسلام واستعمال التقية،
ومن هؤلاء *عبد الله بن سبأ الملقب بابن السوداء*،
وإذا كان ابن سبأ لا يجوز التهويل من شأنه كما فعل بعض المغالين في تضخيم دوره في الفتنة,
فإنه كذلك لا يجوز التشكيك فيه أو الاستهانة بالدور الذي لعبه في أحداث الفتنة،
كعامل من عواملها،
على أنه أبرزها وأخطرها،
إذ إن هناك أجواءً للفتنة مهدت له،
وعوامل أخرى ساعدته،
وغاية ما جاء به ابن سبأ آراء ومعتقدات ادّعاها واخترعها من قبل نفسه وافتعلها من يهوديته الحاقدة،
وجعل يروجها لغاية ينشدها وغرض يستهدفه،
وهو الدَّس في المجتمع الإسلامي بغية النيل من وحدته،
وإذكاء نار الفتنة وغرس بذور الشقاق بين أفراده،
فكان ذلك من جملة العوامل التي أدّت إلى قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه
وتفرق الأمة شيعًا وأحزابًا,
*وخلاصة ما جاء به*
أن أتى بمقدمات صادقة
وبنى عليها مبادئ فاسدة راجت لدى السذج الغلاة وأصحاب الأهواء من الناس،
وقد سلك في ذلك مسالك ملتوية لبّس فيها على من حوله حتى اجتمعوا عليه،
فطرق باب القرآن *بتأولّه على زعمه الفاسد* حيث قال:
لَعجَب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمدًا يرجع،
وقد قال تعالى: ( *إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ* ) [القصص:85]
فمحمد أحق بالرجوع من عيسى،
كما سلك طريق *القياس الفاسد*
من ادعاء إثبات الوصية لعلي رضي الله عنه بقوله:
إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، وكان علي وصي محمد
ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء,
وحينما استقر الأمر في نفوس أتباعه انتقل إلى هدفه المرسوم،
وهو خروج الناس على الخليفة عثمان رضي الله عنه،
فصادف ذلك هوى في نفوس بعض القوم حيث قال لهم:
من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثب على وصيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناول أمر الأمة؟
ثم قال لهم بعد ذلك:
إن عثمان أخذها بغير حق،
وهذا وصيّ رسول الله فانهضوا في هذا الأمر فحركوه،
وابدؤوا بالطعن على أمرائكم
وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس وادعوا إلى هذا الأمر,
وبث دعاته، وكاتب من كان في الأمصار،
وكاتبوه ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم،
وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك،
ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون،
فيقرؤه أولئك في أمصارهم
وهؤلاء في أمصارهم حتى تناولوا بذلك المدينة،
وأوسعوا الأرض إذاعة،
وهم يريدون غير ما يظهرون،
ويسترون غير ما يبدون،
فيقول أهل مصر: إنّا لفي عافية مما فيه الناس.
ويظهر في النص الأسلوب الذي اتبعه ابن سبأ:
- فهو أراد أن يوقع في أعين الناس بين اثنين من كبار الصحابة،
حيث جعل أحدهما مهضوم الحق وهو علي،
وجعل الثاني مغتصبًا وهو عثمان،
- ثم حاول بعد ذلك أن يحرك الناس – خاصة في الكوفة- على أمرائهم
باسم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر،
فجعل هؤلاء يثورون لأصغر الحوادث على ولاتهم،
- علمًا بأنه ركز في حملته هذه على *الأعراب*
الذين وجد فيهم مادة ملائمة لتنفيذ خطته،
فالقرَّاء منهم استهواهم عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وأصحاب المطامع منهم هيّج أنفسهم بالإشاعات المغرضة المفتراة على عثمان؛
مثل تحيزه لأقاربه وإغداق الأموال من بيت مال المسلمين عليهم،
وأنه حمى الحمى لنفسه
إلى غير ذلك من التهم والمطاعن التي حرك بها نفوس الغوغاء ضد عثمان رضي الله عنه مع براءته،
- ثم إنه أخذ يحض أتباعه على إرسال الكتب بأخبار سيئة مفجعة عن مصرهم إلى بقية الأمصار،
وهكذا يتخيل الناس في جميع الأمصار أن الحال بلغ من السوء ما لا مزيد عليه،
والمستفيد من هذه الحال هم السبئية،
لأن تصديق ذلك من الناس يفيدهم في إشعال شرارة الفتنة داخل المجتمع الإسلامي,
هذا وقد شعر عثمان رضي الله عنه بأن شيئًا ما يحاك في الأمصار وأن الأمة تمخض بشر فقال:
والله إن رحى الفتنة لدائرة،
فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها.
على أن المكان الذي رتع فيه ابن سبأ هو *مصر*،
وهناك أخذ ينظم حملته ضد عثمان رضي الله عنه،
ويحث الناس على التوجه إلى المدينة لإثارة الفتنة
بدعوى أن عثمان أخذ الخلافة بغير حق،
ووثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصد عليًا،
وقد غشهم بكتب ادّعى أنها وردت من كبار الصحابة
حتى إذا أتى هؤلاء الأعراب المدينة المنورة واجتمعوا بالصحابة لم يجدوا منهم تشجيعًا،
حيث تبرؤوا مما نسب إليهم من رسائل تؤلب الناس على عثمان,
ووجدوا عثمان مقدرًا للحقوق،
بل وناظرهم فيما نسبوا إليه،
ورد عليهم افتراءهم وفسّر لهم صدق أعماله،
حتى قال أحد زعمائهم وهو *مالك ابن الأشتر النخعي*: لعله مُكر به وبكم.
ولم يكن ابن سبأ وحده،
وإنما كان عمله ضمن شبكة من المتآمرين
وأخطبوط من أساليب الخداع والاحتيال والمكر
وتجنيد الأعراب والقراء وغيرهم،
إن المشاهير من المؤرخين والعلماء من سلف الأمة وخلفها
يتفقون على أن ابن سبأ ظهر بين المسلمين بعقائد وأفكار وخطط سبئية،
ليلفت المسلمين عن دينهم وطاعة إمامهم ويوقع بينهم الفرقة والخلاف،
فاجتمع إليه من غوغاء الناس ما تكوّنت به الطائفة السبئية المعروفة
التي كانت عاملاً من عوامل الفتنة المنتهية بمقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان،
وما ترتب على قتله من فتن كمعركتي الجمل وصفين وغيرهما.
والذي يظهر من خطط السبئية أنها كانت أكثر تنظيمًا،
إذ كانت بارعة في توجيه دعايتها ونشر أفكارها
لامتلاكها ناصية الدعاية والتأثير بين الغوغاء والرعاع من الناس،
كما كانت نشيطة في تكوين فروع لها
سواء في البصرة أم في الكوفة أم في مصر،
مستغلة العصبية القبلية،
ومتمكنة من إثارة مكامن التذمر عند الأعراب والعبيد والموالي،
عارفه بالمواضع الحساسة في حياتهم وبما يريدون.
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (175)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
أو
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
أو
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
أو
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
أو
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.