
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
May 24, 2025 at 05:19 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*
نتابع مع *معركة الجمل*
تحدثنا في المنشور السابق عن أسباب خروج طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم إلى البصرة..
وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل
جاء عليٌّ إلى عائشة رضي الله عنهما فقال لها: غفر الله لك.
قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح.
فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح بين الناس،
وفيه رد على من طعن في عائشة رضي الله عنها من الشيعة الرافض في قولهم:
إنها خرجت من بيتها وقد أمرها الله بالاستقرار فيه في قوله:
( *وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى* ) [الأحزاب:33]،
فإن سفر الطاعة لا ينافي القرار في البيت وعدم الخروج منه إجماعًا،
وهذا ما كانت تراه أم المؤمنين عائشة في خروجها للإصلاح للمسلمين
وكان معها محرمها ابن أختها عبد الله بن الزبير.
قال ابن تيمية في الرد على الرافضة في هذه المسألة:
فهي رضي الله عنها لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى،
والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها،
كما لو خرجت للحج والعمرة،
أو خرجت مع زوجها في سفره،
فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد سافر بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك،
كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها وغيرها،
وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم،
وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر، بعد نزول هذه الآية،
ولهذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحججن بعده كما كن يحججن معه في خلافة عمر رضي الله عنه وغيره،
وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان، أو عبد الرحمن بن عوف،
وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزًا،
فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك.
ويقول ابن العربي:
وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب
ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس،
ورجوا بركتها في الإصلاح،
وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت للخلق،
وظنت هي ذلك،
فخرجت مقتدية بالله في قوله:
( *لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ* ) [النساء:114].
والأمر بالإصلاح، مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى وحر وعبد.
*وهذه بعض الأمور المهمة في خروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها*:
1- *هل أُكرهت السيدة عائشة على الخروج*؟
زعم البعض أن الزبير بن العوام أكره السيدة عائشة على الخروج,
فقد زعم أن الزبير وطلحة شجعا عائشة على الخروج،
وهذا غير صحيح،
فقد قامت السيدة عائشة بالمطالبة بثأر عثمان منذ اللحظة التي علمت فيها بمقتله رضي الله عنه
وقبل أن يصل الزبير وطلحة وغيرهما من كبار الصحابة إلى مكة؛
ذلك أنه قد روي أنها لما انصرفت راجعة إلى مكة
أتاها عبد الله بن عامر الحضرمي فقال: ما ردك يا أم المؤمنين؟
قالت:
ردّني أن عثمان قُتل مظلومًا،
وأن الأمر لا يستقيم ولهذه الغوغاء أمر،
فاطلبوا دم عثمان تعزُّوا الإسلام.
فكان عبد الله أول من أجابها,
ولم يكن طلحة والزبير قد خرجا من المدينة،
وإنما خرجا منها بعدما مر على مقتل عثمان أربعة أشهر.
2- *هل كانت متسلطة على من معها*؟:
كان فيمن خرج معها رضي الله عنها جمع من الصحابة,
ولم تكن السيدة عائشة المرأة المتسلطة التي تحرك الناس حيث شاءت,
ولقد أكدت روايات الطبري تأييد أمهات المؤمنين لها ولمن معها في السعي للإصلاح،
بل وتأييد عدد غير قليل من أهل البصرة لها,
وكان هذا العدد غير القليل ممن لا يستهان بهم،
فلقد وصفهم طلحة والزبير بأنهم خيار أهل البصرة ونجباؤهم,
ووصفتهم السيدة عائشة بأنهم الصالحون,
وما كان خروج هذا العدد من الصالحين إلا عن اعتقاد راسخ بجدوى هذا الخروج وصواب مقصده،
وكان أمير المؤمنين يعلم هذا،
ويرد الزعم الذي زعمه البعض من أن الخارجين مع السيدة عائشة كانوا جموعًا من السفهاء والغوغاء والأوباش,
فلقد وقف أمير المؤمنين بعد معركة الجمل بين القتلى من فريق عائشة،
يترحم عليهم ويذكر فضلهم.
وسيأتي بيان ذلك أنه لم يكن خروجًا غوغائيًا تحكمت فيه السيدة عائشة في أناس غير راشدين،
بل كان خروجًا واعيًا شارك فيه بعض الصحابة الكبار.
3- *موقف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج للطلب بدم عثمان*:
كانت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قد خرجن إلى الحج في هذا العام فرارًا من الفتنة،
فلما بلغ الناس بمكة أن عثمان قد قُتل أقمن بمكة،
وكن قد خرجن منها فرجعن إليها،
وجعلن ينتظرون ما يصنع الناس ويتحسسن الأخبار،
فلما بويع عليّ خرج عدد من الصحابة من المدينة كارهين المقام بها بسبب الغوغاء من أهل الأمصار،
فاجتمع بمكة منهم خلق كثير من الصحابة وأمهات المؤمنين,
وكانت بقية أمهات المؤمنين قد وافقن عائشة على السير إلى المدينة،
فلما اتفق رأي عائشة ومن معها من الصحابة على السير إلى البصرة،
رجعن عن ذلك وقلن:
لا نسير إلى غير المدينة.
كان الخروج في أمر عثمان إذن غير مختلف عليه بين أمهات المؤمنين،
لكنهن اختلفن حين تغيرت الوجهة من المدينة إلى البصرة،
غير أن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وافقت عائشة على السير إلى البصرة،
وإنما عزم عليها أخوها عبد الله كي لا تخرج،
فلم يكن عدم خروجها ناتجًا عن اقتناع منها,
وقالت لعائشة: إن عبد الله حال بيني وبين الخروج،
وأرسلت إلى عائشة بعذرها.
وتكاد الروايات الشائعة تبدي أن أم سلمة رضي الله عنها لم تكن ترى رأي عائشة ومن معها في الخروج إلى البصرة،
وأنها كانت ترى ما يراه علي,
غير أن أقرب الروايات إلى الصحة هي أنها أرسلت إلى عليًّ ابنها عمر بن أبي سلمة قائلة:
والله لهو أعز علي من نفسي، يخرج معك فيشهد مشاهدك.
فخرج فلم يزل معه.
وهي رواية عند التحقيق لا يتبين لنا منها أن هذا الإرسال لابنها يعني أنها كانت تخالف أمهات المؤمنين في القول بالإصلاح بين المسلمين،
فعائشة نفسها ومن معها لم يكونوا يرون أنهم بهذا الخروج يخالفون عليًا رضي الله عنه أو يخرجون على خلافته كما رأينا،
وكما سوف تؤكد لنا الأحداث،
كما أننا لم نجد في الروايات الصحيحة ما يدل على خروجها على إجماع أمهات المؤمنين في أهمية السعي للإصلاح,
وكانت أمهات المؤمنين يعلمن أن هذا الخروج في الإصلاح بين المسلمين مما يدخل في معنى الفرض الكفائي،
والضابط فيه أن الطلب فيه ليس متوجهًا إلى جميع المكلفين،
بل هو إلى ما فيه أهلية القيام به، لا على الجميع عمومًا،
ولقد كانت أهلية القيام بهذا الإصلاح بين المسلمين متوافرة تمامًا في السيدة عائشة:
مكانة وسنًا وعلمًا وقدرة،
وكانت عائشة أكثرهن فقهًا بإجماع جمهور المسلمين,
كما أنها كانت تهتم بالأمور العامة،
فكانت صاحبة شخصية ثقافية واسعة،
تكونت منذ نشأتها في بيت أبي بكر العالم بأيام العرب وأنسابهم،
ومن عيشها في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خرجت منه أسس سياسة الدولة الإسلامية،
ثم هي بنت الخليفة الأول للمسلمين،
وقد أكد العلماء هذه المكانة للسيدة عائشة،
فقد قال عروة بن الزبير:
لقد صحبت عائشة،
فما رأيت أحدًا قط كان أعلم بآية أنزلت،
ولا بفريضة ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له،
ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا..
ولا بقضاء، ولا بطب منها.
وكان الشعبي يذكرها فيتعجب من فقهها وعلمها، ثم يقول:
ما ظنكم بأدب النبوة؟!
وكان عطاء يقول:
كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة.
وكان الأحنف بن قيس سيد بني تميم، وأحد بلغاء العرب يقول:
سمعت خطبة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والخلفاء بعدهم..
فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم، ولا أحسن منه في عائشة.
وكان معاوية يقول مثل هذا.
هذا وقد خرج أمهات المؤمنين مودعات للسيدة عائشة حين خرجت للبصرة،
وفي ذلك معنى من معاني المعاونة والتشجيع لها على أمرها.
4- *مرور السيدة عائشة على ماء الحوأب*:
ثبت مرور السيدة عائشة على ماء الحوأب من طرق صحيحة؛
فعن يحيى بن سعيد بن القطان، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس ابن حازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأزواجه:
« *كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب* ».
ومن طريق شعبة عن إسماعيل ولفظ شعبة:
أن عائشة لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب،
فقالت: ما أظنني إلا راجعة،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: *أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب*.
فقال لها الزبير: أترجعين؟
عسى الله عز وجل أن يُصلح بك بين الناس.
وبهذا اللفظ أخرجه يعلى بن عبيد عن إسماعيل، وهو عند الحاكم,
وقال الألباني: إسناده صحيح جدًا
وقال: صححه من كبار أئمة الحديث: ابن حبان، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر.
فهذه الروايات الصحيحة، ليس فيها شيء من شهادة الزور أو التدليس الذي يتنزه عنه مقام الصحابة والذي زعمته الروايات الضعيفة.
وهناك روايات أخرى وردت في هذا الموضوع، كلها باطلة سندًا ومتنًا،
ومغزى هذه الروايات وهدفها هو الطعن على كبار الصحابة وفضلائهم،
وبيان أن مقصدهم من خروجهم هذا هو تحقيق مطامع دنيوية شخصية من مال ورئاسة وغيرها،
وأن الغاية تبرر الوسيلة،
وأنهم لا يتورعون في سبيل ذلك عن إشعال الحرب والفتنة بين المسلمين،
وتركز الروايات على الصحابيين الجليلين طلحة والزبير رضي الله عنهما,
ومن معهما من أفراد المعسكر أنهم يتجرؤون على انتهاك حرمات الله؛
فهم يقسمون ويحلفون لأم المؤمنين بأيمان مغلظة أن هذا ليس ماء الحوأب،
فكان هذا العمل – كما افترى المسعودي الشيعي الرافضي – أول شهادة زور في الإسلام.
5- *أعمالهم في البصرة*:
عندما وصل طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم ومن معهم إلى البصرة
نزلوا جانب *الخريبة*,
ومن هناك أرسلوا إلى أعيان وأشراف القبائل يستعينون بهم على قتلة عثمان،
وكان كثير من المسلمين في البصرة وغيرها،
يودون ويرغبون في القود من قتلة عثمان رضي الله عنه،
إلا أن بعض هؤلاء يرون أن هذا من اختصاص الخليفة وحده،
وأن الخروج في هذا الأمر بدون أمره وطاعته معصية،
ولكن خروج هؤلاء الصحابة المشهود لهم بالجنة،
وأعضاء الشورى ومعهم أم المؤمنين عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفقه النساء مطلقًا،
ومطلبهم الشرعي لا غبار عليه ولا ينكره صحابي واحد،
جعل الكثير من البصريين على اختلاف قبائلهم ينضمون إليهم،
وأرسل الزبير إلى الأحنف بن قيس السعدي التميمي يستنصره على الطلب بدم عثمان،
والأحنف من رؤساء تميم وكلمته مسموعة،
يقول الأحنف واصفًا هول الموقف:
..فأتاني أفظع أمر أتاني قط فقلت:
إن خذلاني هؤلاء ومعهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد.
إلا أنه اختار الاعتزال،
فاعتزل معه ستة آلاف ممن أطاعه من قومه،
وعصاه في هذا الأمر كثير منهم،
ودخلوا في طاعة طلحة والزبير وأم المؤمنين.
ويذكر الزهري أن عامة أهل البصرة تبعوهم,
وهكذا انضم إلى طلحة والزبير وعائشة ومن معهم أنصار جدد لقضيتهم التي خرجوا من أجلها.
وقد حاول ابن حنيف تهدئه الأمور والإصلاح قدر المستطاع
إلا أن الأمور خرجت من يده حتى قال أحدهم عن البصرة:
قطعة من أهل الشام نزلت بين أظهرنا.
وحتى إن معاوية فيما بعد حاول الاستيلاء عليها بمساعدة أهلها.
6- *مقتل حُكَيم بن جبلة ومن معه من الغوغاء*:
أقبل حُكَيم بن جبلة بعدما خطبت عائشة رضي الله عنها في أهل البصرة،
فأنشب القتال وأشرع أصحاب عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم رماحهم وأمسكوا ليمسكوا،
فلم ينته حكيم ومن معه، ولم يثن، وظل يقاتلهم،
وطلحة والزبير كافُّون إلا ما دافعوا عن أنفسهم،
وحكيم يذمر خيله ويركبهم بها,
وعلى الرغم من ذلك،
فإن عائشة رضي الله عنها ظلت حريصة على عدم إنشاب القتال،
فأمرت أصحابها أن يتيامنوا بعيدًا عن المقاتلين،
وظلوا على ذلك حتى حجز الليل بينهم,
حتى إذا كان الصباح جاء حكيم بن جبلة وهو يبربر، وفي يده الرمح،
وفي طريقه إلى حيث عائشة رضي الله عنها ومن معها،
وجعل حكيم لا يمر برجل أو امرأة ينكر عليه أن يسب عائشة إلا قتله,
وعندئذ غضبت عبد القيس إلا من كان اغتُمر منهم،
فقالوا لحكيم: فعلت بالأمس وعدت لمثل ذلك اليوم، والله لا نَدَعُك حتى يقيدك الله,
فرجعوا وتركوه،
ومضى حكيم بن جبلة فيمن غزا معه عثمان بن عفان رضي الله عنه وحصره من نزاع القبائل كلها،
فلقد كانوا قد عرفوا أن لا مقام لهم بالبصرة، فاجتمعوا إليه،
ووافقوا أصحاب عائشة، فاقتتلوا قتالاً شديدًا,
وظل منادي عائشة رضي الله عنها يناديهم ويدعوهم إلى الكفّ فيأبون,
وجعلت رضي الله عنها تقول: لا تقتلوا إلا من قاتلكم.
لكن حكيمًا لم يُرَع للمنادى،
وظل يُسَعَّر القتال،
عندئذ وبعد ما تبينت للزبير وطلحة رضي الله عنهما طبيعة هؤلاء الذين يقاتلون،
وأنهم لا يتورعون ولا ينتهون عن حرمة،
وأن لهم هدفًا في إنشاب القتال، قالا:
الحمد لله الذي جمع لنا ثأرنا من أهل البصرة،
اللهم لا تبق منهم أحدًا، وأقد منهم اليوم، فاقتلهم،
فجادُّوهم القتال، ونادوا:
من لم يكن من قتلة عثمان رضي الله عنه فليكفف عنا،
فإننا لا نريد إلا قتلة عثمان، ولا نبدأ أحدًا،
فاقتتلوا أشد القتال,
فلم يفلت من قتلة عثمان من أهل البصرة إلا واحد،
وكان منادي الزبير وطلحة قد نادى:
ألا من كان فيكم من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأتنا بهم.
وكان فريق من هؤلاء الجهال والغوغاء – كما قالت عائشة – قد غادوها في بيتها في الغَلَس ليقتلوها،
وكانوا قد ذهبوا حتى سُدَّة بيتها، ومعهم الدليل،
إلا أن الله دفع عنها بنفر من المسلمين كانوا قد أحاطوا بيتها – رضي الله عنها –
فدارت عليهم الرحى وأطاف بهم المسلمون فقتلوهم,
واستطاع الزبير وطلحة ومن معهم أن يسيطروا على البصرة
وكانوا بحاجة إلى طعام ومؤنة غذائية،
وقد مرت عليهم أسابيع،
وهم ليسوا في ضيافة أحد،
فتوجه جيش الزبير إلى دار الإمارة ومن ثم إلى بيت المال ليرزقوا أصحابهم،
وأخلي سبيل عثمان بن حنيف واتجه إلى علي،
وبذلك تمت سيطرة طلحة والزبير وأم المؤمنين رضي الله عنهم على البصرة
وقتلوا عددًا كبيرًا ممن شارك في الهجوم على المدينة،
قدر بسبعين رجلاً
من أبرزهم زعيم ثوار البصرة *حكيم بن جبلة*،
والذي كان حريصًا على القتال وإشعال الحرب،
وكان *الزبير بن العوّام* الأمير في هذه المعركة؛
فقد بويع على ذلك.
7- *رسائل السيدة عائشة إلى الأمصار الأخرى*:
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها حريصة على إيضاح وجه الحق فيما حدث من قتال مع أهل البصرة،
فكتبت إلى أهل الشام والكوفة واليمامة،
وكتبت إلى أهل المدينة أيضا تخبرهم بما صنعوا وصاروا إليه،
وكان فيما كتبت به لأهل الشام:
إنا خرجنا لوضع الحرب وإقامة كتاب الله عز وجل هو الذي يردُّنا عن ذلك.
فبايعنا خيار أهل البصرة ونجباؤهم،
وخالفنا شرارهم ونُزَّاعهم،
فرَدُّونا بالسلاح،
وقالوا فيما قالوا:
نأخذ أم المؤمنين رهينة أن أمرتْهم بالحق وحثتهم عليه،
فأعطاهم الله عز وجل سنة المسلمين مرة بعد مرة،
حتى إذا لم يبق حجة ولا عذر استبسل قتلة عثمان أمير المؤمنين،
فلم يفلت منهم إلا *حُرْقُوص بن زهير* والله مقيده.
وإنّا نناشدكم الله سبحانه في أنفسكم إلا ما نهضتم بمثل ما نهضنا به،
فنلقى الله عز وجل وتلقونه وقد أعذرنا وقضينا الذي علينا.
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (177)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
أو
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
أو
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
أو
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
أو
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
أو
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.