
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
May 25, 2025 at 05:52 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*
نتابع مع *معركة الجمل*
رابعًا: *خروج أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الكوفة*:
لم يكن الصحابة رضي الله عنهم في المدينة يؤيدون خروج أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من المدينة،
فقد تبين ذلك حينما همّ عليّ بالنهوض إلى الشام،
ليزور أهلها وينظر ما هو رأي معاوية وما هو صانع,
فقد كان يرى أن المدينة لم تعدُ تمتلك المقومات التي تملكها بعض الأمصار في تلك المرحلة فقال:
إن الرجال والأموال بالعراق,
فلما علم أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بهذا الميل قال للخليفة:
يا أمير المؤمنين،
أقمت بهذه البلاد لأنها الدرع الحصينة،
ومهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وبها قبره ومنبره ومادة الإسلام،
فإن استقامت لك العرب كنت كمن كان،
وإن تشغب عليك قوم رميتهم بأعدائهم،
وإن ألجئت حينئذ إلى السير سرت وقد أعذرت..،
فأخذ الخليفة بما أشار به أبو أيوب
وعزم المقامة بالمدينة
وبعث العمال على الأمصار.
ولكن حدث كثير من المستجدات السياسية التي أرغمت الخليفة على مغادرة المدينة،
وقرر الخروج للتوجه إلى الكوفة ليكون قريبًا من أهل الشام,
وأثناء استعداده للخروج، بلغه خروج عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة,
فاستنفر أهل المدينة ودعاهم إلى نصرته،
وحدث تثاقل من بعض أهل المدينة
بسبب وجود الغوغاء في جيش علي وطريقة التعامل معهم،
فكان كثير من أهل المدينة يرون أن الفتنة ما زالت مستمرة،
فلابد من التروي حتى تنجلي الأمور أكثر، وهم يقولون:
لا والله ما ندري كيف نصنع،
فإن هذا الأمر لمشتبه علينا،
ونحن مقيمون حتى يضيء لنا ويسفر..
وروى الطبري أن عليًا رضي الله عنه خرج في تعبئته التي كان تعبى بها إلى الشام
وخرج معه من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل,
والأدلة على تثاقل كثير من أهل المدينة عن إجابة أمير المؤمنين للخروج كثيرة، منها:
- خطب الخليفة التي شكا فيها من هذا التثاقل,
- وظاهرة اعتزال كثير من الصحابة بعد مقتل عثمان كما اتضح ذلك،
- كما أن رجالاً من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد مقتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم.
وقد عبر أبو حميد الساعدى الأنصاري – وهو بدري –
عن ألمه لمقتل الخليفة عثمان فقال:
اللهم إن لك عليّ أن لا أضحك حتى ألقاك.
فقد كانوا يعدون الخروج من المدينة في تلك المرحلة يقود إلى الانزلاق في الفتنة التي يخشون عواقبها,
على سلامة ما مضى لهم من جهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم,
وما سبق ذكره لا يعني أنه لم يشارك أحد من الصحابة في مسيرة الخليفة،
بل شارك البعض، لكنهم كانوا قليلاً،
قال الشعبي:
لم يشهد موقعة الجمل من أصحاب رسول الله غير علي وعمار وطلحة والزبير،
فإن جاؤوا بخامس فأنا كذاب,
وفي رواية: من حدثك أنه شهد الجمل ممن شهد بدرًا أكثر من أربع نفر فكذبه؛
كان علي وعمار في ناحية وطلحة والزبير في ناحية,
وفي رواية: لم ينهض مع علي إلى البصرة غير ستة نفر من البدريين ليس لهم سابع.
وبهذا يكون المقصود في الرواية السابقة من الصحابة أهل بدر،
وعلى كل حال فإن من شارك في الفتنة من الأنصار قليل.
قال ابن سيرين والشعبي:
وقعت الفتنة بالمدينة وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة آلاف،
فما يعدون من خف فيها عشرين رجلاً؛
فسميت حرب علي وطلحة والزبير وصفين فتنة,
فيتضح مما سبق أن عدد الصحابة الذين خرجوا مع الخليفة علي إلى البصرة كان قليلاً
ولا يمكن الجزم بمشاركتهم في حرب الجمل،
فمع شدة تلك الموقعة وكثرة أحداثها
لم تذكر المصادر مشاركات الصحابة فيها أو شهداء أو جرحى.
إن إحدى الروايات تقول:
خرج معه من نشط من الكوفين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل.
والذي يظهر من هذه الرواية أنها أقرب إلى واقع تلك المرحلة،
وأكثر انسجامًا مع سير الأحداث،
ومع موقف أهل المدينة
الذي كان يتراوح بين الميل للعزلة والتثاقل عن المشاركة في الأحداث.
1- *نصيحة عبد الله بن سلام لأمير المؤمنين علي*:
حاول عبد الله بن سلام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يثني عزم أمير المؤمنين عليّ عن الخروج،
فأتاه وقد استعد للمسير،
وأظهر له خوفه عليه ونهاه أن يقدم على العراق قائلاً:
أخشى أن يصيبك ذباب السيف،
كما أخبره بأنه لو ترك منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يراه أبدًا،
كان عليّ يعلم هذه الأشياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
وأيم الله لقد أخبرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولكن من مع عليًّ من البصريين والكوفيين بلغت بهم الجرأة أن قالوا لعلي: دعنا فلنقتله،
فقد أصبح قتل المسلمين ممن يقف في طريقهم أو يحسون بخطره على حياتهم بالقول أو العمل أمرًا هينًا لا يرون به بأسًا،
وفي قولهم وتهجمهم هذا ما يدل على قلة الورع
وعدم إنزال الصحابة الكرام منازلهم التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بعده بها،
ولكن عليًا رضي الله عنه نهاهم قائلاً: إن عبد الله بن سلام رجل صالح.
2- *نصيحة الحسن بن علي رضي الله عنهما لوالده*:
خرج أمير المؤمنين من المدينة
وعندما بلغ الربذة (شرق المدينة المنورة بـ 200 كم) عسكر فيها بمن معه،
ووفد عليه عدد من المسلمين بلغوا المئتين,
وفي الربذة قام إليه ابنه الحسن رضي الله عنهما
وهو باك لا يخفى حزنه وتأثره على ما أصاب المسلمين من تفرق واختلاف،
وقال الحسن لوالده:
قد أمرتك فعصيتني،
فتُقتل غدًا بمضيعة لا ناصر لك،
فقال علي: إنك لا تزال تخن خنين الجارية،
وما الذي أمرتني فعصيتك؟
قال:
أمرتك يوم أحيط بعثمان رضي الله عنه أن تخرج من المدينة فيُقتل ولست بها،
ثم أمرتك يوم قُتل ألا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الأمصار والعرب وبيعة كل مصر،
ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا،
فإن كان الفساد كان على يدي غيرك،
فعصيتني في ذلك كله.
قال: أي بني، أما قولك:
لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان،
فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به،
وأما قولك: لا تبايع حتى تأتي بيعة الأمصار،
فإن الأمر أمر أهل المدينة،
وكرهنا أن يضيع هذا الأمر،
وأما قولك حين خرج طلحة والزبير،
فإن ذلك كان وهنًا على أهل الإسلام،
والله ما زلت مقهورًا مذ وليت منقوصًا لا أصل إلى شيء مما ينبغي،
وأما قولك: اجلس في بيتك،
فكيف لي بما قد لزمني، أو من تريدني؟
أتريدني أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها، ويقال: دباب دباب (دعاء الضبع للضبع),
ليست ههنا حتى يحل عرقوباها ثم نُخرج،
وإذا لم أنظر فيما لزمني من هذا الأمر ويعنيني، فمن ينظر فيه؟
فكف عنك أي بني.
كان موقف أمير المؤمنين علي حازمًا في هذه المشكلة وواضحًا
ولم يستطع أحد أن يثنيه عن عزمه.
وأرسل عليّ رضي الله عنه من الربذة يستنفر أهل الكوفة ويدعوهم إلى نصرته،
وكان الرسولان محمد بن أبي بكر الصديق ومحمد بن جعفر ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما،
إذ إن أبا موسى الأشعري والي الكوفة من قبل علي،
ثبط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال في الفتنة
وأسمعهم ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من التحذير من الاشتراك في الفتنة,
فأرسل علي بعد ذلك هاشم بن عتبة بن أبي وقاص،
ففشل في مهمته لتأثير أبي موسى عليهم.
3- *استنفار أمير المؤمنين علي لأهل الكوفة من ذي قار*:
تحرك علي بجيشه إلى ذي قار
فعسر به بعد ثماني ليال من خروجه من المدينة،
وهو في تسعمائة رجل تقريبًا,
فبعث للكوفة في هذه المرة عبد الله بن عباس فأبطؤوا عليه،
فأتبعه بعمار بن ياسر والحسن بن علي،
وعزل أبا موسى الأشعري واستعمل *قرظة بن كعب* بدلاً منه.
وكان للقعقاع دور عظيم في إقناع أهل الكوفة،
فقد قام فيهم وقال:
إني لكم ناصح وعليكم شفيق،
وأحب أن ترشدوا،
ولأقولن لكم قولاً هو الحق،...
والقول الذي هو القول إنه لابد من إمارة تنظم الناس
وتنزع الظالم، وتعز المظلوم،
وهذا عليٌّ يلي ما ولي، وقد أنصف في الدعاء،
وإنما يدعو إلى الإصلاح،
فانفروا وكونوا في هذا الأمر بمرأى ومسمع.
وكان للحسن بن علي أثر واضح،
فقد قام خطيبًا في الناس وقال:
أيها الناس،
أجيبوا دعوة أميركم،
وسيروا إلى إخوانكم،
فإنه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه،
والله لأن يليه أولو النهى أمثل في العاجلة وخير من العاقبة،
فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم.
ولبى كثير من أهل الكوفة وخرجوا مع عمار والحسن إلى علي
ما بين سبعة إلى تسعة آلاف رجل،
ثم انضم إليهم من أهل البصرة ألفان من عبد القيس،
ثم توافدت عليه القبائل إلى أن بلغ جيشه عند حدوث المعركة اثني عشر ألف رجل تقريبًا.
وعندما التقى أهل الكوفة بأمير المؤمنين علي بذي قار قال لهم:
يا أهل الكوفة،
أنتم وليتم شوكة العجم وملوكهم وفضضتم جموعهم،
حتى صارت إليكم مواريثهم،
فأعنتم حوزتكم،
واغتنم الناس على عدوهم،
وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة،
فإن يرجعوا فذاك ما نريد،
وإن يلجوا داويناهم بالرفق،
وبايناهم حتى يبدؤونا بظلم،
ولن ندع أمرًا فيه صلاح إلا آثرناه على ما فيه الفساد إن شاء الله،
ولا قوة إلا بالله.
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (178)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
أو
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
أو
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
أو
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
أو
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.