سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
May 29, 2025 at 08:15 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه* نتابع مع *معركة الجمل* 4- *عدد القتلى في معركة الجمل*: أسفرت هذه الحرب الضروس عن عدد من القتلى اختلفت في تقديره الروايات, وذكر المسعودي أن هذا الاختلاف في تقدير عدد القتلى مرجعه إلى أهواء الرواة. فيذكر قتادة أن قتلى يوم الجمل عشرون ألفًا, ويظهر أن فيها مبالغة كبيرة، لأن عدد الجيشين حول هذا العدد أو أقل، أما أبو مخنف الرافضي الشيعي، فقد بالغ كثيرًا – بحكم ميوله الرافضية – وقد أساء من حيث يظن أنه أحسن؛ إذ ذكر أن العشرين ألفًا هم من أهل البصرة, وأما سيف فيذكر أنهم عشرة آلاف نصفهم من أصحاب عليّ رضي الله عنه، ونصفهم من أصحاب عائشة، رضي الله عنها، وفي رواية أخرى قال: وقيل خمسة عشر ألفًا، خمسة آلاف من أهل الكوفة، وعشرة آلاف من أهل البصرة، نصفهم قتل في المعركة الأولى ونصفهم في الجولة الثانية, والروايتان ضعيفتان للانقطاع وغيره، وفيهما مبالغة أيضًا، ويذكر عمر بن شيبه بسنده أن القتلى يزيدون على ستة آلاف، إلا أن الرواية ضعيفة سندًا, أما اليعقوبي، فقد جاوز هؤلاء جميعًا؛ إذ وضع عدد القتلى اثنين وثلاثين ألفًا, وهذه الأرقام مبالغ فيها جدًا، وكان من أسباب المبالغة: أ- رغبة أعداء الصحابة من السبئية وأتباعهم، في توسيع دائرة الخلاف بين أبناء الأمة التي يجمعها حب الصحاب والاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ب- إسهام بعض الشعراء والجهلة من أبناء القبائل، في تضخيم ما جرى وتكبيره، ليتناسب مع ما يصنعونه من أشعار ينسبونها إلى بعض زعمائهم وفرسانهم، فضلاً عن وجود قصاص السمر، ورواة الأخبار الذين يجلبون اهتمام الناس بهم، من خلال الأحداث المثيرة التي يتحدثون عنها. جـ- إيجاد الثقة في نفوس أتباع الغوغاء والسبئية لإثبات نجاح خططهم وتدابيرهم *أما عن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل فقد كان ضئيلاً جدًا للأسباب التالية*: - قصر مدة القتال، حيث أخرج ابن أبى شيبه بإسناد صحيح, أن القتال نشب بعد الظهر فما غربت الشمس وحول الجمل أحد ممن كان يذب عنه. - الطبيعة الدفاعية للقتال حيث كان كل فريق يدافع عن نفسه ليس إلا. - قياسًا بعدد شهداء المسلمين في معركة اليرموك «ثلاثة آلاف شهيد»، ومعركة القادسية «ثمانية آلاف وخمسمائة شهيد»، وهي التي استمرت عدة أيام، فإن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل يعد ضئيلاً جدًا، هذا مع الأخذ بالاعتبار شراسة تلك المعارك وحدَّتها لكونها من المعارك الفاصلة في تاريخ الأمم. * أورد *خليفة بن خياط* بيانًا بأسماء من حفظ من قتلى يوم الجمل فكانوا قريبًا من المائة, فلو فرضنا أن عددهم كان مائتين وليس مائة، فإن هذا يعنى أن قتلى معركة الجمل لا يتجاوز المائتين. وهذا هو الرقم الذي ترجَّح لدى الدكتور خالد بن محمد الغيث في رسالته «استشهاد عثمان ووقعة الجمل في مرويات سيف بن عمر في تاريخ الطبري- دراسة نقدية». 5- هل يصح قتل مروان بن الحكم لطلحة بن عبيد الله؟ أشار كثير من الروايات إلى أن قاتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه هو مروان بن الحكم, ولكن بعد دراسة تلك الروايات اتضح براءة مروان بن الحكم من تلك التهمة وذلك للأسباب التالية: أ- قال ابن كثير: ويقال إن الذي رماه بهذا السهم مروان بن الحكم، وقد قيل: إن الذي رماه بهذا السهم غيره، وهذا عندي أقرب وإن كان الأول مشهورًا، والله أعلم. ب- قال ابن العربي: قالوا إن مروان قتل طلحة بن عبيد الله، ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت. جـ- قال محب الدين الخطيب: وهذا الخبر عن طلحة ومروان لقيط لا يُعرف أبوه ولا صاحبه. د- بطلان السبب الذي قيل أن مروان قتل طلحة رضي الله عنه من أجله، وهو اتهام مروان لطلحة بأنه أعان على قتل عثمان رضي الله عنه، وهذا السبب المزعوم غير صحيح حيث إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحدًا من الصحابة قد أعان على قتل عثمان رضي الله عنه. هـ- كون مروان وطلحة رضي الله عنهما من صف واحد يوم الجمل، وهو صف المنادين بالإصلاح بين الناس. و- أن معاوية رضي الله عنه قد ولى مروان على المدينة ومكة، فلو صح ما بدر من مروان لما ولاه معاوية رضي الله عنه على رقاب المسلمين، وفي أقدس البقاع عند الله. ز- وجود رواية لمروان بن الحكم في صحيح البخاري – مع ما عرف عن البخاري رحمه الله من الدقة وشدة التحري في أمر من تقبل روايته – فلو صح قيام مروان بقتل طلحة رضي الله عنه، لكان هذا سببًا كافيًا لرد روايته والقدح في عدالته. 6- *نداء أمير المؤمنين بعد الحرب*: ما إن بدأت الحرب تضع أوزارها، حتى نادى منادي علي: أن لا يجهزوا على جريح، ولا يتبعوا مدبرًا، ولا يدخلوا دارًا، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، وليس لجيشه من غنيمة إلا ما حمل إلى ميدان المعركة من سلاح وكراع، وليس لهم ما وراء ذلك من شيء، ونادى منادي أمير المؤمنين فيمن حاربه من أهل البصرة: من وجد شيئًا من متاعه عند أحد من جنده، فله أن يأخذه, وقد ظن بعض الناس في جيش علي أن عليًا سيقسم بينهم السبي، فتكلموا به ونشروه بين الناس، ولكن سرعان ما فاجأهم عليّ رضي الله عنه، حين أعلن في ندائه: وليس لكم أم ولد، والمواريث على فرائض الله، وأي امرأة قُتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرًا، فقالوا مستنكرين متأولين: يا أمير المؤمنين تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم؟ فقال علي: كذلك السيرة في أهل القبلة، ثم قال: فهاتوا سهامكم وأقرعوها على عائشة فهي رأس الأمر وقائدهم، ففرقوا وقالوا: نستغفر الله، وتبين لهم أن قولهم وظنهم خطأ فاحش، ولكن ليرضيهم قسم عليهم رضي الله عنه من بيت المال خمسمائة خمسمائة. 7- *تفقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه للقتلى وترحمه عليهم*: بعد انتهاء المعركة خرج علي يتفقد القتلى مع نفر من أصحابه، فأبصر محمد بن طلحة (السجاد) فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله لقد كان شابًا صالحًا، ثم قعد كئيبًا حزينًا...ودعا للقتلى بالمغفرة، وترحم عليهم وأثنى على عدد منهم بالخير والصلاح, وعاد إلى منزله فإذا امرأته وابنتاه يبكين على عثمان وقرابته والزبير وطلحة وغيرهم من أقاربهم القرشيين. فقال لهن: إني لأرجو أن نكون من الذين قال الله فيهم: ( *وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ* ) [الحجر:47]. ثم قال: ومن هم إن لم نكن؟! ومن هم إن لم نكن؟! فما زال يردد ذلك حتى وددت أنه سكت. 8- *مبايعة أهل البصرة*: كان أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه حريصًا على وحدة الصف، واحترام رعايا الدولة، ومعاملتهم المعاملة الكريمة، وكان لهذه المعاملة أثر بالغ في مبايعة أهل البصرة لأمير المؤمنين علي، وكان أمير المؤمنين قد وضع الأسرى في مساء يوم الجمل في موضع خاص، فلما صلى الغداة طلب موسى بن طلحة بن عبيد الله، فقربه ورحب به وأجلسه بجواره وسأله عن أحواله وأحوال إخوته، ثم قال له: إنا لم نقبض أرضكم هذه ونحن نريد أن نأخذها، إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس، ودفع له غلتها وقال: يا ابن أخي وأتنا في الحاجة إذا كانت لك، وكذلك فعل مع أخيه عمران بن طلحة فبايعاه، فلما رأى الأسارى ذلك دخلوا على عليّ رضي الله عنه يبايعونه، فبايعهم وبايع الآخرين على راياتهم قبيلة قبيلة, كما سأل عن مروان بن الحكم وقال: يعطفني عليه رحم ماسة، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش، وقد أرسل مروان إلى الحسن والحسين وابن عباس رضي الله عنهم ليكلموا عليًا فقال علي: هو آمن فليتوجه حيث شاء، ولكن مروان إزاء هذا الكرم والنبل، لم تطاوعه نفسه أن يذهب حتى بايعه, كما أن مروان رضي الله عنه أثنى على فعال أمير المؤمنين علي فقال لابنه الحسن: ما رأيت أكرم غلبة من أبيك، ما كان إلا أن ولَّينا يوم الجمل حتى نادى مناديه: ألا لا يتبع مدبر، ولا يذفف على جريح. وبذلك تمت بيعة أهل البصرة لأمير المؤمنين علي، وولى عليهم ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وولى على خراجها زياد بن أبيه، وأراد عليّ رضي الله عنه أن يمكث فيها مدة أطول، لولا أن مالكًا (الأشتر) أعجله من ذلك؛ وذلك أن الأشتر كان يطمع في أن يلي ولاية، فلما علم بأن ابن عباس ولى إمارة البصرة غضب وسار في قومه، فخشي عليّ رضي الله عنه منه شرًا وفتنة، فاستعجل ببقية جيشه، وأدركه، وعاتبه على سيره وأظهر أنه لم يسمع عنه شيئًا. 9- حديث أبى بكرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار* ». قال القرطبي: قال علماؤنا: ليس هذا الحديث - حديث أبي بكرة – في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل قوله تعالى: ( *وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* ) [الحجرات:9، 10]. فأمر الله تعالى بقتال الفئة الباغية، ولو أمسك المسلمون عن قتال أهل البغي لتعطلت فريضة من فرائض الله. وهذا يدل على أن قوله صلى الله عليه وسلم: « *القاتل والمقتول في النار* » ليس في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم إنما قاتلوا على التأويل. واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم، ليست بداخلة في هذا الوعيد، ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم، وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا، بل اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ، فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيبًا وبعضهم مخطئًا معذورًا في الخطأ في الاجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه، *وكان عليّ رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحروب*، هذا هو مذهب أهل السنة، وكانت القضايا مشتبهة حتى إن جماعة من الصحابة تحيروا فاعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب، ثم تأخروا عن مساعدتهم. 10- *تاريخ معركة الجمل*: اختلف المؤرخون في تاريخ وقعة الجمل إلى أقوال كثيرة منها: أخرج خليفة بن خياط من طريق قتادة أن الفريقين التقيا يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكانت الوقعة يوم الجمعة. وهو أرجح الأقول. 11- *أفلا نكف عنهن وهن مسلمات*؟: جاء أمير المؤمنين إلى الدار التي فيها أم المؤمنين عائشة، فاستأذن وسلم عليها ورحبت به، وإذا النساء في دار بني خلف يبكين على من قُتل، منهم عبد الله وعثمان ابنا خلف، فعبد الله قتل مع عائشة، وعثمان قتل مع علي، فلما دخل علي قالت له صفية امرأة عبد الله، أم طلحة الطلحات: أيتم الله منك أولادك كما أيتمت أولادي. فلم يرد عليها على شيئًا، فلما خرج أعادت عليه المقالة أيضًا فسكت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أتسكت عن هذه المرأة وهي تقول ما تسمع؟ فقال: ويحك إنا أمرنا أن نكف عن النساء وهن مشركات، أفلا نكف عنهن وهن مسلمات؟!. 12- *اعتذار أبي بكرة الثقفي عن إمارة البصرة*: جاء عبد الرحمن بن أبى بكرة الثقفي إلى أمير المؤمنين فبايعه فقال له علي: أين المريض؟ - يعنى أباه – فقال: إنه والله مريض يا أمير المؤمنين، وإنه على مسرتك لحريص. فقال: امش أمامي، فمضى إليه فعاده، واعتذر إليه أبو بكرة فعذره، وعرض عليه البصرة فامتنع وقال: رجل من أهلك يسكن إليه الناس، وأشار عليه بابن عباس فولاه على البصرة، وجعل معه زياد بن أبيه على الخراج وبيت المال، وأمر ابن عباس أن يسمع من زياد. 13- *موقف أمير المؤمنين على ممن ينال من عائشة*: قال رجل: يا أمير المؤمنين، إن على الباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر عليٌّ القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابهما, وقد قام القعقاع بذلك. 14- *دفاع عمار بن ياسر عن أم المؤمنين عائشة*: عن محمد بن عريب قال: قام رجل فذكر عائشة عند علي، فجاء عمار فقال: من هذا الذي يتناول زوجة نبينا؟ اسكت مقبوحًا منبوذًا مذمومًا مدحورًا. وجاء في رواية: اغرب مقبوحًا، أتؤذى حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وجاء في رواية: ذكرت عائشة عند عليّ رضي الله عنهما فقال: حليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (182) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments