
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
June 2, 2025 at 08:17 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*
نتابع مع *معركة الجمل*
نتابع مع *سيرة الزُّبَيْر بن العَوَّام رضي الله عنه واستشهاده*
7- *في فتح مصر*:
ولما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كان معه قوات لم تكن كافية لفتحها،
فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده ويطلب المدد من الرجال،
فأشفق عمر من قلة عدد قوات عمرو،
فأرسل الزبير بن العوام في اثنى عشر ألفًا،
وقيل: أرسل عمر أربعة آلاف رجل، عليهم من الصحابة الكبار:
الزبير، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، ومسلمة ابن مخلد،
وقال آخرون: خارجة بن حذافة هو الرابع،
وكتب إليه: إني أمددتك بأربعة آلاف، على كل ألف منهم رجل مقام ألف.
وكان الزبير على رأس هؤلاء الرجال،
وحين قدم الزبير على عمرو، وجده محاصرًا حصن بابليون
فلم يلبث الزبير أن ركب حصانه وطاف بالخندق المحيط بالحصن،
ثم فرّق الرجال حول الخندق،
وطال الحصار حتى بلغت مدته سبعة أشهر،
فقيل للزبير: إن بها الطاعون.
فقال: إنا جئنا للطعن والطاعون.
وأبطأ الفتح على عمرو بن العاص،
فقال الزبير: إني أهب نفسي لله، أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين،
فوضع سلما وأسنده إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام ثم صعد،
وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعًا،
فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف،
فتحامل الناس على السُّلم حتى نهاهم عمرو؛ خوفًا من أن ينكسر،
فلما رأى الروم أن العرب قد ظفروا بالحصن انسحبوا،
وبذلك فتح حصن بابليون أبوابه للمسلمين،
فانتهت بفتحة المعركة الحاسمة لفتح مصر،
وكانت شجاعة الزبير النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس.
8- *غيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه*:
عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت:
تزوجني الزبير رضي الله عنه وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه.
قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسُوسُه،
وأدق النوى للناضحة، وأعلفه وأسقيه الماء وأخرز غربه، وأعجن،
ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق.
قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي،
وهي على ثُلثي فرسخ،
قالت: فجئت يومًا والنوى على رأسي،
فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعا لي،
ثم قال: « *أخ أخ* »، ليحملني خلفه،
فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته،
قالت: وكان من أغير الناس.
قالت: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت فمضى،
فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى،
ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب معه، فاستحييت وعرفت غيرتك،
فقال: والله لحملك النوى كان أشد عليَّ من ركوبك معه،
قالت: حتى أرسل إليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني.
9- *تسمية الزبير أولاده بأسماء الصحابة الشهداء*:
من شدة حب الزبير رضي الله عنه للشهادة،
كان أن سمى أولاده بأسماء الصحابة الشهداء،
فقد روى هشام بن عروة عن أبيه قال: قال الزبير:
إنَّ طلحة يسمي بنيه بأسماء الأنبياء،
وقد علم أنه لا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وسلم،
وإنّي أسمى بأسماء الشُّهداء لعلهم يستشهدون:
عبد الله بعبد الله بن جحش،
والمنذر بالمنذر ابن عمرو،
وعروة بعروة بن مسعود،
وحمزة بحمزة،
وجعفر بجعفر بن أبي طالب،
ومصعب بمصعب بن عمير،
وعبيدة بعبيدة بن الحارث،
وخالد بخالد بن سعيد،
وعمرو بعمرو بن سعيد بن العاص قتل باليرموك.
10- *إخفاء الطاعات عند الزبير*:
قال الزبير بن العوام رضي الله عنه:
أيكم استطاع أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليعمل.
11- *ما قاله حسان بن ثابت من شعر في مدح الزبير*:
مرّ الزبير بمجلس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وحسان ينشدهم من شعره، وهم غير نشاط لما يسمعون منه،
فجلس معهم الزبير،
ثم قال: مالي أراكم غير أذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة؟
فلقد كان يعرض به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيحسن استماعه، ويجزل عليه ثوابه، ولا يشتغل عنه،
فقال حسان يمدح الزبير:
أقام على عهد النبي وهديه
حواريُّه والقولُ بالفعلِ يُعدلُ
أقام على منهاجه وطريقه
يوالي ولىَّ الحقّ والحقُّ أعدلُ
هو الفارس المشهور والبطل الذي
يصولُ إذا ما كان يوم محجّلُ
إذا كشفت عن ساقها الحرب حَشّها
بأبيض سباق إلى الموت يُرْقِلُ
وإنَّ امرؤً كانت صفيّةُ أمَّهُ
ومن أسَدٍ في بيتها لَمُؤتَّلُ
له من رسول الله قُربى قريبة
ومن نصرة الإسلام مجد مؤثَّلُ
فكم كربة ذبَّ الزبيرُ بسيفِه
عنِ المُصطفى والله يعطي فيُجزِلُ
ثناؤكَ خيرٌ منْ فِعَالِ مُعَاشِرٍ
وفِعْلُكَ يا ابن الهاشمية أفضلُ
12- *كرم الزبير بن العوام رضي الله عنه*:
روي عن عروة بن الزبير أنه قال:
أوصى إلى الزبير سبعة من الصحابة منهم عثمان وابن مسعود وعبد الرحمن،
فكان ينفق على الورثة من ماله ويحفظ أموالهم.
وهذا مثل رفيع من أمثلة الكرم والوفاء،
وهو يجسَّم المعاني السامية في النفس حتى تبقى هي الماثلة في الضمير الحي،
وتبعًا لذلك يُسخّر هذا الضمير الحي كل ما يملك من أجل سيادة هذه المعاني،
وقد تجود النفس مرة ومرة ثم يعترضها شيء من الفتور،
فأما أن يتكفَّل مثل هذا الشهم السخي بالنفقة على ورثة عدد من الصحابة،
ويحفظ لهم أموالهم،
فهو نموذج فريد في عالم الواقع،
ومؤشر مهم من مؤشرات الرقى الأخلاقي لدى الصحابة رضي الله عنهم.
13- *وحان وقت الرحيل.. وشهادة رسول الله له بدخول الجنة*:
خرج الزبير بن العوام رضي الله عنه من معركة الجمل في الجولة الأولى،
وقد بينّا الأسباب في تركه لساحة المعركة،
وعند خروجه من ساحة القتال كان يتمثل قول الشاعر:
تَركُ الأمور التي أخشى عواقبها
في الله أحسن في الدنيا وفي الدينِ
وقيل إنه أنشد:
ولقد علمتُ لَوَ انَّ عِلْمي نافعي أن الحياةَ منَ المماتِ قريبُ
وبعد خروجه تبعه *عمرو بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع* في طائفة من غواة بني تميم فيقال:
إنهم لما أدركوه تعاونوا عليه حتى قتلوه،
ويقال بل أدركه عمرو بن جرموز فقال له عمرو: إن لي إليك حاجة،
فقال: ادن،
فقال مولى الزبير – واسمه عيطة-: إن معه سلاحًا.
فقال: وإن، فتقدم إليه فجعل يحدثه وكان وقت الصلاة.
فقال له الزبير: الصلاة.
فقال: الصلاة،
فتقدم الزبير ليصلي بهما فطعنه عمرو بن جرموز فقتله,
ويقال بل أدركه عمرو بواد يقال له وادي السباع وهو نائم في القائلة،
فهجم عليه فقتله، وهذا هو القول الأشهر،
ويشهد له شعر امرأته *عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل* وكانت آخر من تزوجها،
وكانت قبله تحت عمر بن الخطاب فقتل عنها،
وكانت قبله تحت عبد الله بن أبي بكر الصديق فقتل عنها،
فلما قُتل الزبير رثته بقصيدة محكمة المعنى فقالت:
غدَرَ ابنُ جرموز بفارس بهمة
يومَ اللقاء وكان غرّ معرد
يا عَمْرو لو نَبّهتَهُ لوجَدْتهُ
لا طائشًا رعشَ الجنان ولا اليدِ
ثكلتك أمُّكَ أن ظفرتَ بمثلهِ
ممّنْ بقى مِمّنْ يروحُ ويغتدي
كمْ عُمرة قد خاضها لم يُثْنِهِ
عنها طرادك يا ابنَ فقْع العردد
والله ربي إنْ قتَلْتَ لمُسلمًا
حلّتْ عليك عقوبةُ المتعمّدِ
ولما قتله عمرو بن جرموز فاحتز رأسه وذهب به إلى عليّ،
ورأى أن ذلك يحصل له به حظوة عنده فاستأذن
فقال علي:
بشّر قاتل ابن صفية بالنار،
ثم قال علي: سمعت رسول الله يقول: « *لكل نبي حواري وحوارييّ الزبير* »,
ولما رأى عليّ سيف الزبير قال:
إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن وجه رسول الله,
وفي رواية: منع أمير المؤمنين على ابن جرموز من الدخول عليه،
وقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار,
ويقال: إن عمرو بن جرموز قتل نفسه في عهد علي،
وقيل: بل عاش إلى أن تأمر مصعب بن الزبير على العراق فاختفى منه،
فقيل لمصعب: إن عمرو بن جرموز ههنا وهو مختف، فهل لك فيه؟
فقال: مروه فليظهر فهو آمن،
والله ما كنت لأقيد للزبير منه،
فهو أحقر من أن أجعله عدلاً للزبير.
هذا وقد أخبر الحبيب المصطفى أن الزبير سيموت شهيدًا،
فعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء،
فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *اسكن حراء؛ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد* »
وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم,
قال النووي: وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
منها إخباره أن هؤلاء شهداء، وماتوا كلهم – غير النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر – شهداء،
فإن عمر وعثمان وعليًا وطلحة والزبير رضي الله عنهم قُتلوا ظلمًا شهداء،
فقتل الثلاثة مشهور،
وقُتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفًا تاركًا للقتال،
وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركًا للقتال، فأصابه سهم فقتله،
وقد ثبت أن من قُتل مظلومًا فهو شهيد.
قال الشعبي: أدركت خمسمائة أو أكثر من الصحابة يقولون: عليٌّ وعثمان وطلحة والزبير في الجنة،
قال الذهبي: قلت:
لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة،
ومن البدريين
ومن أهل بيعة الرضوان،
ومن السابقين الأولين الذين أخبر الله تعالى أنه رضي الله عنهم ورضوا عنه،
ولأن الأربعة قُتلوا، ورُزقوا الشهادة،
فنحن محبون لهم باغضون للأربعة الذين قَتلوا الأربعة.
14- *حرصه على أداء دَينْه عند الموت*:
عن عبد الله بن الزبير قال: جعل الزبير يوم الجمل يوصيني بديَنْه،
ويقول: إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولاي.
قال: فوالله ما دريت ما أراد، حتى قلت: يا أبت من مولاك؟
قال: ما وقعت في كربة من دين إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه، فيقضيه،
وإنما دينه الذي كان عليه:
أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير:
لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة.
قال: فقتل ولم يدع دينارًا ولا درهمًا إلا أرضين،
فبعتها – يعني وقضيت دينه –
فقال بنو الزبير: اقسم بيننا ميراثنا.
فقلت: والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين:
ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه،
فجعل كل سنة ينادي بالموسم،
فلما مضى أربع سنين قسم بينهم،
وكان للزبير أربع نسوة،
فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف.
فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف,
وقول البخاري رحمه الله محمول على أن جملة المال حين الموت كانت ذلك دون الزائد في أربع سنين دون القسمة,
وقد وقع في تركته من البركة الشيء الكثير,
وبارك الله له في أراضيه بعد موته،
فوفى دينه وزاد عليه الشيء الكثير،
*وفي هذه القصة درس وعبر وفوائد*:
أ- قول الزبير لابنه: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي؛
وهذا مثل من أمثلة اليقين الراسخ والإيمان القوي الذي ترتب عليه صدق التوكل على الله عز وجل،
واللجوء إليه في قضاء الحوائج وكشف الكربات،
فالمؤمن الحق يعتقد جازمًا بأن كل شيء بيد الله جل وعلا،
فإذا وقع في ضائقة وكرب فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه تصور وجود الله تعالى وهيمنته على كل شيء،
وأن المخلوقين الذين يُشكلون طرفًا آخر في قضيته إنما هم في قبضة البارئ جل وعلا،
وأن قلوبهم بيده سبحانه يصرفها كيف يشاء،
فليلجأ إليه قبل كل شيء ويسأله قضاء حاجته وتفريج كربته،
ثم يقوم بعمل الأسباب التي خلقها الله تعالى وجعلها موصلة إلى النتائج المطلوبة،
مع الاعتقاد بأنها مجرد أسباب وأن الفاعل والمقدّر هو الله تعالى،
وأنه قادر على أن ينزع من الأسباب قوة التأثير فلا تؤدي إلى نتائجها المعروفة.
ب- هل كان الزبير رضي الله عنه من الأثرياء؟
نرى النصَّ السابق ينطق بأن الزبير رضي الله عنه ما كان من الأثرياء أصحاب الأموال المعروفين المشهورين بذلك،
بل كان يشعر بالضائقة ويهمه أمر ما في ذمته من أموال وديون،
وكان يخشى ألا تفي أرضه وعقاره بما عليه من أموال،
كما ينطق هذا النص أيضًا بأن عبد الله بن الزبير ما كان يخالف أباه في توقعه،
بل كان يتوقع مثله أن الديون تزيد على الأموال والأرض،
يقول له أبوه: أفترى يُبقي دَينُنَا من مالنا شيئًا؟
فلا يجد عبد الله جوابًا لأبيه،
ولو كان يتوقع غير ما توقع أبوه، لأجابه مطمئنًا إياه في هذا الوقت العصيب،
بأن الأمر غير ما يقدَّر ويتوقَّع،
بل تجده يجارى أباه صراحة في توقعه،
فيسأله – عندما أشار عليه أن يستعين بمولاه-: من مولاك؟
فهو يتوقع أنه سيستعين به،
ولا يزعمن زاعم بأن عبد الله لم يكن محيطًا بثروة أبيه، عارفًا بأملاكه،
فإن عبد الله كان في ذلك الوقت في سن الخامسة والثلاثين،
ومن يكن في مثل هذه السن من شأنه أن يكون ظهيرًا لأبيه عالمًا بكل أحواله وأمواله،
وبخاصة إذا كان هو الابن الأكبر،
وإن سؤال الزبير له: أفترى يُبقى ديننا من مالنا شيئًا؟
يشهد بأن عبد الله كان على علم بأحوال أبيه وأمواله،
بل إن عبد الله صرح بأن أمر قضاء الدين ما كان سهلاً ولا هينًا، فيقول:
فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير، اقض عنه دينه فيقضَيه.
ومما يشهد أيضًا بأن الزبير لم يكن معدودًا من الأغنياء وأصحاب الثروات
وأن توقعه عن ديونه ونسبتها إلى أملاكه كان في موضعه ومحله،
أن حكيم بن حزام رضي الله عنه – وهو ابن عم الزبير – تلقى عبد الله بن الزبير فيقول له:
ما أراكم تطيقون هذا الذي عليكم من الديون
فإن عجزتم عن شيء منه، فاستعينوا بي.
ودليل رابع:
يأتي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه لعبد الله ابن الزبير – وكان له عند الزبير أربعمائة ألف –
فيقول لابن الزبير: إن شئتم تركتها لكم،
قال عبد الله بن الزبير: لا.
قال عبد الله بن جعفر: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم,
فهذه شهادة اثنين من كبار الصحابة يتوقعان عدم وفاء أملاك الزبير بما عليه من ديون
ويعدانه ممن يحتاج إلى عون ومساعدة،
ثم هما ممن يعرف الزبير ويخالطه، ويطلع على أحواله،
فأحدهما حكيم بن حزام ابن عم الزبير، والآخر ابن خاله،
فأم الزبير صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو يتعامل معه أخذًا وعطاء واقتراضًا وائتمانًا،
فهذه أدلة أربعة لا يرقى إليها الشك تنطق بأن الزبير رضي الله عنه ما كان من أصحاب الثروات.
وقد روى البخاري:
فقتل الزبير ولم يترك دينارًا ولا درهمًا، إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارًا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر,
فالرواية واضحة، وهي بأسلوب الحصر، وفي مقام الحديث عن هم الدين، والكُرب التي كانت في سبيل سداده،
فلو كان للزبير ألف مملوك (كما يزعم أعداء الدين)، لكان لها ذكر، ولثمنها قيمة وقدر،
ألا يساوي المملوك الواحد في أقل تقدير ألفى درهم,
فيكون ثمن المماليك هو قيمة الدين كله إلا قليلاً؟!
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (186)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
أو
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
أو
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
أو
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
أو
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.