سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
June 15, 2025 at 07:28 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه* *الخَوَارِج، وموقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب منهم*: *ملاحظة لا بدَ منها: يخطئ كثير من الناس في إطلاق وصف (الخوارج) على المجاهدين ضد الأنظمة الطاغوتية، وذلك جهلاً منهم، أو بسبب فتاوى علماء السلاطين المُضَلِّلة*. أولاً: *نشأة الخوارج والتعريف بهم*: عرَّف أهل العلم الخوارج بتعريفات منها ما بيَّنه أبو الحسن الأشعري, أن اسم الخوارج يقع على تلك *الطائفة التي خرجت على رابع الخلفاء الراشدين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه*, وبيَّن أن خروجهم على عليّ هو العلة في تسميتهم بهذا الاسم, حيث قال رحمه الله تعالى: والسبب الذي سموا له خوارج خروجهم على عليّ لما حكم. وأما ابن حزم: فقد بيَّن أن اسم الخارجي يتعدى إلى كل من أشبه أولئك النفر الذين خرجوا على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه, وشاركهم في معتقدهم, فقد قال: ومن وافق الخوارج من: - إنكار التحكيم - وتكفير أصحاب الكبائر - والقول بالخروج على أئمة الجور, - وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار, - وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي وإن خالفهم, فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون وخالفهم فيما ذكرنا فليس خارجيًا. وأما الشهرستاني: فقد عرف الخوارج بتعريف عام، اعتبر فيه الخروج على الإمام الذي اجتمعت عليه الكلمة وعلى إمامته الشرعية خروجًا في أي زمان كان, حيث قال في تعريفه للخوارج: *كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيًا* سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أم كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان. وقال ابن حجر معرفًا لهم: والخوارج هم *الذين أنكروا على عليّ التحكيم وتبرؤوا منه ومن عثمان وذريته وقاتلوهم*, فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغلاة, وقال في تعريف آخر: أما الخوارج فهم جماعة خارجة, أي: طائفة, وهم قوم مبتدعون سموا بذلك *لخروجهم على الدين وخروجهم على خيار المسلمين*. وأما أبو الحسن الملطي: فيرى أن أول الخوارج المُحَكِّمَة, الذين ينادون لا حكم إلا لله ويقولون: عليٌّ كفر, يجعل الحكم إلى أبي موسى الأشعري ولا حكم إلا لله. وفرقة الخوارج, سميت خوارج لخروجهم على عليّ رضي الله عنه يوم الحكمين, حين كرهوا التحكيم, وقالوا: لا حكم إلا لله. وأما الدكتور ناصر العقل فيقول: هم الذين يُكَفِّرون بالمعاصي, ويخرجون على أئمة الجور. فالخوارج هم أولئك النفر الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه بعد قبوله التحكيم في موقعة صفين, ولهم ألقاب أخرى عرفوا بها غير لقب الخوارج, ومن تلك الألقاب: - الحرورية (لنزولهم ببلدة اسمها حروراء), - والشراة (لقولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله), - والمارقة, - والمُحَكِّمَة (لقولهم: لا حُكْمَ إلا لله), وهم يرضون بهذه الألقاب كلها إلا بالمارقة, فإنهم ينكرون أن يكونوا مارقين من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ومن أهل العلم من يرجع بداية نشأة الخوارج إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم, ويجعل أول الخوارج *ذا الخويصرة* الذي اعترض على الرسول صلى الله عليه وسلم في قسمة ذهب كان قد بعث به عليّ رضي الله عنه من اليمن في جلد مقروظ, فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: بعث عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقرظ (مدبوغ), لم تحصل من ترابها (لم تصْفُ من ترابها), قال: فقسمها بين أربعة نفر, بين عيينة بن حصن, والأقرع بن حابس, وزيد الخيل, والرابع إما علقمة بن علاثة, وإما عامر بن الطفيل, فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء, قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم, فقال: « *ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء* », قال: فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة, كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار, فقال: يا رسول الله اتق الله, فقال: « *ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله* » قال: ثم ولى الرجل, فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟, فقال: « *لا, لعله أن يكون يصلي», قال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس, ولا أشق بطونهم* », قال: ثم نظر إليه وهو مقفٍ, فقال: « *إنه يخرج من ضئضئ (أصل) هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا, لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية* », قال: أظنه قال: « *لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود* ». قال ابن الجوزي عند هذا الحديث: أول الخوارج وأقبحهم حالة *ذو الخويصرة التميمي*, وفي لفظ: أنه قال له: اعدل, فقال: « *ويلك, ومن يعدل إذا لم أعدل* », فهذا أول خارجي خرج في الإسلام, وآفته أنه رضي برأي نفسه ولو وقف لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأتباع هذا الرجل هم الذين قاتلوا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. وممن أشار بأن أول الخوارج ذو الخويصرة: أبو محمد ابن حزم, وكذا الشهرستاني في كتابه الملل والنحل, ومن العلماء من يرى بأن نشأة الخوارج *بدأت بالخروج على عثمان* رضي الله عنه بإحداثهم الفتنة التي أدت إلى قتله رضي الله عنه ظلمًا وعدوانًا, وسميت تلك الفتنة التي أحدثوها بالفتنة الأولى, وقال شارح الطحاوية: الخوارج والشيعة حدثوا في الفتنة الأولى, وقد أطلق ابن كثير على الغوغاء الذين خرجوا على عثمان وقتلوه اسم الخوارج, حيث قال في صدد ذكره لهم بعد قتلهم عثمان رضي الله عنه: وجاء الخوارج فأخذوا مال بيت المال وكان فيه شيء كثير جدًا. *الرأي الراجح في بداية نشأة الخوارج*: وبالرغم من الارتباط القوي بين ذي الخويصرة والغوغاء الذين خرجوا على عثمان وبين الخوارج الذين خرجوا على عليّ بسبب التحكيم, فإن مصطلح الخوارج بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة لا ينطبق إلا على *الخارجين بسبب التحكيم*, بحكم كونهم جماعة في شكل طائفة لها اتجاهها السياسي وآراؤها الخاصة, أحدثت أثرًا فكريًا عَقَديًا واضحًا, بعكس ما سبقها من حالات. ثانيًا: *ذكر الأحاديث التي تتضمن ذم الخوارج*: وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذم الخوارج المارقة, وصفوا فيها بأوصاف ذميمة شنيعة جعلتهم في أخبث المنازل, فمن الأحاديث التي وردت الإشارة فيها إلى ذمهم, - ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسمًا, إذ أتاه ذو الخويصرة هو رجل من تميم, فقال: يا رسول الله, اعدل, فقال: « *ويلك, ومن يعدل إذا لم أعدل, قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل* », فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه, فقال: « *دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وصيامه مع صيامهم, يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَمِيّة، ينظر إلى نصلِه (مقدم السهم) فلا يوجد فيه شيء, ثم ينظر إلى رصافه (مؤخرة السهم), فما يوجد فيه شيء, ثم ينظر إلى نفسه, وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء, وقد سبق الفرث والدم (لم يعلق بالسهم شيء), آيتهم: رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة, أو مثل البضعة (قطعة اللحم) تدردر (ترجرج) ويخرجون على حين فرقة من الناس* », قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأشهد أن عليّ بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه, فأمرَ بذلك الرجل فالتمس، فأُتِيَ به حتى نظر إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته (كما وصفه). - وروى الشيخان أيضًا من حديث أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « *يخرج في هذه الأمة –ولم يقل منها- قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم, فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم –أو حناجرهم- يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية, فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله, إلى رصافه فيتمارى في الفوقة هل علقت بها من الدم شيء* », - وروى البخاري من حديث أسيد بن عمرو قال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئًا؟ قال سمعته يقول: وأهوى بيده قبل العراق: « *يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية* ». ففي هذه الأحاديث الثلاثة ذم واضح لفرقة الخوارج, فقد وصفهم صلى الله عليه وسلم بأنهم طائفة مارقة, وأنهم يتشددون في الدين في غير موضع التشدد, بل يمرقون منه بحيث يدخلون فيه ثم يخرجون منه سريعًا لم يتمسكوا منه بشيء, كما اشتمل الحديث الأول في هذه الأحاديث الثلاثة أنهم يقاتلون أهل الحق, وأن أهل الحق يقتلونهم, وأن فيهم رجلاً صفة يده كذا وكذا, وكل هذا وقع وحصل كما أخبر به صلى الله عليه وسلم, وفي قوله صلى الله عليه وسلم: « *لا يجاوز تراقيهم* » احتمالان: 1- يحتمل أنه لكونه لا تفقهه قلوبهم, ويحملونه على غير المراد به. 2- يحتمل أن يكون المراد أن تلاوتهم لا ترتفع إلى الله. *ومن صفاتهم الذميمة التي ذمهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم*: - أنهم ليس لهم من الإيمان إلا مجرد النطق به, - وأنهم أصحاب عقول رديئة وضعيفة, - وأنهم عندما يقرؤون القرآن يظنون لشدة ما بلغوا إليه من سوء الفهم أنه لهم وهو عليهم, فقد روى البخاري رحمه الله من حديث علي رضي الله عنه أنه قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا, فوالله لئن أخرّ من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه, وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة, وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « *سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان (صغار), سفهاء الأحلام (العقول) يقولون من خير قول البرية (القرآن) لا يجاوز إيمانهم حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَمِيّة* ». وفي هذين الحديثين ذم الخوارج بأنهم ليس لهم من الإيمان إلا مجرد النطق, فقد دل الحديث الأول على أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب. وأما هذا الحديث الذي هو حديث زيد بن وهب الجهني عن علي رضي الله عنه فقد أطلق الإيمان فيه على الصلاة, وكلا الحديثين دل على أن إيمانهم محصور في نطقهم وأنه لا يتجاوز حناجرهم, ولا تراقيهم, وهذا أبشع الذم وأقبحه لما وصف به. ومن الصفات القبيحة التي ذمهم بها صلى الله عليه وسلم: - أنهم يمرقون من الدين لا يوفقون للعودة إليه, - وأنهم شر الخلق والخليقة, فقد روى مسلم رحمه الله من حديث أبي ذر رضي الله عنه, قال: « *إن بعدي من أمتي - أو سيكون بعدي من أمتي- قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيهم, يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية, ثم يعودون فيه, هم شر الخلق والخليقة* ». وروى من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قومًا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس *سيماهم التحالق* قال: « *هم شر الخلق – أو من شر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق* ». ومن صفاتهم التي ذموا بها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: - أنهم من أبغض الخلق إلى الله, فقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا: لا حكم إلا لله, قال علي رضي الله عنه: كلمة حق أريد بها باطل, إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسًا إني لأعرف صفتهم وهؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم –وأشار إلى حلقه- من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه ظبي شاة, أو حلمة ثدي, فلما قتلهم علي رضي الله عنه, قال: انظروا فلم يجدوا شيئًا, فقال: ارجعوا فوالله ما كَذبتُ ولا كُذِّبْت مرتين أو ثلاثًا, ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه, قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم. ومن صفاتهم القبيحة التي كانت ذمًا لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: - أنهم حُرِموا من معرفة الحق والاهتداء إليه, فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أسيد بن عمرو عن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « *يتيه قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم* », قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: «يتيه قوم قبل المشرق», أي: يذهبون عن الصواب, وعن طريق الحق, قال: تاه إذا ذهب ولم يهتد لطريق الحق والله أعلم. ومن الصفات المذمومة التي تلبسوا بها وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها واقعة فيهم: - أنهم يتدينون بقتل أهل الإسلام وترك عبدة الأوثان والصلبان, فقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري قال: بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر... فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين, ناتئ الجبين, محلوق الرأس, فقال: اتق الله يا محمد, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *فمن يطع الله إن عصيته, أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني* », قال: ثم أدبر الرجل, فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد رضي الله عنه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *إن من ضئضئ هذا قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم, يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد* ». وفي هذا معجزة بارهة للرسول صلى الله عليه وسلم حيث وقع منهم ما أخبر به صلى الله عليه وسلم, فإنهم كانوا يسلون سيوفهم على أهل الإسلام بالقتل, وكانوا يغمدونها عن الكفار من اليهود والنصارى, كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى. ومن الصفات القبيحة التي كانت ذمًا وعارًا مشينًا للخوارج: - أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرض على قتلهم إن هم ظهروا, وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لو أدركهم لأبادهم بالقتل إبادة عاد وثمود, وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن من قتلهم له أجر عند الله تعالى يوم القيامة, وقد شرف الله رابع الخلفاء الراشدين عليّ بن أبي طالب بمقاتلتهم وقتلهم, إذ أن ظهورهم كان في زمنه رضي الله عنه وأرضاه، على وفق ما وصفهم به النبي صلى الله عليه وسلم من العلامات الموجودة فيهم, فقد خرج رضي الله عنه إلى الخوارج بالجيش الذي كان هيأه للخروج إلى الشام, فأوقع بهم *بالنهروان*, ولم ينج منهم إلا دون العشرة, كما سيأتي بيانه, ولم يقاتلهم حتى سفكوا الدم الحرام, وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم, ولما أظهروه من الشر من أعمالهم وأقوالهم وحسبنا هنا من الأحاديث الواردة في ذم الخوارج ما تقدم ذكره, إذ الأحاديث الواردة في ذمهم كثيرة قلما يخلو منها كتاب من كتب السنة المطهرة. وسيأتي الحديث في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى عن بداية انحيازهم إلى حروراء, ومناظرة ابن عباس لهم, وحرص أمير المؤمنين علي على تبصيرهم وهدايتهم, وعن أسباب معركة النهروان والنتائج التي ترتبت عليها, وعن أصول الخوارج ومناقشة تلك الأصول, وهل الفكر الخارجي لا زالت أفكاره موجودة بين الناس؟ وما أسباب ذلك؟, وكيفية معالجتها؟. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (199) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
❤️ 1

Comments