
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
June 17, 2025 at 09:09 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
نتابع مع *سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*
نتابع مع *الخَوَارِج، وموقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب منهم*
*ملاحظة لا بدَ منها: يخطئ كثير من الناس في إطلاق وصف (الخوارج) على المجاهدين ضد الأنظمة الطاغوتية، وذلك جهلاً منهم، أو بسبب فتاوى علماء السلاطين المُضَلِّلة*.
رابعًا: *خروج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمناظرة بقية الخوارج وسياسته في التعامل معهم بعد رجوعهم للكوفة ثم خروجهم من جديد*:
بعد مناظرة *عبد الله ابن عباس* للخوارج واستجابة ألفين منهم له,
خرج أمير المؤمنين علي بنفسه إليهم
فكلمهم فرجعوا ودخلوا الكوفة,
إلا أن هذا الوفاق لم يستمر طويلاً,
بسبب أن الخوارج فهموا من علي رضي الله عنه أنه رجع عن التحكيم وتاب من خطيئته –حسب زعمهم-
وصاروا يذيعون هذا الزعم بين الناس,
فجاء *الأشعث بن قيس الكندي* إلى أمير المؤمنين, وقال له:
إن الناس يتحدثون أنك رجعت لهم عن الكفر,
فخطب علي رضي الله عنه يوم الجمعة,
وبعد أن حمد الله وأثنى عليه
ذكرهم ومباينتهم الناس وأمرهم الذي فارقوه فيه,
وفي رواية: جاء رجل فقال: لا حكم إلا لله,
ثم قام آخر فقال: لا حكم إلا لله,
ثم قاموا نواحي المسجد يحكمون الله,
فأشار عليهم بيده, اجلسوا,
نعم لا حكم إلا لله,
كلمة حق يُبتغى بها باطل,
حكم الله أنتظر فيكم,
وأخذ يسكتهم بالإشارة وهو على المنبر,
فقام رجل منهم واضعًا إصبعيه في أذنيه ويقول:
( *لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ* ) [الزمر:65],
فرد أمير المؤمنين علي بقوله تعالى:
( *فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ* ) [الروم:60].
وأعلن أمير المؤمنين علي سياسته الراشدة العادلة تجاه هذه الجماعة المتطرفة,
فقال لهم:
إن لكم عندنا ثلاثًا:
1- لا نمنعكم صلاة في هذا المسجد.
2- ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا.
3- ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا.
فقد سلم لهم أمير المؤمنين علي بهذه الحقوق ما داموا لم يقاتلوا الخليفة,
أو يخرجوا على جماعة المسلمين,
مع احتفاظهم بتصوراتهم الخاصة في إطار العقيدة الإسلامية,
فهو لا يخرجهم بداية من الإسلام,
وإنما يسلم لهم بحق الاختلاف دون أن يؤدي إلى الفرقة وحمل السلاح.
ولم يزج أمير المؤمنين بالخوارج في السجون
أو يسلط عليهم الجواسيس,
ولم يحجر على حرياتهم,
ولكنه رضي الله عنه حرص على إيضاح الحجة وإظهار الحق لهم
ولغيرهم ممن قد ينخدع بآرائهم ومظهرهم,
فقد أمر مؤذنه بأنه يدخل عليه القراء
ولا يدخل أحد إلا قد حفظ القرآن,
فامتلأ الدار من قراء الناس,
فدعا بمصحف إمام عظيم,
فطفق يصكه بيديه ويقول:
أيها المصحف حدث الناس,
فناداه الناس فقالوا:
يا أمير المؤمنين ما تسأله عنه,
إنما هو مداد من ورق,
ونحن نتكلم بما وعينا منه,
فماذا تريد؟
قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله,
يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل
( *وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا* ) [النساء:35].
فأمة محمد أعظم دمًا وحرمة من امرأة ورجل,
ونقموا عليَّ أن كاتبتُ معاوية,
فكتبت عليّ بن أبي طالب,
وقد جاءنا سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشًا,
فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *بـسم الله الرحمن الرحيم* »,
فقال سهيل: لا أكتب بـسم الله الرحمن الرحيم,
قال: « *كيف تكتب* ؟»
قال: اكتب باسمك اللهم,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *اكتب* », فكتبت,
فقال: « *اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله* »,
فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك,
فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشًا,
يقول الله في كتابه:
( *لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ* ) [الأحزاب:21].
ولما أيقن الخوارج أن أمير المؤمنين عازم على إنفاذ أبي موسى الأشعري حكمًا,
طلبوا منه الامتناع عن ذلك,
فأبى علي عليهم ذلك
وبين لهم أن هذا يعد غدرًا ونقضًا للأيمان والعهود,
وقد كتبنا بيننا وبين القوم عهودًا,
وقد قال تعالى:
( *وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً* ) [النحل:91].
فقرر الخوارج الانفصال عن أمير المؤمنين علي وتعيين أمير عليهم,
فاجتمعوا في منزل *عبد الله بن وهب الراسبي*,
فخطبهم خطبة بليغة زهدهم في الدنيا ورغبهم في الآخرة والجنة,
وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,
ثم قال: فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها
إلى جانب هذا السواد, إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن
منكرين لهذه الأحكام الجائرة,
ثم قام *حرقوص بن زهير* فقال بعد حمد الله والثناء عليه:
إن المتاع بهذه الدنيا قليل,
وإن الفراق لها وشيك,
فلا تدعونّكم زينتها أو بهجتها إلى المقام بها,
ولا تلتفت بكم عن طلب الحق وإنكار الظلم
( *إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ* ) [النحل:128].
فقال *حمزة بن سنان الأسدي*:
يا قوم, إن الرأي ما رأيتم وإن الحق ما ذكرتم,
فولوا أمركم رجلاً منكم,
فإنه لابد لكم من عماد وسنان,
ومن راية تحفون بها, وترجعون إليها.
فبعثوا إلى *زيد بن حصن الطائي* –وكان من رؤوسهم-
فعرضوا عليه الإمارة فأبى,
ثم عرضوها على حرقوص بن زهير فأبى,
وعرضوها على حمزة بن سنان فأبى,
وعرضوها على *شريح بن أبي أوفى العبسي* فأبى,
وعرضوها على عبد الله بن وهب الراسبي فقبلها,
وقال: أما والله لا أقبلها رغبة في الدنيا,
ولا أدعها فرقًا من الموت.
واجتمعوا أيضًا في بيت زيد بن حصن الطائي السنبيسي
فخطبهم وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,
وتلا عليهم آيات من القرآن منها قوله تعالى:
( *يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ* ) [ص:26],
وقوله تعالى:
( *وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ* ) [المائدة:44],
والآية التي بعدها:
( *وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* ) [المائدة: 45],
والآية التي بعدها:
( *وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* ) [المائدة:47].
ثم قال:
فأشهد على أهل دعوتنا من أهل قبلتنا,
أنهم قد اتبعوا الهوى ونبذوا حكم الكتاب,
وجاروا في القول والأعمال,
وأن جهادهم حق على المؤمنين,
وبكى رجل منهم يقال له: *عبد الله بن شجرة السلمي*,
ثم حرض أولئك على الخروج على الناس وقال في كلامه:
اضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حتى يطاع الرحمن الرحيم,
فإن أنتم ظفرتم وأطيع الله كما أردتم
أثابكم ثواب المطيعين له العاملين بأمره,
وإن فشلتم فأي شيء أفضل من المصير إلى رضوان الله وجنته.
قال ابن كثير بعد أن ذكر ما أملاه الشيطان لهم مما تقدم ذكره:
وهذا ضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم,
فسبحان من نوَّع خلقه كما أراد وسبق في قدره العظيم,
وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج:
إنهم المذكورون في قوله تعالى:
( *قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا* ) [الكهف: 103-105].
والمقصود أن هؤلاء الجهلة الضلال,
والأشقياء في الأقوال والأفعال
اجتمع رأيهم على الخروج من بين أظهر المسلمين,
وتواطؤوا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس, ويتحصنوا بها,
ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم ممن هم على رأيهم ومذهبهم من أهل البصرة وغيرها فيوافوهم إليها,
ويكون اجتماعهم عليها,
فقال لهم زيد بن حصن الطائي:
إن المدائن لا تقدرون عليها,
فإن بها جيشًا لا تطيقونه وسيمنعونها منكم,
ولكن واعدوا إخوانكم إلى *جسر نهر جوخي*
ولا تخرجوا من الكوفة جماعات,
ولكن اخرجوا وحدانًا لئلا يفطن بكم.
فكتبوا كتابًا عامًا إلى من هو على مذهبهم ومسلكهم من أهل البصرة وغيرها,
وبعثوا به إليهم ليوافوهم إلى النهر ليكونوا يدًا واحدة على الناس,
ثم خرجوا يتسللون وحدانًا لئلا يعلم أحد بهم فيمنعوهم من الخروج,
فخرجوا من بين الآباء والأمهات, والأخوال والخالات,
وفارقوا سائر القرابات يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يرضي رب الأرض والسماوات,
ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات والعظائم والخطيئات,
وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود من السماوات,
الذي نصب العداوة لأبينا آدم,
ثم لذريته ما دامت أرواحهم في أجسادهم مترددات؛
وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم,
فردوهم وأنَّبوهم ووبخوهم,
فمنهم من استمر على الاستقامة
ومنهم من فر بعد ذلك فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة,
وذهب الباقون إلى ذلك الموضع
ووافى إليهم من كانوا يكتبون إليه من أهل البصرة وغيرها,
واجتمع الجميع *بالنهروان* وصارت لهم شوكة ومنعة.
ولما تفرق الحكمان على غير رضا,
كتب أمير المؤمنين علي إلى الخوارج وهم مجتمعون بالنهروان
أن الحكمين تفرقا على غير رضا,
فارجعوا إلى ما كنتم عليه وسيروا بنا إلى قتال أهل الشام,
فأبوا ذلك,
وقالوا: حتى تشهد على نفسك بالكفر وتتوب,
فأبى.
وفي رواية كتبوا إليه:
أما بعد,
فإنك لم تغضب لربك,
إنما غضبت لنفسك
فإن شهدت على نفسك بالكفر,
واستقبلت التوبة,
نظرنا فيما بيننا وبينك
وإلا فقد نابذناك على سواء,
إن الله لا يحب الخائنين,
فلما قرأ كتابهم أيس منهم,
فرأى أن يدعهم ويمضي بالناس إلى أهل الشام حتى يلقاهم فيناجزهم.
ملاحظة: إن قضية إعلان الخوارج كُفرَ عليّ
وطلبهم منه التوبة
*لا تثبت* بهذه الروايات,
ولكنها تتفق مع رأي الخوارج في تكفير علي وعثمان وامتحان الناس بذلك.
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (201)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
أو
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
أو
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
أو
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
أو
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.