
🗺️ مُؤتة
June 12, 2025 at 11:23 PM
🟥 "الحُبُّ في اللهِ والبُغْضُ في اللهِ"
حين يقرأ القلب المؤمن هذه الآيات الكريمة:
{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }
{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ }
{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ}
{قَلِيلٞ مِّنَ ٱلْـَٔاخِرِينَ}
{وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
{ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٞ مِّنَ ٱلْـَٔاخِرِينَ}
يشعر وكأن الوحي يوقظه من غفلة التصورات، ويزيل عن عينيه سُحُب الأوهام، ويهمس في وجدانه: لا تخدعك الكثرة، فالإيمان لا يُقاس بالجماهير، بل يُوزن بالقلوب.
كثيرٌ من الناس تراهم في ظاهرهم من أهل الإسلام، ولكن حين تُعرض القلوب على محك الولاء والبراء، تتبين معادنها، وتنكشف الحقائق.
فإذا علمت أن هناك من يَدين بالولاء لعدوٍ لله، قاتلٍ مجرمٍ، سفك دماء الملايين من المسلمين، ولا يزال يسفكها، ثم زُيِّن له هذا الولاء ولبس عليه الشيطان سوء فعله، فوالله ما هذا من المؤمنين الذين تحدثت عنهم هذه الآيات، ولا من القليل الصالحين، ولا من العباد الشكور.
كيف يكون مؤمنًا من والى قاتل إخوانه؟
كيف يجتمع الإيمان مع موالاة من نكّس راية التوحيد وأزهق الأرواح وأذل المستضعفين؟
بل الإيمان براءٌ من ذلك، والولاء للكافرين جريمة في حق العقيدة، وخيانة لدماء الشهداء.
{ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }
فيا من ظننت أن أكثر الناس مؤمنون، اقرأ الآيات بقلبٍ خاشع، وستعلم أن القلة هم الصفوة، وأن الميزان ليس بالكلام ولا بالشعارات، بل بالولاء لله، والبراءة من أعدائه، والعمل الصالح، والإخلاص، والصدق.
نسأل الله أن يجعلنا من هذه القلة المؤمنة، العاملة، الشاكرة، الثابتة على صراطه، المنزهة عن مداهنة الطغاة أو موالاة المجرمين.