الإعلام العبري/أمين خلف الله
الإعلام العبري/أمين خلف الله
June 16, 2025 at 05:59 PM
المقال يكشف عن ظاهرة اجتماعية جديدة وخطيرة في إسرائيل: هروب مدنيين عبر البحر باستخدام يخوت خاصة، في ظل وضع أمني متدهور وشعور متزايد باليأس، ويُقدّم صورة صادمة لبلد يُفترض أنه من أكثر الدول استقرارًا في الشرق الأوسط. إليك تحليلًا شاملًا: --- أولًا: المعطيات الأساسية عشرات اليخوت تغادر من موانئ مثل هرتسليا، حيفا، وعسقلان نحو قبرص، في رحلات غير رسمية، بلا رقابة رسمية، مقابل آلاف الشواقل. الركاب مزيج من: زوّار أجانب تقطّعت بهم السبل. إسرائيليين يعودون إلى بيوتهم في الخارج. آخرين يفرّون من "الخطر الأمني" أو من البلاد ببساطة. تنقلات غير قانونية، غالبًا بلا تأمين أو ترخيص مناسب. --- ثانيًا: البُعد الأمني والسياسي الهروب عبر البحر مؤشر على انهيار الثقة بالدولة ومؤسساتها الأمنية. بعض المشاركين في الرحلات يعترفون صراحة بالخوف من الصواريخ الإيرانية. آخرون يعتبرون أن البحر أكثر أمانًا من البقاء في إسرائيل. الدولة غائبة عن هذه التحركات: لا رقابة من هيئة السكان. لا إشراف من وزارة النقل أو الدفاع. إشارة قوية إلى تفكك السيطرة المركزية في لحظات الأزمات، أو على الأقل الفشل في استيعاب ردود الفعل الشعبية على الحرب. --- ثالثًا: الرمزية الاجتماعية والنفسية الرحلة البحرية تتحول إلى ملاذ أخير أو "هروب من الواقع": "أريد فقط أن أخرج من هنا"، كما يُفهم من تعليقات المسافرين. طقوس وداع، دموع، خيال المغامرة، وحتى الفكاهة السوداء، كلها حاضرة. التصوير الصحفي في المقال يُضفي على الحدث طابعًا شبه سينمائي: الأمواج، القيء، ورق التواليت، السُكر، الرادارات، الوداع، والشكوك. البحر هنا يتحول إلى "حد فاصل" بين إسرائيل كفكرة، وكابوس، وبين "العالم العادي" في الخارج. --- رابعًا: دلالات اقتصادية واجتماعية ظاهرة تجارية ناشئة: سوق غير رسمي لرحلات الهروب البحرية، بأسعار تتراوح بين 2500 و6000 شيكل. بعض اليخوت بلا تأمين، وبعض القباطنة يرفضون الإبحار بسبب الفوضى والمخاطر. أصحاب المراكب يستغلون الطلب المتزايد في لحظة أزمة، مما يكشف هشاشة المجتمع وتآكل التضامن. يشبه ذلك ملامح ما بعد الدول الفاشلة أو المجتمعات المنهارة، حيث تُصبح النجاة فردية. --- خامسًا: التأثير على صورة إسرائيل صورة إسرائيل التي تقدم نفسها كدولة تكنولوجيا وأمن وعقلانية تتصدّع أمام مشاهد كهذه: مواطنون "يهربون" خلسة على متن يخوت. البحر الأبيض المتوسط يصبح "طريق لجوء". مشهد مألوف في مناطق النزاع الفاشلة، وليس من دولة تدّعي القيادة الإقليمية. --- سادسًا: أسئلة مفتوحة للمستقبل هل ستتوسع الظاهرة وتتحول إلى تيار هجرة فعلية؟ كيف سترد الدولة: تنظيم هذه الرحلات؟ منعها؟ تجاهلها؟ هل هي ظاهرة "طبقية"؟ حيث يملك الأغنياء القدرة على الهروب على يخوت، بينما يبقى الفقراء في مواجهة الصواريخ؟ وهل يمثل هذا بداية تشكّل "شتات إسرائيلي" داخلي جديد يهرب من الكيان السياسي نفسه؟ --- خلاصة هذه الظاهرة، كما توثقها هآرتس، ليست مجرد حكاية مغامرات بحرية، بل تعبير مكثّف عن عمق الأزمة الإسرائيلية الحالية: أزمة أمن، وثقة، وهوية، ومصير. إنها قصة وطن يتسرّب من أطرافه إلى البحر.

Comments