
الإعلام العبري/أمين خلف الله
June 16, 2025 at 07:32 PM
المقال الذي كتبه ناداف إيال في يديعوت أحرونوت يقدم قراءة تحليلية دقيقة لأبعاد الحرب الإسرائيلية-الإيرانية الحالية، مع تركيز على مفهوم الردع، الكلفة البشرية والاقتصادية، وحسابات الأمن القومي. إليك تحليلًا منهجيًا للمقال من حيث الرسائل المركزية، المنطق السياسي-الأمني، والسياقات المحتملة:
---
🧩 الرسائل المركزية في المقال:
1. إسرائيل تواجه اختبارًا حقيقيًا للردع والأمن الشخصي
رغم الإنجازات العسكرية، فإن حقيقة تعرّض الجبهة الداخلية لأضرار وصور دمار، يُمثّل نقطة تحول في شعور الإسرائيليين بالأمان – وهو تهديد لنظرية الأمن القومي الإسرائيلي منذ تأسيس الدولة.
2. تجاوز إيراني للخطوط الحمراء
يشير الكاتب إلى أن إيران وسّعت نطاق استهدافها لتشمل المدنيين، في خطوة "ليست ضمن الخطة الأصلية" حسب تعبيره، ما قد يُفسّر بأنه تطور خطير يستوجب ردًا إسرائيليًا مغايرًا.
3. الرد الإسرائيلي مضبوط لكنه يحمل مخاطر تصعيد إقليمي
استهداف منشآت الطاقة الإيرانية ما زال رمزيًا، لتجنّب إشعال الخليج، ورفع أسعار النفط، مما قد يُفجّر غضبًا أمريكيًا أو دوليًا ضد إسرائيل – خصوصًا في ظل "حرية التصرف" التي منحتها إدارة ترامب.
4. الهدف الأساسي هو البرنامج النووي الإيراني
لا تتحدث المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن إسقاط النظام في طهران، بل عن تقويض منشآت الأسلحة والنووي. ويشير المقال إلى أن إيران ستظل دولة نووية الطموح حتى لو تلقت ضربة قوية، لأن المشروع يحظى بإجماع داخلي يصل إلى 80٪.
5. انهيار النظام الإيراني أمر غير واقعي
في نبرة واقعية، يسخر الكاتب من الأوهام السياسية التي تتحدث عن "انقلاب داخلي"، مؤكدًا أن المجتمع الإيراني، رغم وجود كتل معارضة، لا يمتلك بنية ثورية جاهزة – خاصة في ظل حملة جوية محدودة لا تبني ثورات.
6. نهاية الحرب ستكون بلا إعلان أو نصر تقليدي
لن تنتهي الحرب بخطاب نصر من خامنئي أو بتوقيع اتفاق تاريخي. السيناريو المرجح – حسب الكاتب – هو مفاوضات سرية تُعقد بعد أشهر من انتهاء الضربات، حين يشعر الإيرانيون بأنهم خسروا فعليًا.
---
🔍 تحليل أعمق: ما الذي يقوله المقال سياسيًا وأمنيًا؟
واقعية المؤسسة الأمنية مقابل الشعبوية السياسية
الكاتب يميّز بوضوح بين نظرة الحكومة الإسرائيلية المهووسة بالرمزية الإعلامية، ونظرة المؤسسة الأمنية التي تفكر بحسابات طويلة المدى. هو يحذر من "إطالة أمد الحرب" لأسباب سياسية.
نقد ضمني لقيادة نتنياهو
دون تسميته، يلمح الكاتب إلى أن الحكومة تحاول كسب "انتصارات معنوية" على حساب دماء المدنيين الإسرائيليين، وهو يُحمّل المؤسسة الأمنية مسؤولية منع تكرار "حرب استنزاف".
محدودية فعالية الضربات العسكرية
هناك اعتراف ضمني بأن إسرائيل قادرة فقط على إلحاق ضرر جزئي بالبنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية – وليس تفكيكها نهائيًا، وهذا ما يفسّر إحباط فكرة "الحسم العسكري التام".
تحذير من الثقة المطلقة بإدارة ترامب
رغم "الدعم المطلق" من ترامب حتى الآن، فإن انخراط واشنطن في الحرب (خصوصًا في مهاجمة فوردو) غير مضمون – بل مستبعد حاليًا.
---
🧠 الخلاصة التحليلية:
هذه ليست حربًا لتحقيق نصر ساحق، بل حملة لتعديل قواعد اللعبة مع إيران.
تُحدَّد النتيجة ليس بالصور من طهران، بل بالردع طويل الأمد وبمدى قدرة إسرائيل على تقويض البرنامج النووي دون تصعيد إقليمي.
الخطورة الكبرى تكمن في استمرار الحرب دون استراتيجية خروج، وفي محاولة الحكومة شراء الوقت سياسيًا على حساب الأمن.
---