
رابطة علماء المسلمين
June 17, 2025 at 05:34 PM
#من_أقلامهم
قال: كيف نخاطب العامة تجاه الحرب القائمة بين الصهاينة والصفويين؟
✍🏻 بقلم فضيلة الشيخ د. فيصل بن علي البعداني
قال لي: كيف نخاطب العامة تجاه مشهد الحرب القائمة، فالناس والدعاة منقسمون؟!
فقلت له: خاطبهم في حق مجرمي يهود، بقول الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾، وبقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وبقوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾، وبقوله تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ وَلَا ٱلْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ﴾.
وقل لهم في حق الرافضة: بأنهم في الأصل من غلاة المبتدعة، وأن من كفّر عامة الصحابة منهم إلا أربعة، أو قال إن القرآن محرّف قد زِيد في آياته أوأُنقص، أو أن جبريل عليه السلام قد خان الأمانة فذهب بالرسالة إلى نبينا محمد ﷺ وهي بالأصل لعلي، أو أن خالق الأكوان هو علي أو الحسين، أو قال: "يا علي، يا حسين"، أو سجد لقبر، أو طاف به، أو كفّر عائشة رضي الله عنها، أو اتّهمها بالزنا، فإنه قد وقع في الكفر المُخرج من الملّة.
وأن الرافضة لو كانوا لنا مسالمين، فلم يقتلوا أهل الإسلام لمجرد كونهم غير رافضة، ولم يُدمّروا بيوتهم، ولم يهدموا مساجدهم، ولم يُخرجوهم من ديارهم، ويسقطوا دولهم، ويستحلوا أموالهم، ويجرفوا عقائدهم، ويمنعوهم من شعائر دينهم، ثم قاتلهم أحدٌ ظلمًا وعدوانًا، لكُنّا معهم، ولرددنا الظلم والعدوان عنهم.
ولكن لما كان سيفهم مسلولًا على المسلمين، بل قد فعلوا بهم كما فعلت يهود، بل أشد وأكثر، فإنّا - واللهِ - نفرح بكسر يهود لشوكتهم، كما نفرح بكسرهم لشوكة يهود، ونسأل الله أن يطيل القتال بين الفريقين، حتى تنكسر شوكة الجميع.
فإن القوم إنما يتقاتلون فيما بينهم على من يَصْفُو له السيادة على دولنا وشعوبنا، فيجرّدنا من ديننا، ويسفك دماءنا، ويفرض علينا نهجه الزائغ، ويذلنا، ويسلبنا كرامتنا، ويغيّر مناهجنا، وينهب ثرواتنا، ويستولي على بلداننا ومقدّراتنا. فكيف يجوز لغيورٍ راشد أن يُؤيّد أحد الفريقين، وسكينه بيده يريد أن يتوجّه نحونا ليقوم بما يراه واجبا؟!
ومع ذلك، فأنا أقول: لما كانت الأمور تتجه لمصلحة الصهاينة وعلوهم الكبير، فإني سأُلخّص لك الواجب حيال ذلك في ثلاث:
أولهما: وجوب الاعتصام بحبل الله المتين، وإعداد القوة الكافية لردعهم، وإزالة خطرهم واحتلالهم، وإسقاط مشروعهم الإجرامي الموجّه تجاه ديننا وبلداننا وشعوبنا، والاجتهاد في تحذير الأمة من عظيم خطرهم، فإن ذلك من أعظم الواجبات، وأهمّ المهمّات.
ثانيها: أن يتكاتف المسلمون فيما بينهم، ويجتهدوا في الخروج من حالة الضعف والهوان التي حلّت بهم، حتى يستعيدوا سيادتهم، ويُقيموا مشروعهم الرباني المستقل، بعيدًا عن مشروع الصهاينة ومشروع الصفويين.
ثالثها: أن يحذروا من المشروع الصفوي مهما ضعف، فإنهم أهل غدر وخيانة، ولا عدوّ لهم غير المسلمين في القديم والحديث.
جَنّب الله أهلَ الإسلام شرّهم ومكرَهم، إنّ ربي جواد كريم.
والله الهادي.