
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
June 16, 2025 at 09:40 AM
قال الإمام عثمان بن منصور عن #الخوارج: فلما اهتم الأئمةُ فِي طَلَبِ السُّنَّةِ ببذل الجد، وبلغُوا فِي تَحْصِيلِ مَا ضَلَّ مِنْهَا غَايَةَ الكَلْ إلى أن وقفوا من النقل عَلَى الغضّ والرث، وعرفوا الثابت من المجتث، فاشتهرت بهم السنن، وعظمَ بِهم اللسنُ، مال أهل الريب - كالخوارج - إلى البدع، وجالوا في الإفكِ بالقول المخترع، وأبدوا من التأويل ما يدلُّ عَلَى ارتيابهم في وعد من لا يخلف وعده وَتَرددُوا فِي قَبُولِ مَا بعث اللهُ بِهِ عبده، حتَّى نبذُوا نصوص صَرِيحِ الشَّرع ظهريًّا، وَجَاءُوا من التكفير بِآرَائِهِم شَيْئًا فريًا، فَقَدْ دَحَوْا مِنَ التكفير زندَهُم، وَفَرِحُوا مَع قبح مَا أَتَوْا بِمَا عندهم، إلا أنَّهُم زَاغُوا بالتلبيس في الإغواء، وَزَاغُوا بالتدليس للأهواء، يُبدون دعوى التَّسَنُّنِ فِي المَقَالَةِ، وَيَقْضُونَ عَلَى علماء الأمة بالاغتوَاء والجِهَالَةِ، وَيَرْخِرِفُونَ لِمَنِ اتَّبَعَهُم القول رجاء الاستمالة؛ بأنَّ الأمَّةَ قَدْ غَشِيتَهُم الغباوَةُ والضَّلَالَةِ؛ ليغرُوا بِذَلِكَ مَنْ قُلْ عِلْمُهُ، وقَصُرَ عَن إدرَاكِ المعاني فهمه.
يردُّونَ بأهوائهم من شهادة الحق ما كَانَ عِندَ المُصطفى مقبولاً، وَمَنْ لَم يَتَّبِعْ رَأْيهم فَهُوَ كائنٌ عِندَهُم مخذولاً، إلا أن يحسن ما حسنُوه، ويوهن ما أوهنوه، ويصحح ما صححوه، ويرجح من دينهم ما رجَّحوهُ، فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ قبلُوهُ، وبجلُوهُ، وأكرموه وَوَازِرُوهُ - وإن كَانَ عَدِيمَ العِلْمِ بِمَا أُولُوهُ، فلما درجُوا فِي الأُمَّةِ بِهَذِهِ المدارج، سُمُّوا بالغلاة الخوارج.
https://t.me/al_hanabila_sadti
Follow the قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f