
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
June 18, 2025 at 11:12 AM
( الجانب العقلي عند #الحنابلة في فهمهم للعقيدة الإسلامية )
_
١- الجانب العقلي عند #الحنابلة يتميز بتركيزه على العقل باعتباره وسيلة لفهم الشرع، لكنه لا يجعله حاكماً على النصوص الشرعية بل مكملاً لها. #الحنابلة يرون أن العقل محله الدماغ، لكنه مرتبط بالقلب حيث يتم تدبر الأمور واتخاذ القرار، فالدماغ يستقبل الحواس ويفكر، والقلب يعقل ويرفض أو يقبل ما يدركه الدماغ، ثم يعيد القرار إليه.
كما يؤكد #الحنابلة على وجود نوعين من العقل: عقل غريزي فطري، وهو أساس العلم، وعقل مكتسب ينتج عن التعلم والخبرة، وكمال العقل يكون بجمع النوعين معاً.
في الفقه والعقيدة، #الحنابلة يعترفون بتحسين العقل، أي أن العقل فطري صالح، ويستخدم في استدلالات الشرع لكنه لا يتجاوز حدود النصوص.
بالتالي، العقل عند #الحنابلة أداة لفهم الشرع، مرتبط بالقلب والدماغ، ويشمل فطرة وعلم مكتسب، مع احترام النصوص الشرعية وعدم تجاوزها بالعقل.
#الحنابلة في فهمهم للعقيدة الإسلامية يصفون الجانب العقلي بأنه أداة مساعدة لفهم النصوص الشرعية، لا متحكمة فيها، حيث يعتمدون على النصوص الشرعية أولاً ثم يستخدمون العقل لدعمها وتوضيحها، مع رفض الاستدلال بالعقل وحده دون نص. العقل عندهم لا يناقض النقل، بل يثبت ما لا يخالف الكتاب والسنة، ويُستخدم في إثبات صحة العقائد التي جاءت بها الشريعة.
#الحنابلة يرون أن العقل فطري وصالح، ويُستخدم في فهم العقيدة، لكن حدود العقل واضحة فلا يجوز الخروج عن نصوص الشرع أو تأويلها بما يخالفها. المنهج #الحنبلي في العقيدة يجمع بين النقل والعقل، مع تأكيد على أن العقل لا يثبت حكم شرعي مستقل، بل يُعين على فهم النصوص الشرعية وتفسيرها.
باختصار، #الحنابلة يصفون الجانب العقلي في العقيدة بأنه أداة لفهم وتثبيت العقيدة الإسلامية، مع الالتزام بالنصوص الشرعية وعدم تجاوزها بالعقل وحده.
٢- والأمر الآخر: هل يعتبر #الحنابلة أن العقل يمكن أن يخالف النص في بعض الحالات ؟
#الحنابلة لا يعتبرون أن العقل يمكن أن يخالف النص الشرعي الصحيح في جوهره، بل يرون أن النقل (الكتاب والسنة) هو الأصل والمرجح عند تعارض الظاهر بينهما. فإذا بدا تعارض بين العقل والنقل، يُقدم النقل لأن العقل هو الذي يدل على صحة النقل، فلو أبطلنا النقل لأبطلنا العقل أيضاً، وهذا يجعل تقديم العقل على النقل غير جائز لأنه يؤدي إلى تناقض منطقي.
يقول الإمام ابن تيمية، وهو من أعلام #الحنابلة، أكد أن العقل لا يمكن أن يناقض النقل الصحيح، وأن أي تعارض ظاهري هو بسبب فهم غير صحيح للنص أو للعقل، فالنصوص الشرعية لا تخالف العقل الصريح، والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح. العقل يُستخدم لفهم النصوص وتوضيحها، لكنه لا يتجاوزها أو يناقضها.
بالتالي، #الحنابلة يرفضون فكرة أن العقل يمكن أن يخالف النص الشرعي الصحيح، ويؤكدون تقديم النقل على العقل في حالة التعارض الظاهري حفاظاً على وحدة العقيدة والشريعة.
٣- ما الأدلة التي يستند إليها #الحنابلة لدعم عدم مخالفة العقل للنص أحيانًا ؟ #الحنابلة يستندون إلى عدة أدلة لدعم عدم مخالفة العقل للنص الشرعي أحيانًا، منها:
- قاعدة #أهل_السنة_والجماعة التي تقضي بتقديم الدليل القطعي على الدليل الظني، فإذا تعارض العقل القطعي مع دليل ظني، يقدم العقل القطعي، وهذا أمر نادر جدًا، ويعني أن تقديم العقل ليس لمجرد كونه عقلاً، بل لكونه قطعيًا ثابتًا، وهذا يؤكد أن التعارض الحقيقي بين العقل والنقل مستبعد جداً، لكن لا يمنع حدوثه في بعض الحالات.
- أن الدّين يرفع من شأن العقل ويجعله مناط التكليف، لكنه لا يجعله حاكمًا على النصوص الشرعية، فالعقل مصدق للنقل في كل ما أخبر به، والشرع لم يصدق العقل في كل ما أخبر به، وعليه يجب تقديم الشرع على العقل في حالة التعارض، لأن الرسول معصوم في خبره عن الله تعالى، فلا يجوز مخالفة خبره بالعقل.
- أن الشريعة الإسلامية لا تأتي بما تحيله العقول السليمة أو تعتبره مستحيلاً، بل تأتي بما تحار فيه العقول أو لا تدركه لعجزها وضعفها، وهذا يوضح أن النقل الصحيح يتوافق مع العقل السليم ولا يخالفه.
باختصار، #الحنابلة يستندون إلى أن النقل الصحيح لا يخالف العقل الصريح، وأي تعارض ظاهري هو بسبب ضعف في فهم العقل أو النص، مع تقديم النقل على العقل في حالة التعارض، وأن تقديم العقل يكون فقط إذا كان دليلاً ظنيّاً بخلاف الدليل القطعي، وهو أمر نادر ومستبعد في الأصل.
https://t.me/al_hanabila_sadti
Follow the قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f