
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
June 19, 2025 at 03:59 PM
( من عقائد #السادة_الحنابلة رضوان اللّٰه عليهم أجمعين )
- ذكر القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات حديث أَبِي هريرة: "أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قرأ: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} فوضع إصبعه الدعاء وإبهامه عَلَى عينه وإذنه"، وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: " فوضع إبهامه عَلَى أذنه والأخرى عَلَى عينه". قَالَ أَبُو محمد: هَذَا حديث إسناده شرط مسلم يلزمه إخراجه فِي الصحيح، وَهُوَ حديث ليس فِيهِ علة.
ثم قال: "اعلم أَنَّهُ ليس المراد بالإشارة إِلَى العضو والجارحة التي لا مدح فِي إثباتها، لأَنَّ القديم سُبْحَانَهُ يستحيل عَلَيْهِ ذلك، وإنما المراد بذلك: تحقيق السمع والبصر الَّذِي فِي إثباته المقصود أن اللَّه عز وجل يرى المرئيات برؤيته، ويسمع المسموعات بسمعه، فأشار إِلَى الأذن والعين تحقيقًا للسمع والبصر؛ لأجل أنهما محل للسمع والبصر، وقد يسمى محل الشيء باسمه لما بينهما من المجاورة والقرب.
ولأن هَذَا الخبر أفاد أن وصفه عز وجل بأنه سميع بصير لا على معنى وصفه بأنه "عليم" كما ذهب إليه بعض أهل النظر ولم يثبتوا لله عز وجل في وصفنا له بأنه "سميع" معنى خاصًّا وفائدة زائدة على وصفنا له بأنه عليم، فأفاد بذلك تحقيق معنى السمع والبصر، وأنه معنى زائد على العلم؛ إذ لو كان معنى ذلك العلم= لكان يشير إلى القلب الذي هو محل العلم، لينبه بذلك عَلَى معناه، فلما أشار إِلَى العين والأذن -وهما محلان للسمع والبصر-: حقق الفرق بين السمع والبصر وبين العلم.
وَفِي مَعْنَى هَذَا مَا رَوَى أَبُو عبد اللَّه بْن بطة بِإِسْنَادِهِ عَن أنس بْن مالك أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: "إن الدجال أعور، وإن ربكم ليس بأعور"، ومعناه: تحقيق وصف اللَّه تعالى بأنه بصير، وأنه لا يصح عليه النقص والعمى، ولم يرد بذلك إثبات الجارحة؛ إذ لا مدح فِي إثباتها، لأَنَّ إثباتها يؤدي إِلَى القول بحدثه.
وَفِي مَعْنَى ذلك مَا رَوَى أَبُو مُوسَى قَالَ: كنا مع رَسُول اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: "يَا أيها الناس إنكم لا تدعون أصمًّا وَلا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا بصيرًا" فنفى النقص عنه، وأثبت السمع والبصر. وكذلك قول عائشة: "تبارك الَّذِي وسع سمعه كل شيء".
وهذا الخبر دلالة عَلَى جواز الإشارة إِلَى صفات نفسه عند ذكر صفات اللَّه تَعَالَى، لا عَلَى طريق التشبيه، ونظيره حديث الحبر وقوله: (يَا أَبَا الْقَاسِم يوم يجعل السماء عَلَى ذه، وأشار بالسباحة، والأرضين عَلَى ذه)".
وقد ذكر القاضي قبل ذلك حديث الحبر اليهودي الذي قال: يَا أَبَا الْقَاسِم أبلغك أن اللَّه يحمل السموات عَلَى إصبع، والأرضين عَلَى إصبع، والشجر عَلَى إصبع، والخلائق عَلَى إصبع، ثُمَّ يقول: أنا الملك، قَالَ: فرأيت رَسُول اللَّهِ ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه، فأنزل اللَّه عز وجل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. وذكر القاضي رواياته،
ثم قال: "اعلم أنه غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره، وأن الإصبع صفة ترجع إلى الذات، وأنه تجوز الإشارة فيها بيده. نص عَلَيْهِ أحمد فِي رواية أَبِي طالب …
وَذَكَرَ هبة بن منصور الطبري فِي كتاب السنة، فَقَالَ: سمعت أَبَا محمد الحسن بن عثمان بن جابر، قَالَ: سمعت أَبَا نصر أحمد بن يعقوب بن زاذان قال: بلغني أن أحمد بن حنبل قرأ عَلَيْهِ رجل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ثُمَّ أومأ بيده، فقال أحمد: قطعها اللَّه، وحرد وقام. وهذا محمول عَلَى أَنَّهُ قصد التشبيه، والموضع الَّذِي أجازه إِذَا لَمْ يقصد ذلك.
والوجه فِيهِ: أَنَّهُ ليس فِي حمله عَلَى ذلك مَا يغير صفاته وَلا يخرجها عما تستحقه؛ لما بينا فِي الحديث الذي قبله، وهو أن إثبات الأصابع كإثبات اليدين والوجه". انتهى.
فانطر كيف يثبت الصفات تنزيها، وكيف جمع بين الروايتين عن أحمد اللتين ظاهرهما التعارض، وحمل كل واحدة على حال، وكأنه يعلّم من يقرأ كتبه وكتب #الحنابلة بل وكتب العلم كلها: هذا المسلك!
لكن سيبقى قوم لا ينفع معهم تعليم، ولا ينجع فيهم تفهيم.
https://t.me/Rwaq_manhaji
https://t.me/al_hanabila_sadti
Follow the قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f