فوائد وفرائد
فوائد وفرائد
June 14, 2025 at 05:40 PM
*زمن العزة 59* (أيام عمر 18) (( معركة القادسية 2)) هذا المرض الذي أصاب سيدنا / سعد و أقعده عن الحركة جعله يختار (( خالد بن عرفطة )) كقائد تنفيذي لفرسان المسلمين في القادسية لينوب عنه .. ، و كلفه بأن يتلقى التعليمات منه شخصيا ، و أن ينفذها بالحرف الواحد ..!! .. ، واتخذ سيدنا سعد قصر قديس (( قديس : بضم القاف و فتح الدال )) .. ذلك القصر الفارسي الذي يقع على خندق سابور ، و يطل على أرض المعركة .. اتخذه سعد كبرج للمراقبة ليتابع من خلاله أحداث المعركة ، فيصدر التعليمات اللازمة عبر الرسل إلى سيدنا خالد بن عرفطة .. ، و جعلوا لسيدنا سعد وسائد في شرفة القصر ليتكئ عليها بصدره أثناء متابعته لسير المعركة لأنه كان لا يستطيع حتى أن يجلس على مقعدته من شدة الألم ..!! ولكن اختيار خالد بن عرفطة أثار اعتراضات من بعض المسلمين ، و كان يتزعم هؤلاء المعترضين الصحابي الجليل / أبو محجن الثقفي رضي الله عنه ، فقد كانوا يرون أن هناك في الجيش من هم أفضل و أكفأ من خالد بن عرفطة.. .. ، و بالطبع الوقت غير مناسب بالمرة لأي أعمال شغب بين صفوف المسلمين ، لذلك كان قرار سعد بن أبي وقاص شديد الحزم في أمر هؤلاء المشاغبين ، حيث أمر باعتقال أبي محجن الثقفي ، و كل من معه من المشاغبين ، و حبسهم في قصر قديس ، و حرمانهم من شرف المشاركة في معركة القادسية .. ، ذلك على الرغم من حاجة الجيش الماسة لكل فرد منهم ، و حاجته كذلك لخبرات هذا المقاتل المغوار سيدنا / أبي محجن الثقفي ، فقد كان فارسا عظيما ، و كان المسلمون يتوقعون منه في هذه المعركة أن ينكل بالفرس ... !!!! .. و بعد اعتقال المشاغبين أرسل سيدنا / سعد .. عن طريق خالد بن عرفطة .. رسالة شديدة اللهجة للجيش كله .. قال فيها : (( ... أما والله لولا أن عدوكم أمامكم لجعلت هؤلاء نكالا لغيرهم ... ، والله لا يعود أحد بعدها يشغل المسلمين عن عدوهم إلا سننت فيه سنة تؤخذ من بعدي .... )) .. فقام سيدنا الصحابي الوسيم / جرير بن عبد الله البجلي ليؤكد على كلام سعد قائلا : (( أما إني والله بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أطيع أميري ، ولو كان عبدا حبشيا )) أما تلك القصة التي اشتهرت بيننا ، و التي تقول أن أبا محجن الثقفي شرب الخمر في ليلة المعركة ، و حبس من أجل ذلك السبب ، فهي قصة كل أسانيدها منقطعة ، و لم تثبت في أي حديث صحيح ، فلا ينبغي لنا أن نذكر روايات ضعيفة تطعن في واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما كانت شهرتها .. ، كما أن الكلام عن شرب سيدنا / أبي محجن للخمر في أرض الجهاد ليلة المعركة مع مظنة الموت و لقاء الله كلام غير مقبول عقلا .... !! .... .... ..... ..... ....... . ..... * بدأ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يخطب في المسلمين خطبة القتال ، و قال فيها : (( إن الله عز وجل هو الحق ، و له الملك ، وليس لقوله خلف ، وقد قال في كتابه : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) .. ، عباد الله ..... إن هذا ميراثكم ، و موعود ربكم .. ، وقد جاءكم هذا الجمع .. ، فإن تزهدوا في الدنيا ، و ترغبوا في الآخرة يجمع الله لكم الدنيا و الآخرة ، ولن يموت أحد قبل أجله .. ، و إن تهنوا و تفشلوا و تضعفوا تذهب ريحكم و تخسروا آخرتكم ... )) .. و قبل صلاة الظهر أرسل سعد رسالة إلى جيشه يقول لهم : (( لا تتحركوا حتى تصلوا الظهر ، ثم إني مكبر .. فكبروا ، ثم شدوا شسوع نعالكم .. ، فإذا كبرت الثانية .. فكبروا ، و تهيئوا لعدوكم .. ، فإذا كبرت الثالثة .. فكبروا ، ثم ليخرج فرسانكم للمبارزة ، فإذا كبرت الرابعة .. فكبروا ، ثم شدوا و احملوا على عدوكم .. ، و قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ، فالله أكبر من الفرس .. ، و الله أكبر من الروم .. ، و الله أكبر من أهل الأرض جميعا .... )) و هذا الكلام يعني أن هجوم المسلمين على الفرس سيكون بعدما يكبر سعد بن أبي وقاص أربع تكبيرات ** .. ، ثم أمر سيدنا / سعد القراء .. حفظة القرآن .. أن ينتشروا بين كتائب المسلمين ليقرأوا عليهم سورة الأنفال .. ، فلما سمعها الجند هشت قلوبهم ، ودمعت عيونهم ، و تذكروا مشاهد غزوة بدر .. ، فقد كان في جيش القادسية 70 بدريا ، عاشوا تلك المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قاتلوا في صف واحد مع الملائكة ، و رأوا كيف نصر الله عز وجل أولياءه و قد كانوا قلة مستضعفين .. !! .. ، و مع التلاوة زادت حماسة المسلمين لبدء القتال ، و استبشروا بنصر من الله مثل نصر بدر .. ، و صاروا ينتظرون بشوق تلك التكبيرات الأربعة التي اتفق معهم سيدنا سعد عليها حتى ينقضوا على عدوهم .. !! .. ، و حان وقت صلاة الظهر ... .. ، فأذن المؤذن بصوت قوي .. سمعه رستم في معسكره فظن أنه نداء المسلمين لبدء الحرب .. ، فلما رأى المسلمين يصطفون للصلاة نادى رستم في جيشه أن يستعدوا للقتال.. ، فقالوا له : (( إنه نداء المسلمين للصلاة ، و ليس نداء الحرب .. ، إنهم يصطفون ليصلوا )) فتعجب رستم .. و قال : (( عجيب أمر هؤلاء .. يصلون حتى وهم في أرض المعركة ..... !!!! )) في المرة القادمة .. سيبدأ اليوم الأول من أيام القادسية .. فتابعونا ...
❤️ 2

Comments