
فوائد وفرائد
June 15, 2025 at 10:38 AM
هوية بريس
في موقف لافت يعكس توترا في فهم بعض الخطابات الدينية والسياسية، عبّر الدكتور رشيد بن كيران، الأستاذ والباحث في العلوم الشرعية، عن استغرابه من الدعوات التي تستهجن إظهار مشاعر الفرح والغبطة حين يصاب الكيان الصهيوني، واصفا ذلك بالموقف المشوش على أولويات الولاءات.
وأكد بن كيران في تدوينة على صفحته الرسمية بالفيسبوك أن “الفرح بألم فرعون هذا الزمان – في إشارة إلى الكيان الصهيوني – لا يعد خيانة ولا خلطاً في الولاءات”، مشددا على أن هذا الشعور الإنساني والشرعي لا يستلزم تزكية لعقائد إيران ولا تبرئة لسجلها في دماء أهل السنة، مشيرا إلى أن هذه “جهات منفكة”، ولكل منها سياقها ومقتضاها الشرعي المختلف.
وفي لهجة نقدية لاذعة، قال بن كيران إن من يعجز عن التمييز بين المواقف ويصر على الخلط بينها في هذا الظرف الحرج، “فقد نادى عن نفسه أنه لم يشم رائحة الفقه”، وبيّن أنه بذلك يجهل مراتب العداوات ويفوّت قاعدة “شرّ الشرين” التي تعد من ركائز الفقه السياسي الشرعي في حالات النزاع والتعقيد.
كما أشار الدكتور بن كيران إلى أن الخلط بين العداء للصهيونية والتخوف من توسع النفوذ الإيراني يجب أن لا يُنتج حياداً بارداً أو خطاباً متردداً أمام مشهد عدواني واضح المعالم، مشدداً على أهمية التمييز بين المواقف حين تلتبس المسارات وتتعقد السياقات.
وتأتي تصريحات الدكتور بن كيران في خضم تفاعلات شعبية ورسمية واسعة مع تصاعد المواجهة في الأراضي المحتلة، وفي ظل تشابك مواقف بعض الأطراف الإسلامية من الدور الإيراني في دعم المقاومة من جهة، واقترافها لجرائم إبادة بسوريا والعراق وتجاوزات طائفية في مناطق أخرى من جهة ثانية.