
فوائد وفرائد
June 15, 2025 at 07:33 PM
*زمن العزة 60*
(أيام عمر 19)
(( معركة القادسية 3 ـ اليوم الأول : أرماث ))
أرسل رستم اللعين إلى سيدنا / سعد يقول له :
(( إما أن تعبروا إلينا .. ، أو نعبر إليكم ))
.. ، فرد عليه سيدنا / سعد : (( اعبروا إلينا ))
.. ، وكان سيدنا / سعد قد وضع حراسة مكثفة على القنطرة الوحيدة التي يمكن أن يعبر جيش الفرس من فوقها هلى نهر العتيق .. ، فلم يستطع جيش الفرس العبور بسبب تلك الحراسة .. ، و أرسل رستم مرة أخرى يطلب من سيدنا سعد أن يرفع الحراسة عن القنطرة ليعبر جيشه ....
.. ، فرفض سعد رفضا قاطعا ....!!
.. ، فلم يجد رستم إلا أن يبحث عن منطقة ضحلة في النهر ليعبروا من خلالها ... ، و بعد البحث توصل جند الفرس إلى تلك المنطقة الضحلة ، فأمرهم رستم أن يردموها بالتراب و البوص و الأخشاب حتى يتمكن الجيش من العبور .... !!!!
.. ، و بعد وقت طوووويل .. ، و عمل شاق مضن ..
تمكن الفرس من إنهاء مهمة الردم .. ، و عبر الجيش ... !!!
.. ، و سميت هذه المنطقة بمنطقة الردم ...
فلما رأى سيدنا / سعد عبور الفرس كبر التكبيرة الأولى ..
فكبر وراءه المسلمون .. 32 ألفا كبروا بأعلى صوت ،
حتى هز التكبير قلوب الفرس ....!!!
.. ، ثم كبر سعد التكبيرة الثانية .. ، و كبر المسلمون ،
و صفوا صفوفهم ، و رفعوا أسلحتهم ...
.. ، ثم كبر الثالثة .. ، و كبر المسلمون .. ، ثم خرج عدد من فرسانهم يطلبون المبارزة ...
.. ، فأخرج إليهم رستم فرقة من الفرسان .. !!
و بدأت المبارزة ....
.. ، فكانت شديدة الشراسة و العنف .... !!
.. ، ولكن فرسان المسلمين استطاعوا في النهاية أن يقتلوا كل مبارزي الفرس .. إلا واحدا فقط .. فر هاربا من المبارزة من شدة الهلع ، و عاد إلى جيشه يجري على قدميه بعد أن ترك فرسه غنيمة للمسلمين ....!!!
.. ، و احتز أبطال المسلمين رأس أحد مبارزي الفرس ، و ألقوا بها أمام جيش الفرس .. ، فانهارت معنوياتهم قبل بدء القتال .. ، و ارتفعت معنويات المسلمين .. !!
.. ، و انتظر المسلمون أن يكبر سيدنا سعد التكبيرة الرابعة حتى يقوموا بالهجوم الشامل .. ، ولكن من كل أسف ..
كان رد فعل رستم الخبيث بعد انتهاء المبارزة أسرع من تكبيرة سيدنا / سعد .. حيث أمر رستم ميمنة و مقدمة جيشه أن يبدأوا الهجوم فورا .. ، وأن يركزوا الضرب على الكتيبة التي فيها قبيلة بجيلة : (( بفتح الباء ، و كسر الجيم )) .... !!!
.. ، إنها كتيبة سيدنا / جرير بن عبدالله البجلي ...!!!
... لماذا .... ؟!!!!
.. لأن رستم وصلته أخبار قبل بدء المعركة بأن بجيلة هي أقوى قبائل العرب في القتال ، و إن استطاعوا أن يكسروهم فسينكسر جيش المسلمين كله بسهولة بعد ذلك ... !!!
أرماث : هو اسم اليوم الأول من أيام القادسية
.. ، فقد استمر القتال في القادسية أربعة أيام متتالية .. ، وسمي اليوم الأول بهذا الاسم لأن القتال فيه كان شديدا جدا من الجانبين .. ، و في نهاية اليوم لم ترجح كفة المعركة لصالح أي من الفريقين ....!!
.. ، و أرماث : يعني اختلاط الأمر ...!!
.. فماذا حدث في هذا اليوم العصيب ... ؟!!
.. ، كان الضرب على كتيبة بجيلة قاسيا و عنيفا جدا ..
.. ، و تخيل هذا المشهد :
كتيبة لا تتعدى ال 5 آلاف مقاتل يهجم عليها جيشان كاملان .. هما ميمنة ، و مقدمة الفرس ..
و فيهما ما لا يقل عن 52 ألفا ، بالإضافة إلى 13 فيلا ، يهجمون على بجيلة كلهم في وقت واحد ... !!!
.. ، و أمطر الفرس تلك الكتيبة المنكوبة بوابل من السهام .. ، ثم انقضوا عليهم بالأفيال .. ، فنفرت خيول المسلمين خوفا من الأفيال ، و تفرقت الصفوف .. ، و لم يبق إلا المشاة الذين أخذوا يتساقطون قتلى تحت أقدام الأفيال .. ، و مع كل ذلك صبر أبطال بجيلة ، و قاتلوا بشجاعة منقطعة النظير .. !!
.. ، و كان هذا المشهد المفزع من أشد و أصعب ما واجهه المسلمون في معركة القادسية .. ، فلما رأى سيدنا / سعد ذلك لم يكبر التكبيرة الرابعة خوفا من أن يطوق جيش الفرس جيش المسلمين إذا بدأ بالهجوم الشامل ....!!
.. و بدأت الكفة ترجح في صالح الفرس ..
.. ، و فكر سيدنا / سعد في حل سريع لنجدة بجيلة قبل أن تباد بالكامل .. ، و بدلا من أن يطلق تكبيرته الرابعة أرسل إلى قبيلتي أسد ، و كندة يأمرهما بالهجوم لمساندة بجيلة .!!
.. ، فقام طليحة بن خويلد زعيم قبيلة / أسد يستحثهم على الاستماتة في نجدة بجيلة .. ، و نادى فيهم قائلا :
(( لو يعلم سعد قوما أجدر منكم على إغاثة بجيلة لاستغاثهم .. ، و إنما سميتم أسدا لتقاتلوا قتال الأسود .. ))
.. ، ثم انطلق بهم يدك صفوف هؤلاء المهاجمين من الفرس دكا دكا .. ، و ثبتت كتيبة / أسد .. رغم قلة عددها .. ثباتا عجيبا ، و أبلوا بلاء حسنا ، حتى أن قادة الفرس لما رأوا الضرب كله يأتي منها أمروا بتركيز الضرب عليها .. !!
.. ، و عندما رأى الأشعث بن قيس زعيم قبيلة / كِندة ما حل ّ بكتيبة أسد ، قام يشجع قومه على إغاثة إخوانهم ..
، فنادى فيهم قائلا :
(( يا معشر كندة .. لله در أسد ..
أي قتال هذا الذي يقاتلون .. ؟!!!
، أي ثبات هذا ..... ؟!!!!
، فهل تنتظرون من يكفيكم البأس .. هيا .. اهجمواااا .... ))
.. ، ثم هجم الأشعث بكتيبته هجوما عنيفا .. ، و صمدت القبائل الثلاثة صمودا يذهل العقول سجله لهم التاريخ إلى يوم القيامة ... حتى صارت الكفة تميل لصالح الجيش الإسلامي ... !!!
.. ، فاضطر رستم اللعين أن يحرك جيشا ثالثا بعد أن رأى تقدم المسلمين ، فأمر بهمن جاذويه بأن يهجم بجيشه الضخم الذي يقدر بحوالي 20 ألفا + 5 أفيال .... !!!
.. ، و بالفعل تقدم جيش بهمن جاذويه ، و أخذ يضرب بشدة في قبيلة أسد .. ، ففرقت الأفيال خيولهم .. ، حتى عادت الكفة ترجح من جديد لصالح الفرس ...!!
الأفيال .... الأفيال ..... الأفيال .... !!!!!
.. ، لاحظ سيدنا / سعد ذلك الأثر السيئ الكبير الذي تسببه أفيال الفرس في المسلمين حتى عجزوا أمامها تماما .. ، فأرسل إلى عاصم بن عمرو التميمي رسالة يقول له فيها :
(( يا عاصم .. أما لك في الفيلة من حِيلة ..... ؟!! ))
** فكر سيدنا / عاصم سريعا .. ، ثم رد على سعد يقول له : .. .. (( بلى و الله ))
فيا ترى .. ما هي تلك الحيلة التي اهتدى إليها سيدنا / عاصم للتخلص من الأفيال المقاتلة ... ؟!!
... يتبع ..
❤️
1