حقيقة الألفاظ السريانية في الأذكار الصوفية: إذا سألت مشايخ الطرق عن الألفاظ السريانية الكثيرة في أورادهم وأذكارهم لقالوا لك: هى لغة تذكر بها الملائكة الله تعالى فهى لغة خاصة بالملائكة يتلقاها العارفون وهى فتح خاص لكل عارف على حدة. أو هى لغة أحد الأنبياء كإلياس عليه السلام. ولا أحد يعرف لغة الملائكة ولم يرد في ذلك نص لا من قرآن ولا سنة. والحقيقة أن اللغة السريانية هى إحدى اللغات السامية التي تعود في أصلها إلى اللغة الآرامية خلال الألفية الأولى قبل ميلاد المسيح (عليه السلام). وفي القرن السادس بعد الميلاد أصبحت اللغة الآرامية هى اللغة الرسمية والمعتمدة في منطقة الهلال الخصيب. وقد اكتسبت اللغة السريانية ذلك الاسم في القرن الرابع الميلادي وذلك عندما بدأت الديانة المسيحية بالتوسع في منطقة بلاد الشام. ويزعم أهل الطرق أن الألفاظ السريانية أسماء لله وأن لها أسرارا وخصائص لا يعرفها إلا أهل الذوق ومن ذاق عرف. والحقيقة أن هذه الألفاظ تسربت إليهم من روايات الشيعة التي تنسب إلى جعفر الصادق أنه كان يذكر الله في سجوده باللغة السريانية وتزعم أنه ذكر تعلمه من نبي الله إلياس.( انظر: الأصول من الكافي للكليني الشيعي (١/٢٢٧). ومن أشهر الألفاظ السريانية التي تدور على ألسنة الذاكرين من أهل الطرق ولا يكاد يخلو منها ورد صوفي:(طهور بدعق محببه صوره محببه سقفاطيس سقاطيم أحون أدم حم هاء آمين). ويزعمون أن أبا الحسن الشاذلي تلقاها عن الملائكة مباشرة.(انظر: ورد الجلالة لعبدالقادر الجيلاني من كتاب الفيوضات الربانية في المآثر القادرية ص١٧٣ ومجموع أوراد الطريقة البرهانية ص١٨-٢١ ومجموع الأوراد الكبير ص١٦٩). تخيل لو أن أحدا ظل يعبد ربه بهذه الطلاسم التي لا يدري معناها واكتشف في قبره عند الحساب أنها أسماء للجن أو للشياطين وليست أسماء لله(وهى فعلا ليست أسماء لله) فهل سينفعه شيخ طريقته وقتها؟!!. ومن أوراد الطريقة الدسوقية:( أحمي حميثا أطمي طميثا وكان الله قويا عزيزا... حم عسق حمايتنا كهيعص كفايتنا فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ولا حول ولا قوة إلا بالله). ويدعون أن هذا الذكر قاله إبراهيم الدسوقي بعد أن خرج من قبره لأحد مريديه وكلمه في هيئة روحانية ولما سأله المريد عن تلك الألفاظ الغريبة قال له الدسوقي: إنها ألفاظ سريانية.(انظر: جامع كرامات الأولياء للنبهاني ١/٣٩٨). ويروي الشعراني أنه رأى الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري بعد سنتين من موته رآه مناما يروي له حديثا سنده بالسريانية ومتنه بالعربية أن رسول الله قال له: من أدمن النوم بعد صلاة الصبح ابتلاه الله تعالى بوجع الجنب.(انظر: الطبقات الكبرى للشعراني ٢/١٣٢). ومن أوراد الطريقة الجيلانية: وأسألك الوصول بالسر الذي تدهش منه العقول فهو من قربه ذاهل ايتنوخ ياملوخ باى وامن أى وامن مهباش الذي له ملك السماوات والأرض.... طهفلوش انقطع الرجاء إلا منك وسدت الطرق إلا إليك وخابت الآمال إلا فيك.( انظر: مجموع الأوراد الكبير ورد الجلالة ص١٠). ومن أوراد الطريقة الدسوقية: اللهم آمني من كل خوف وهم وغم وكرب كدكد كردد كردد كردد كردد كرده كرده ده ده ده ده الله رب العزة.( انظر: ذكر ودعاء جمع عبدالله أحمد زينة من مشايخ الطرق ص١١٧). ومن أوراد الطريقة الشاذلية كما في كتاب (أدل الخيرات) للشيخ عبدالفتاح القاضي جاء بعد صلوات الشيخ الفاسي ما نصه: يا لله يوه واه هو يا هو يا من هو أنت أنت هو يوه هو يايوه هو يا جليل يا هو يا من لا هو إلا أنت هو.( انظر: كنوز الأسرار في الصلاة والسلام على النبي المختار ص٧٩). ومن أوراد الطريقة البرهانية: بها بها بهيا بهيا بهيا بهيات بهيات بهيات القديم الأزلي يخضع لي كل من يراني لمقفنجل يا أرض خذيهم (كونوا حجارة أو حديدا)( الإسراء ٥٠)(وقفوهم إنهم مسئولون)(الصافات ٢٤)(كأنهم خشب مسندة)(المنافقون ٤) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم طهور بدعق محببه صوره محببه سقفاطيس سقاطيم أحون أدم حم هاء آمين.(انظر: المفاخر العلية في المآثر الشاذلية لأحمد بن عياد ص٢٢٢) نفس ههذهه.(مجموع أوراد الطريقة البرهانية ص١٨-٢١). وغير ذلك كثير. ولكني نبهت هنا على بعض تلك الأذكار والأوراد وهى تدل دلالة واضحة على بعدها عن الهدى النبوي في الذكر والدعاء بعد الأرض من السماء لأنها تحوي ألفاظا غير مفهومة وحروفا مقطعة من أوائل السور يظنون فيها أسرارا باطنية لا يعرفها إلا أهل الطرق اعتمادا على حساب الجمل (علم الجفر) الذي أثبتنا علاقته بالعقيدة اليهودية والشيعية في مقال سابق وأنه لا أصل له في الإسلام . وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم. د.إبراهيم أبوشادي