
نبض الأمة؛؛؛
June 12, 2025 at 05:00 PM
مع تزايد المواقف الشعبية المساندة لأشقائنا في فلسطين، وفي ظل الأحداث المتسارعة التي تمس حدود مصر الشرقية مع غزة، والغربية مع ليبيا، والجنوبية مع السودان، يجب أن نُدرك أن التضامن مع القضية الفلسطينية ليس فقط موقفًا إنسانيًا، بل هو واجب شرعي وأصيل في ضمير كل مسلم، لطالما تبنّته مصر قيادةً وشعبًا عبر التاريخ وما زالت .
لكن مع هذه المشاعر النبيلة، لابد أن نتحلى بدرجة عالية من الوعي والانضباط؛ فالمنطقة الحدودية مع غزة شديدة الحساسية أمنيًّا، ومصر تخوض معركة مزدوجة:
- معركة لمناصرة الشعب الفلسطيني ومنع تصفية القضية بكل السبل الممكنة ..
- ومعركة لحماية أمنها القومي من أي اختراق أو فوضى، سواء كانت مقصودة أو عشوائية.
إن التضامن الحقيقي مع القضية الفلسطينية والمعاناة الغزاوية يحتاج إلى وعي و تحمل للمسؤولية، يقي المنطقة من اتساع المعاناة الإنسانية أو الانجرار نحو تصعيدات تستنزف الجميع، بعيدًا عن المزايدات أو المبادرات الفردية غير المنسقة، التي قد تضر أكثر مما تنفع ..
فالقيام بنصرة القضية الفلسطينية يحتاج إلى حكمة وصبر، لا إلى تهور واندفاع يحقق الفوضى.
لذا؛ فكما أن الجميع يجب أن يكون مع رفع المعاناة عن شعبنا في فلسطين، فإن مصر أيضا أمانة في أعناقنا جميعًا، وما يُحاك لها في الخفاء لا يقل خطورةً عمّا يُعلن في العلن؛ كون مصر هي الدولة الأكبر دعمًا لفلسطين، كما أنها هي نفسها مستهدفة في أمنها واستقرارها بمحاولات مستمرة متتالية لزعزعتها والتي لا تصب ولن تصب إلا في مصلحة العدو الصهيوني.
لهذا، فإن الواجب علينا اليوم أن نُراعي التوازن الدقيق الذي يحدد ( متى نتحرك، وكيف نتحرك، وبأي أدوات نتحرك .. )؛ توازنٌ يضبط بوصلة المواقف على ضوء الشرع، والعقل، والمصلحة العليا للأمة.
#بصائر
#سامح_بسيوني

👍
❤️
4