
نبض الأمة؛؛؛
June 12, 2025 at 07:41 PM
كل عمل تريد به وجه الله تعالى، ويكون موافقا للشرع = فهو داخل في عبادة الله تعالى.
وهذا معنى قوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
وكل ما أريد به غير وجه الله تعالى، أو كان مخالفا للشرع = فهو من الدنيا المذمومة الملعونة.
وهذا المفهوم الواسع والمتزن، لا يوجد في غير دين الإسلام.
فمثلا : التجارة إذا أريد بها وجه الله تعالى، وكانت حلالا موافقة للشرع، فهي من أعمال الآخرة، والسعي في سبيل الله بمعناه العام. كما قال تعالى {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} فجمع بين المجاهد والتاجر.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (التاجرُ الصَّدُوقُ الأمينُ : مع النَّبِيِّينَ، والصِّدِّيقِينَ، والشهداءِ، والصالحينَ) [أخرجه الترمذي]
ومر على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ فرأى أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من جلَدِه ونشاطِه فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ اللهِ؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنْ كان خرج يسعى على ولدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ) [أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله، ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان) [أخرجه البيهقي في الشعب]
فالتجارة والعمل الدنيوي والسفر لأجل العمل إن أراد به صاحبه وجه الله، والدار الآخرة، كأن ينفق في سبيل الله على أهله وأقاربه وأوجه البر المختلفة، فهذا سعي في سبيل الله، وإن أراد به المفاخرة والمباهاة كان في سبيل الشيطان.
وفي المقابل : كل عمل ديني في ظاهره وأصله، ولكن نيتك فيه لم تكن الآخرة ولا وجه الله تعالى، أو كان مخالفا للشرع، كالبدع والمحدثات = فليس من العبادة ولا من أعمال الآخرة.
وكلنا يعرف أول ثلاثة تسعر بهم النار (عالم، وجواد، ومجاهد) ولكن لما لم تكن نيتهم الآخرة، كانوا من أهل النار.
فانظر إلى هذا الميزان الدقيق، والذي به صار التاجر أو الذي يسافر من أجل العمل والتجارة من أهل الآخرة، والذي يشتغل بالعلم الشرعي أو القتال في سبيل الله من أهل الدنيا.
فالأمر مرده للضابطين المذكورين (النية، والمتابعة)، كما قال تعالى {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}
وقال تعالى {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} أي : أخلصه وأصوبه.
والله المستعان.

❤️
👍
3