نبض القلم السلفي "قراءة هادئة لواقعنا المعاصر " .. بقلم عبد المنعم إسماعيل .. مؤلم جدا هو استمرار متوالية استدارج شعوب أهل السنة والجماعة إلى أفكار أحادية تنبع مع عقول أفراد تسعى لاختزال الأمة في خياراتها أو السقوط في الخيانة أو الكفر والفسق والجحيم وكأن الأمة السنية أصبحت مجرد ردود فعل لهوى كل صاحب عقل أو راس أعطى لنفسه حربة التفكير واخذ القرار الذي يجب على الأمة السير خلفه والا تصبح أمة مارقة أو كما يحب أن يصف وهنا لنا وقفات : هل بمثل هذه الآلية تدار الأمور داخل الأسرة والعائلة والقرية والمدينة والدولة والأمة العربية والإسلامية ؟ هل من المنهجية استقلال بعض العقول الأسيرة لتصورات محددة بأخذ قرارات مفصلية قد تعجز عنها دول ويسعى افراد للمبادرة به أهذا منهج علمي يحكم الأمور بمهنية ؟! نحن لا ننكر صدق وصحة بعض زوايا الرؤية عند الأفراد أو الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة لكن يجب أن لا نخضع عقل الأمة لعقول البعض من قادة الجماعات الغالب عليها احادية التصور أو طائفية الولاء أو حزبية البراء . هل كل ما يصلح لعقل فرد يصلح لعقول الجماعة سواء أسرة أو قرية أو مدينة أو دولة ؟ إن من الكوارث المعجلة التعامل مع الدولة والأمة بنفس عقلية الولاء الجماعي الحاكم لعقلية البناء الذاتي لجماعة معينة أو محددة . .. لسنا ممن يؤصل لحصرية الحق في عقل أحادي مهما كان خاصة في قضايا الواقع السياسي المتغير حسب ضغط الخصوم أو عجز الأولياء . الأمة العربية والإسلامية ليست مطالبة بسداد فاتورة عقل جاحد لقضية أممية التفكير والانتساب لمجرد هجر مرحلية البناء أو جحود سنن التدافع الرباني بين الحق الكامل والباطل الكامل . هل من الإنصاف أن تستمر الأمة العربية والإسلامية في تيه وكابوس التجارب الاستهلاكية وكأننا أمة ليس لنا تاريخ في فهم محددات الصراع أو واجبات المرحلة المعاصرة ؟! نؤمن بأهمية عقلية المبادرة لإحياء الأمة من ثباتها أو تيه انتكاساتها لكننا نؤمن أيضا بخطورة صناعة الباس في الأمة لمجرد أن ريح الواقع جاء كما لم يشتهي السفن لأننا نراهن على العقل الجمعي للأمة وليس عقول الأفراد الحاملين لفكرتنا التي ندعوا الناس إليها . .. إن الأجيال التي ربما يطعن البعض في كرامتها أو دينها أو رجولتها هي نفس الأجيال التي تحمل بين ثناياها خلايا النصر والتمكين إذا أحسنت الأمة علاج مراحل ضعفها لبناء عوامل قوتها بدلا من ترسيخ مفهوم الردة العقلية والفكرية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية . .. رغم الجراح أعيدوا غرس الآمال في النفوس والعقول والقلوب فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم . .. سوف تزول الغمة وتتحرر فلسطين ولن تضيع غزة والاحواز رغم مكر المجرمين وشدة بأس الظالمين والسعيد من نجح في بناء جدار النصر من بين كسر القلوب المهزومة كما يراها البعض ويراها الرواد اجيال الثبات في زمن الهزيمة . .. الخلاصة : ======= من يخبر ابناء الأمة الإسلامية أن القرارات المصيرية في الأمة والخطوات الفارقة لا تبنى على أساس : أحادي عاطفي متعجل تجاهل مراكز القوى ترك دروس التاريخ إدراك المصالح والمفاسد بعيدا عن الظنون الحاكمة عدم تغافل غربان الواقع والمستقبل القريب والبعيد. .. اعيدوا قراءة السيرة النبوية الشريفة والتاريخ الاسلامي لأخذ العبر الحاكمة بعيدا عن كثرة التجارب الاستهلاكية المدمرة. ..