.. من أحكام غير المسلمين في الدنيا والآخرة. أرسل الله نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم *للعالمين* بشيرًا ونذيرًا. *وفرض طاعته واتّباعه على جميع المكلفين من الإنس والجن* .. فمن بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم فدخل في دينه و *نطق بالشهادتين فهو المسلم في أحكام الدنيا ولو كان منافقًا في الباطن* . ومن زاد علي مجرد النطق بالشهادتين *باعتقاد دين الإسلام جملةً فهو المؤمن الناجي* من الخلود في النار يوم القيامة. وأما الذين *لم يبلغهم أصل دعوة الإسلام* بتوحيد الله مجملا، ووجوب تصديق النبي مجملاً *وعاشوا وماتوا ولم يسمعوا بخبر دين الإسلام* فهؤلاء *كفار* في أحكام الدنيا. لكنهم *غير معذبين* حتى تبلغهم دعوة الإسلام. ثم إنهم لا يعذبون في الآخرة حتى يتم *اختبارهم في يوم القيامة* ؛ كما صح الحديث بذلك؛ فمن نجح منهم في هذا الاختبار دخل الجنة، ومن فشل دخل النار. ... وأما الذين بلغتهم دعوة الإسلام *بلوغاً مشوهاً* . فهم كفار في أحكام الدنيا بلا خلاف. ولكن *هل يعتبر ذلك التشويه للإسلام عذرا* لهم في العذاب الدنيوي والخلود في النار يوم القيامة؟ هذا موضع استشكله بعض الناس. والصواب أنه لا إشكال في ذلك *فالناس إما مسلم وإما كافر* . فمن لم يكن مسلما فهو كافر بلا شك. *ومن عاش غير مسلم ومات غير مسلم فلن يدخل الجنة أبداً* وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: *لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة* وقال صلى الله عليه وسلم: *والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أُرسِلتُ به إلا كان من أصحاب النار* . وقد كان الكفار يشوهون دعوة الإسلام في زمن النبي بأبشع التشويهات والاتهامات. كما أخبرنا بذلك ربنا عز وجل في كتابه حيث قال: *كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون* . فلم يكن ذلك التشويه عذرًا لمن بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم... *وكان واجبا عليه أن يسأل ويتحرى بنفسه* عن حقيقة هذا الدين الحنيف الذي ارتضاه الله للناس دينًا. فلا يليق بمسلم إن يجامل أعداء الإسلام على حساب دينه. ولا يليق بمسلم أن يعارض أخبار القرآن وأحكامه بمحض رأيه وهواه. ولكن عليه أن يرجع لأدلة الوحي المطهر قرآناً وسنة؛ وأن يبحث عن تفسيرها من المصادر المعتمدة عند الراسخين في العلم. ومسألة كهذه قد قتلت بحثا في في دواوين الإسلام المعتبرة. فلا مجال للخوض فيها في ظلمات الشبكة العنكبوتية. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. .. وكتبه - خالد منصور مساء الأحد الموافق 24/11/2024 ..