💔 *وَهْمُ الكمال*💔 محاولةُ الظهورِ بمظهرِ الكاملِ في كلِّ شئ، معركةٌ خاسرة، تُرهقُ الروح، وتستنزفُ القلب. فكلما بالغَ المرءُ في تجميلِ صورته أمامَ الناس، ازدادَ بعدًا عن حقيقتِه، وعاشَ غريبًا عن نفسه، أسيرًا لنظراتِ الآخرين له. لأنه حينئذٍ لا يعيش ذاته بصدق، بل يعيش صورةً متخيّلةً عنه في أذهان الآخرين، ويجتهد للحفاظ عليها بأي ثمن. وهذه المحاولة المستمرة: – تُفقد الإنسانَ عفويّتَه. – وتُشعره بالقلقِ الدائم من الخطأ أو الزَّلل. – وتجعله عرضةً للإنهاكِ، وربما الاحتراقِ النفسي، إذ لا يذوقُ الراحةَ حتى في لحظات الراحة. فالمثاليةُ الكاملةُ وهمٌ لا يُدرك، والكمالُ المطلقُ للهِ وحده. فدعْ عنك تكلّفَ الكمال، وارضَ بحدودِ طاقتك، واسعَ للإصلاح لا للتزيين، وللصدق لا للتمثيل. فما أبهى الإنسانَ إذا صدق، ولو عثَر .. وما أثقلَه إذا تكلّف، ولو أحسن ! قال تعالى: ﴿ يُريدُ اللهُ أن يُخففَ عنكم، وخُلقَ الإنسانُ ضعيفًا ﴾ [النساء: 28] ⸻ #بصائر #سامح_بسيوني