
زهير سالم - مركز الشرق العربي Zuhair Salim
June 19, 2025 at 11:25 AM
همسة في عقول وقلوب إخواني في جماعة الإخوان المسلمين في سورية:موسم العودة إلى البيت..
أيها الأخوة الأحباب.. أخوة العمر والهجرة والاغتراب الطويل..
وقلما يرعى غريب الوطن!!
أيها الأخوة جميعا..
ونحن نعيش هذه الفرحة العارمة مع كل جماهير شعبنا الذي عانى من نظام الظلم والظلام والقتل والفتك والسفك، وحلفائه المجرمين من الطائفيين الصفويين على ستة عقود..
نجدنا، ونحن نعيش أجواء هذه الفرحة، مطالبين أن نتذكر، وأن نذكر، أن العودة إلى"البيت" والعيش تحت"السقف" بكل ما له من بهجة وفرحة يفرض على العائدين إلى السكينة والدفء والعز، بعض التزامات..
فمنذ انقلاب البعث في آذار 1963 حاولت كل القوى الوطنية السورية ومن بينها جماعتنا، أن تجد لها ركنا في الحياة الوطنية العامة، ولكن استراتيجية "التجريف" السياسي والفكري على خلفيته الطائفية المقيتة، كانت هي الاستراتيجية المتبعة عند حثالات الطائفيين وحلفائهم في الداخل والخارج، حتى اضطر كثير من الشرفاء إلى المغادرة..
أتوقف عن هذا، وأرجو أننا نلتفت في هذا التوقيت عن هجاء العهد المقبور، ونلتفت إلى سياسات إعادة التأسيس والبناء..إلى السكن الواعد الذي نرجو أن يجمعنا..
بالنسبة إلينا- أيها الأخوة الأحباب على مدارجكم في موقفكم الدعوي- يجب أن نستشعر ونستشرف المطلوبَ منا، شرعيا ووطنيا ومجتمعيا، قبل أن يطلب منا ذلك..
وما أجمل ما قال الأول:
ما عاتبَ الحرَّ الكريمَ كنفسه…
قد رشحوك لأمر لو فطنت له .. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وما أكثر الهمل ينتشر في أثناء كثير من الناس!!
فلنبدأ بالتعرف على "ما علينا" قبل أن نلهج في تذكر "ما لنا" وهي الحقيقة الأولى. على مدرجة الشكر للنعمة التي أولانا مولانا..
إخواني الأحباب جميعا…
إن العيش تحت السقف، يختلف عن العيش في الخلاء أو في العراء..وهذا العنوان، يقتضي من جمعنا الكثير من التفكر والتأمل والتدبر، والمبادرة أيضا.. فنحن كما كنا نظن، حمالو الأعباء، المبادرون إلى سد الثغرات، القوامون على أمر الله، أو هكذا يجب أن نكون..
وحين يقوم اليوم في وطننا سورية نظام سياسي على الخلفية الثورية المتاحة، يفرح به جملة السوريين، ونحن منهم، فإن ذلك يقتضي منا أن ننسجم مع الفرح الذي نعلنه، وكما نقتطف من ثمراته، نلتزم ونلزم أنفسنا بمقتضياته..!!
ومن أول هذه المقتضيات أن نعترف ونؤكد نظريا وعمليا أن لا سقف عندنا، على هذه الأرض، يعلو فوق سقف، الدولة الذي نعيش تحته، ونأوي إليه، ونستظل بظله، ونطالب به ونقتضيه..وما زال من قواعد شريعتنا: الغنم بالغرم. وإن شئتم قلتم: الغرم بالغنم.
وفي عودتنا إلى وطننا يجب أن نستحضر معاني حقيقية، نتذكرها ونذكّر بها..في مواضعات الحياة السياسية العامة، وفي الكينونة في صميم المنتظم الاجتماعي والمنتظم السياسي على السواء.
وأول ما يجب أن نتذكر ونذكّر أننا جماعة دعوية، بالمعنى المفتوح للدعوة إلى الله، ولسنا فصيلا عسكريا، ولا نحن حزب سياسي، ولا مؤسسة مجتمع مدني محدودة الأهداف والأغراض.
نحن في أساس أمرنا- أبها الأحباب- فئة من السوريين، المتعاونين على البر والتقوى، الداعين إلى الخير ، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، في الحدود الشرعية لكل ذلك، في مجتمع مرسومة أبعاده، وفي ظل حكومة يرتضيها عموم أبناء الوطن، وترتضيهم. حكومة تعترف بكل أبناء المجتمع ولا تبحث فقط عن فريق من "المتجانسبن"..لعلكم تتذكرون مصطلح المجتمع الأكثر تجانسا!!
ونحن أمة من الناس ندعو إلى الخير تحت كل عنوان. رؤيتنا نستمدها من شريعتنا. رسالتنا لخصها لنا قرآننا "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" سقفنا في مواقفنا وسياساتنا يجب أن يتأكد منذ اليوم تحت سقف وطننا. ولا سقف لنا يعلو على هذا السقف..موقفنا: بذل الطاعة في المعروف بالمعروف، والتعاون على البر والتقوى، والتناصح عند المشتبهات، ننصح ثم نلتزم، والنأي بالنفس عن كل ما نعتقد أنه المفسدة لا شبهة فيها. كل هذا الكلام يحتاج منا إلى إعادة إشهار وتأكيد، والبراءة من كل موقف سبق، اقتضته ظروف الاغتراب الطويل..
وننشد: وما من يد إلا يد الله فوقها..
ويجب أن نعلن أبها الأخوة الأحباب أننا
نحب الخير لكل الناس، فنحن دعاة إلى الخير. ولا تكون لنا أي مرجعية خارج إطار وطننا على أي خلفية" ولكل قوم هاد". ولا يقوّم واقعنا من لا يعيشه، ولا يزن آلامنا من لا يعيشها، ولا يستهتر بدمانا من قد تقتضي مصلحته أن يتاجر بها..ولقد تجرعنا من هذه الآلام في سني اغترابنا الكثير..ولقد صبرنا على الأذى سنين طويلا، وعلى المكروه نسمعه ممن كنا نظنهم ونخالهمدأعواما مديدة، ممن أقوام زعموا الإخوة ثم اغتالوها في أعراض نسائنا، وفي دماء أطفالنا ولم يرفبوا فينا ولا في إخواننا في العراق ولا في اليمن إلا ولا ذمة..
ويحدثوننا عن فلسطين، ونحن لم نفضحهم بالذي علمنا لنوزع على جماهير الأمة جواب الدعي علي خمنئي الذي يتجحفل وراءه أصحاب الأغراض تحت عنوان فلسطين: دخل الشهيد اسماعيل هنية على خمنئي يستنجده لغزة فأجاب: إن تحرير فلسطين شرف لن ننازعكم عليه..
أيها الإخوان المسلمون في سورية الحبيبة..
خمسة وأربعون سنة ونحن نتلوى تحت خناجر من ظنناهم من ذوي القربى.. فنحن وقد قيل فينا: لا خيل عندنا ولا مال.. كنا نرى من نظنهم إخواننا يميلون إلى من عنده مال..!! وتعجبون..
وعقود مضت علينا ونحن في العراء، وكان للعيش في العراء مقتضياته. وكنا نتجرعها كل جرعة بغصة.. واليوم وأستند إلى جدار في وطن، وليس إلى سجف خيمة، وأنشد:
أنت عيني وليس من حق عيني.. غض أجفانها على الأقذاء
وكم غضضنا على الخشب والحديد تفقأ به أعيننا..ولا يبالون!! يجب أن ينتهي هذا أيها الإخوان السوريون.. أيها الإخوان العراقيون.. أبها الإخوان. اليمنيون وقد سبقتم فأنشدتم فسلي ثيابك من ثيابي تنسلي
أيها الإخوان المسلمون السوريون..
وفاؤنا للدعوة التي أحببنا لا يقتضي أن نفي لكل من تمسح بها، أو ادعاها، أو داهن بها..أو اشترى بعناوينها ثمنا قليلا…
أيها الإخوان المسلمون في سورية..
هذا الصرح الذي تعيشون في كنفه، كان من صنع رجال سوريين حقيقيين، وأنتم مثلهم قادرون على أن تنشدوا:
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا
أبها الإخوان المسلمون السوريون..
وفي النهاية كنتم أنتم في الميادين كما لم يكن أحد، وصبرتم كما لم يصبر أحد، وضحيتم كما لم يضحِ أحد.. فاستأنفوا المسير، ولا تقبلوا وصاية من أحد، لا تقبلوا الوصاية تحت أي عنوان، انبذوا إلى الذين غيروا وبدلوا على سواء. تحدثوا بنعمة الله عليكم.. لا تلينوا جانبا لمن يداهنون القتلة والمجرمين ورافعي لواء الفتنة..
أيها الإخوان السوريون الأحرار الأبرار الثائرون على مدى نصف قرن…
أنتم راكبو الخيل فلا تصطفوا وراء من يجهد للتعلق بركاب الآخرين. لا تركنوا إليه وأنتم تعلمون أن ذلك سيرديه ولن ينجيه،..
لا تركنوا إلى الذين ظلموا.. ولا إلى الذين غيروا.. ولا إلى الذين بدلوا فتكنوا كالذي تعلمون..
وما أوقحهم وما أقبحهم وقد نزل بهم الرئيس الشهيد محمد مرسي ضيفا، فبدلوا خطابه، وزورا وزيفوا عليه!!
اللهم إنا نبرأ إليك من كل المفسدين في الأرض، نبرأ إليك من صهيوني محتل أثيم، ونبرأ إليك من صفوي حاقد لئيم، أساس أمره أن يبدل ديننا وأن يظهر في الأرض الفساد..
ألا سحقا وسحقا فسحقا ثم سحقا
اللهم هيأ لأمتنا ولجماعتنا من أمرها رشدا..
لندن: 23/ ذو الحجة/ 1446- 19/ 6/ 2025
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي
👍
❤️
🤲
6