
كنز المعرفة
June 15, 2025 at 05:52 AM
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)}
۞۞۞۞۞۞۞
شرح الكلمات
❁❁❁❁❁❁❁
{ان أسر بعبادي}: أي سر ليلاً من أرض مصر.
{طريقاً في البحر يبساً}: طريقاً في وسط البحر يابساً لا ماء فيه.
{لا تخاف دركاً}: أي لا تخش أن يدركك فرعون، ولا تخشى غرقاً.
{فغشيهم من اليم}: أي فغطاهم من ماء البحر ما غطاهم حتى غرقوا فيه.
{وأضل فرعون قومه}: أي بدعائهم إلى الإيمان به والكفر بالله رب العالمين.
{وما هدى}: أي لم يهدهم كما وعدهم بقوله: {وما أهديكم الا سبيل الرشاد.
}{جانب الطور الأيمن}: أي لأجل إعطاء موسى التوارة التي فيها نظام حياتهم دينا ودنيا.
{المن والسلوى}: المن: شيء أبيض كالثلج، والسلوى طائر يقال له السماني.
{ولا تطغوا فيه}: أي بالإسراف فيه، وعدم شكر الله تعالى عليه.
{ثم اهتدى}: أي بالاستقامة على الإيمان والتوحيد والعمل الصالح حتى الموت.
معنى الآيات
❂❂❂❂❂❂❂
إنه بعد الجدال الطويل والخصومة الشديدة التي دامت زمناً غير قصير وأبى فيها فرعون وقومه قبول الحق والإذعان له أوحى تعالى إلى موسى عليه السلام بما أخبر به في قوله عز وجل: {ولقد أوحينا إلى موسى} وبأي شيء أوحى إليه.
بالسرى ببني إسرائيل وهو قوله تعالى: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} قوله: {فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً} أي اجعل لهم طريقاً وسطه يابساً لا ماء فيه حتى اجتاز بنو إسرائيل البحر، ولما تابعهم فرعون ودخل البحر بجنود أطبق الله تعالى عليهم البحر فأغرقهم أجمعين، بعد أن نجى موسى وبني إسرائيل، وهو معنى قوله تعالى: {فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم} أي من ماء البحر {ما غشيهم} أي الشيء العظيم من مياه البحر.
وقوله لموسى {لا تخاف دركاً ولا تخشى} أي لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك ولا تخشى غرقاً في البحر.
وقوله تعالى: {وأضل فرعون قومه وما هدى} إخبار منه تعالى أن فرعون أضل أتباعه حيث حرمهم من الإيمان بالحق واتباع طريقه، ودعاهم إلى الكفر بالحق وتجنب طريقه فاتبعوه على ذلك فضلوا وما اهتدوا، وكان يزعم أنه ما يهديهم إلا سبيل الرشاد وكذب.
وقوله تعالى: {يا بني إسرائيل قد انجيناكم من عدوكم} أي فرعون، {وواعدناكم جانب الطور الأيمن} أي مع نبينا موسى لانزال التوارة لهدايتكم وحكمهم بشرائعها، وأنزلنا عليكم المن والسلوى غذاء لكم في التيه، {كلوا من طيبات ما رزقناكم} أي قلنا لكم: كلوا من طيبات ما رزقناكم من حلال الطعام والشراب، {ولا تطغوا فيه} بترك الحلال إلى الحرام وبالأسراف في تناوله وبعدم شكر الله تعالى، وقوله تعالى: {فيحل عليكم غضبي} أي أن أنتم طغيتم فيه.
{ومن يحلل عليه غضبي} أي ومن يجب عليه غضبي {فقد هوى} أي في قعر جهنم وهلك.
وقوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم وعمل صالحاً أي أدى الفرائض واجتنب المناهي ثم استمر على ذلك ملازماً له حتى مات.
من هداية الآيات
❀❀❀❀❀❀❀
1- تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذا القصص لا يقصه إلا بوحي إليه إذ لا سبيل إلى معرفته إلا من طريق الوحي الإلهي.
2- آية انفلاق البحر ووجود طريق يابس فيه لبني إسرائيل حتى اجتازوه دالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته.
3- تذكير اليهود المعاصرين للدعوة الإسلامية بإنعام الله تعالى على سلفهم لعلهم يشكرون فيتوبون فيسلمون.
4- تحريم الإشراف والظلم، وكفر النعم.
5- الغضب صفة لله تعالى كما يليق ذلك بجلاله وكماله لا صفات المحدثين.
۞۞۞۞۞۞۞۞
طـه ﴿ 12 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
❤️
1