
قلم الفقيه
May 26, 2025 at 02:21 PM
#العرض_الكبير
هذا اليوم، يا صاح، ليس كالأيام، ولا يُقاس بساعات ولا يُوزن بكلام. هذا يومٌ تطاول فيه الفخر، وتزيّن فيه المجد، ورفعت فيه الهامات، واندكت فيه سُحب الآلام.
يومٌ بدا كأنّ الأرض فيه نبضت، والسماء اهتزّت طربًا، والعَلم يرفرف كأنّه قلبُ الوطن يخفق، بعد طول وهنٍ وتعبٍ وخنق. قامت صفوف الرجال كأنهم جبال، لا تميل مع الريح، ولا تتزحزح إن زأر الزمان. وحداتٌ مصطفّة، كأنّها الآيات في سُور الكتائب، أو أنجمٌ تتلألأ في سماء العزّ والنجابة.
رأينا فيه الدولة تولد من وجع، وتنهض من رُكام، وتمشي بثبات على جراح، لا تئنّ ولا تشتكي، بل تحمدُ الله على ما مضى، وتستقبل ما أتى.
ما كان العرض عرضًا، بل كان عهدًا، ما كان المشهد استعراضًا، بل كان ميعادًا مع الكرامة، وموعدًا مع الهيبة والسيادة. عاد الجيش، وعادت الهيبة، وعادت الدولة تهمس في آذان أبنائها: "هأنذا، لم أمتْ، بل كنتُ أعدُّ العدّة ليوم اللقاء".
يا لها من ساعةٍ عظيمة، انكشفت فيها الغمّة، وانقشع فيها السواد، وسُطّر فيها للأمل عنوان. يا ربّ، احفظ ليبيا وأهلها، واجعل هذا اليوم فاتحة خير، ومطلع فجر، ونقطة تحوّل في دفتر التاريخ.
#قلم_الفقيه