
قلم الفقيه
June 4, 2025 at 10:03 PM
*يومُ عرفةَ*
موسمٌ عظيم، ومشهدٌ كريم، تُرجى فيه الرحمة، وتُغتفر فيه الزلّة، وتُجاب فيه الدعوة. ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيه عبداً من النارِ من يومِ عرفة! فهو يومُ القُربِ والإنابة، ويومُ السؤالِ والإجابة، ويومُ الرجاءِ والمهابة.
في يومِ عرفةَ تُفتَحُ أبوابُ السماء، وتُبسَطُ أكفُّ الرجاء، ويُقالُ للسائلين: «هل من داعٍ فأُجيبه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من سائلٍ فأُعطيه؟». فمن ذا الذي يدعوه فلا يُجيب؟ ومن ذا الذي يسأله فلا يُعطي؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة».
فارفع يديك، وبلّل خديك، وقل: يا ربِّ، إن عظم جرمي فقد عظم عفوك، وإن كثر ذنبي فلا حدّ لجودك. اسأل حاجتك، وارجُ نجاتك، فالدعاء سلاحُ المؤمن، ومفتاحُ الفرج، وحبلُ الوصل بين العبد وربّه.
ولا تستصغر مطلوبك، فإنك تسأل كريمًا لا تنفد خزائنه، جوادًا لا يُخيّب من قصده، رحيمًا لا يردُّ من لجأ إليه. فإن لم تكن من الحافظين للدعوات المسنونة، فخذ بأحسنِ الزاد، وتزوّد من أصفى المورد.
ونقترح كتاب: *"أدعية النبي صلى الله عليه وسلم"، جمعه الشيخ عبد المحسن بن حمد البدر العباد* ، ففيه زاد السالك، وكنز الراغب، من الدعوات الصحيحة الجليلة، ترتّبت ألفاظُها، وتنوّعت مقاصدُها، وانتظمت كعِقْدٍ من الدّرر، لأعظمِ يومٍ في العمر.
*فلا تفوت لحظةً، فلعلّها دعوةٌ تُبدّلُ حالَك وتفتحُ لك أبوابَ الآمال.*
#قلم_الفقيه
https://t.me/Alfqyh_Qlm/317