شريف طه
شريف طه
June 17, 2025 at 12:24 AM
١- نحن لا نتمنى انتصار اليهود على إيران (النصر المطلق) الذي تزداد به إسرائيل تسلطا وتنفتح شهيتها للغزو والهجوم أكثر وأكثر ، وفي ذات الوقت لا نروج لإيران بين عموم المسلمين، خاصة مع ضعف التحصين العقدي عند أكثرهم. ٢- تقييم الحروب والصراعات، لا يكون فقط بتحديد الموقف العقدي لكل فريق، بل كذلك بالنظر في مآلات الصراع ونتائجه. فمثلا : الخوارج ليسوا كفارا، ومع ذلك أحيانا يكون قتالهم أوجب من قتال غيرهم؛ لدفع عدوانهم المباشر عن المسلمين. وقد أجاز بعض أهل العلم الاستعانة بالكفار في القتال حتى في قتال الخوارج وأمثالهم، بشرط ألا يكون في ذلك إعلاء لهم، و تسليط لهم على بلاد المسلمين. وتأمل في هذا الشرط المهم؛ لتعرف أن تقييم الأمور لا ينفك عن النظر في النتائج والمآلات السياسية. ٣- بناء على ذلك، لا يقتصر الحديث في الصراع الإسرائيلي الإيراني، على التفريق بين الكافر والمبتدع، فهذا جانب مهم بلا شك، ولكن لا بد كذلك من النظر في مآلات هذا الصراع على السنة والعرب، وعلى مسار الصراع الصهيوني /الإيراني / العربي، وعلى الأطماع الصهيونية والإيرانية في المنطقة. الأمر لا يقتصر على المشاعر، بل يتعلق أساسا بالنظر في مآلات الصراع علينا وعلى دول المنطقة. ٤- تفسير الحروب بالمسرحيات، هو تفسير ساذج وسطحي، ولا يستطيع فهم التعقيد والتركيب الذي تتسم به طبيعة العلاقات السياسية الدولية. هناك مشروعان صهيوني، وإيراني. بينهما مسارات اتفاق وتعاون وتلاقي، وبينهما كذلك مسارات تصادم وتعارض مصالح وصراع نفوذ. العراق أفغانستان، سوريا وتهديد وابتزاز الدول الخليجية كلها مساحات سُمِح و يسمح لإيران بالعمل فيها، وهي تتلاقي مع مصلحة إسرائيل، التي تعتبر أن أي ضعف أو صراع في بلد عربي أو مسلم يخدم أمنها القومي. لكن هذا لا يعني عدم وجود عداء بينهما، كما يحاول البعض أن يصور. ٥- هنا سؤال مهم : ما فائدة وجود نظام مثل هذا؟ والجواب واضح : هو نظام تاريخيا يحمل عداء وحقدا للسنة - وهم أكثر المسلمين - ووجوده يعمل على تعزيز الانقسام والصراع، خاصة في هذه المنطقة المعروفة تاريخيا بإقليم خراسان، وهو إقليم سنة في مجمله تمثل إيران حلقة تمنع من أي وحدة أو اندماج يمثل خطرا. ولذلك توقعي أن المقصود من الحرب هو تحطيم قوة إيران، بما لا يسمح بتهديد إسرائيل، ولا يلزم من ذلك تغيير النظام، إلا إذا تطورت الأمور وخرجت عن السيطرة. والله أعلم.

Comments