
شريف طه
June 17, 2025 at 03:27 PM
(كيميت) هي مصر بحسب اللغة المصرية الفرعونية.
والكيمتيون نوعان :
- من يتبعونها كديانة مستقلة لها آلهتها وطقوسها، وهذا موجود في أمريكا وأوروبا، وتعتبر الكيمتية أحد الأديان الروحية، وهي مظهر من مظاهر الإلحاد الروحي، القائم على فكرة الاتصال بالطبيعة لتحرير الروح من البدن، للاتصال بالحقيقة المطلقة.
وتعتبر الآلهة المتعددة التي يعبدها الفراعنة، مظهرا من مظاهر هذه الحقيقة المطلقة.
(قريبة من فكرة وحدة الوجود، وهي فكرة فلسفية غنوصية، لا يستبعد أن تكون الفرعونية هي مصدر هذه الفلسفات التي انتقلت لكثير من الأمم والحضارات)
- ومن يتبعونها على أساس أنها هوية بديلة للمصريين، وهؤلاء متفاوتون في مدى تصورهم عن هذه الهوية.
فمنهم (وهم المسلمون منهم) :لا يرون فيها أكثر من الفخر التاريخي بحضارة قوية مسيطرة في حينها، مع تجاهله لكونها وثنية، وبعضهم يحاول نفي صفة الوثنية عنها، ليكون متسقا مع إيمانه وإسلامه وتوحيده.
ومنهم (غالبا المسيحيون منهم) : يرون في هذه الهوية مناكفة للهوية الإسلامية العربية لمصر.
وهؤلاء يتجاهلون أن الديانة المسيحية هي من قطعت الصلة بين المصريين والوثنية الفرعونية، وهمشت الفرعونية وحقرتها.
ومنهم (وهم الملاحدة وغلاة العلمانية) : يرون في الكيمتية، هوية جديدة تحل محل الإسلام وأي دين.
وهؤلاء لا مانع عندهم من اعتبار الكيمتية دينا روحيا، لأنه درب من دروب الإلحاد في الحقيقة، فالديانات الروحية لا شريعة فيها، ولا أمر ولا نهي، ولكن مجرد تعاليم أخلاقية عامة وإنسانية.. وهذا يتفق مع الإلحاد الانسانوي، الذي يروج لها الملاحدة.
يتفق هؤلاء على تحقير الهوية العربية، ووصفها أنها حضارة البدو والصحراء، ويرون الفتح العربي لمصر هو احتلال وتغيير لهويتها. وأكثر هؤلاء يقصدون بذلك تحقير الإسلام، ولكنهم يتسترون بسب العروبة والبداوة، ومقصدهم في الحقيقة الإسلام والصحابة.
يحاول الكيمتيون إبراز الهوية المصرية باعتبارها هوية قائمة بذاتها، منفصلة عن الهوية العربية والإسلامية خصوصا.. وهو تصور مجاف للحقيقة تاريخيا، فمصر تغيرت لغتها وديانتها عدة مرات،. تبعا في كل مرة لمن يغزوها ويحكمها.
والتاريخ والواقع يثبتان أن المصريين قد اندمجوا في الإسلام والعروبة بكليتهم واختيارهم، من غير إكراه ولا عسف، وذلك من غير التخلص من مكونات الهوية والثقافة الأخرى التي لا تتعارض مع الإسلام. وهذه ميزة الإسلام العظيمة، القادر على استيعاب جميع الأمم فيه، من غير أي شعور بالإكراه أو محو الشخصية.
لا أحتاج هنا لابراز خطر هذا التيار الكيمتي، وأنه مخالف للدستور الذي ينص على هوية مصر العربية والإسلامية، وهو يشكل تهديدا للهوية المصرية الحقيقية.
ولكن نظرة متفحصة على جروبات الكيمتيين،. يظهر منها بوضوح مدى الحقد والكره الذي يكنه أغلبهم للإسلام والعروبة، ورغبتهم في انفصال مصر تماما عن محيطها العربي والإسلامي وسائر قضاياه، وهو ما يمثل تهديدا كذلك على الأمن القومي لمصر.
والله المستعان.