الكتاب الشهري
June 13, 2025 at 01:31 AM
*حكم بناء الدُّور المزخرفة، ودعوة الفقراء إليها:*
قال ابن الجوزي رحمه الله:
*دعانا بعضُ الناس، وقد زخرَفَ دارَه وزَيَّنَها وحلَّاها بالذهب، وجمع فيها جماعةً من الفقراء، وقدَّم إليهم الأطعمة السَّنِيَّة.*
فقلتُ: هذا فعلٌ يُقارِبُ الحرامَ؛ لأن الله تعالى إنما *نهى عن الحرير لئلا ينكسر قلب الفقير، وأمر بالتعري في الإحرام ليتوافق الغني والفقير.*
*ومَن أحضَرَ الفقراءَ فأراهم هذا البنيان العجيب المزخرف فقد أشهَدَهم على تضييع المال وإنفاقِه فيما لا يجوز، وحرَّك قلوبَهم إلى التسخط على المقدور؛* لأن في كل نفسٍ شهوةً لمثل ذلك، فإذا رجع الفقير إلى داره نَقمَها وازدَرَاها وتكدَّرَ عيشُه، خصوصًا إن كانت له هِمَّةٌ،
فإن تحرَّك في تحصيل مثل هذه الأشياء لم تَكَدْ تَحصُل إلا بوجوهٍ مرذولةٍ وفعلٍ لا يجوز...
*ثم كيف يأمن إصابة العين؟! وتعريضُ النِّعَم للعيون مُخاطَرَةٌ لا تَفي بإظهار النِّعَم.*
*فهذا البنيان منهيٌّ عنه،*
*والإنفاق فيه على هذا الوصف لا يجوز،*
*وإطلاعُ الناس عليه:*
- *إطلاعُ الشهود على فجور،*
- *وتعريضٌ لهم بالتسخط على الأقدار،*
- *وتعريضٌ لنفسه بإصابة العين.*
وكل هذا لا يَصلُح ولا يَليق.
*وقد كان ينبغي أن يجعلَ شكرَ النعمة التي يَعتقِدُها نعمةً: صلة الفقراء وهم في بيوتهم؛ لئلا يَرَوْا مثلَ ذلك.*
صيد الخاطر (ص ٥٤٥).
👍
4