الكتاب الشهري
June 17, 2025 at 10:38 AM
*العقلاء يحرصون على تحصيل جميع الكمالات الدينية:*
قال ابن الجوزي رحمه الله:
*لله أقوامٌ ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعِها، فهم يُبالِغون في كل علمٍ، ويجتهدون في كل عملٍ، ويُثابِرون على كل فضيلةٍ،* فإذا ضَعُفَتْ أبدانُهم عن بعض ذلك، قامت النِّيَّات نائبةً، وهم لها سابقون،
- *وأكملُ أحوالِهم إعراضُهم عن أعمالِهم؛* فهم يحتقرونها مع التمام، ويعتذرون من التقصير،
- *ومنهم من يزيد على هذا، فيَتَشاغَلُ بالشكر على التوفيق لذلك،*
- *ومنهم من لا يرى ما عمل أصلًا؛ لأنه يرى نفسَه وعملَه لسيِّدِه.*
وبالعكس من المذكور من أرباب الاجتهاد: حال أهل الكسل والشَّرَه والشهوات، فلئِن الْتَذُّوا بعاجل الراحة، لقد أوجبَتْ ما يزيد على كل تعبٍ من الأسف والحسرة...
*ولقد تأملتُ نيل الدُّرِّ من البحر، فرأيتُه بعد معاناة الشدائد.*
ومَن تفكَّر فيما ذكرتُه مَثَلًا، بانت له أمثالٌ، *فالموفَّق مَن تلمَّح قِصَر الموسم المعمول فيه، وامتدادَ زمان الجزاء الذي لا آخِرَ له، فانتَهَبَ حتى اللحظةَ، وزاحَمَ كل فضيلةٍ؛ فإنها إذا فاتت فلا وجهَ لاستدراكِها.*
أَوَليس في الحديث: *«يُقالُ للرجل: اقرأ وارْقَ، فمَنزِلُك عند آخر آيةٍ تقرؤها»؟ فلو أنَّ الفكرَ عَمِلَ في هذا حقَّ العَمَل، حَفِظَ القرآنَ عاجلًا.*
صيد الخاطر (ص ٥٨٨).
👍
💙
3