الكتاب الشهري
June 18, 2025 at 11:47 AM
*إياك والإعجاب بنفسك وعلمك وعملك:* قال ابن الجوزي رحمه الله: *قَلَّ مَن رأيتُ إلا وهو يرى نفسَه! والعَجَب كلُّ العَجَب مِمَّن يرى نفسَه! أتُراه بماذا رآها؟!* - إن كان بالعلم: فقد سَبَقَه العلماء، - وإن كان بالتعبُّد: فقد سَبَقَه العُبَّاد، - أو بالمال: فإن المال لا يوجِبُ بنفسِه فضيلةً دينيةً. فإن قال: قد عرفتُ ما لم يعرف غيري من العلم في زمني، فما عليَّ مِمَّن تقدَّم؟ قيل له: ما نأمُرُك يا حافظ القرآن أن ترى نفسَك في الحفظ كمَن يحفظ النصف، ولا يا فقيهُ أن ترى نفسَك في العلم كالعامِّيِّ، *إنما نَحذَرُ عليك أن ترى نفسَك خيرًا من ذلك الشخص المؤمن وإن قَلَّ علمُه؛ فإن الخيرية بالمعاني لا بصورة العلم والعبادة.* *ومَن تلمَّح خِصالَ نفسِه وذنوبَها، عَلِم أنه على يقينٍ من الذنوب والتقصير، وهو من حال غيرِه على شكٍّ،* فالذي يُحذَرُ منه: الإعجاب بالنفس ورؤية التقدُّم في أحوال الآخرة. *والمؤمن لا يزال يحتقر نفسَه،* وقد قيل لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: إن مِتَّ ندفنُك في حجرة رسول الله ﷺ؟ فقال: *"لَأن ألقى اللهَ بكل ذنبٍ غيرَ الشرك أحبُّ إليَّ مِن أن أرى نفسي أهلًا لذلك".* وقد رُوِّينا: أن رجلًا من الرهبان رأى في المنام قائلًا يقول له: فلانٌ الإسكافيُّ خيرٌ منك! فنزل من صومعتِه، فجاء إليه، فسأله عن عملِه، فلم يذكر كبير عملٍ، فقيل له في المنام: عُدْ إليه، وقل له: مِمَّ صُفرة وجهِك؟ فعاد، فسأله؟ فقال: *ما رأيتُ مسلمًا إلا وظننتُه خيرًا مني، فقيل له: فَبِذاك ارتَفَعَ!* صيد الخاطر (ص ٦٠٤).
👍 💙 3

Comments