الكتاب الشهري
June 19, 2025 at 02:28 AM
*كيفية التعامل مع الغضبان:*
قال ابن الجوزي رحمه الله:
*متى رأيتَ صاحبَك قد غَضِبَ، وأخذ يتكلم بما لا يَصلُح، فلا ينبغي أن تَعقِد على ما يقوله خِنصرًا، ولا أن تُؤاخِذَه به؛ فإنَّ حالَه حالُ السكران، لا يدري ما يجري،* بل اصبر لِفَوْرتِه، ولا تُعوِّل عليها؛ فإن الشيطان قد غَلَبَه، والطبع قد هاج، والعقل قد استتر.
*ومتى أخذتَ في نفسك عليه، أو أجبتَه بمقتضى فعلِه، كنتَ كعاقلٍ واجَهَ مجنونًا، أو كمُفيقٍ عاتَبَ مُغمًى عليه، فالذنبُ لك.*
بل انظر بعين الرحمة، وتلمَّح تصريف القدر له، وتفرَّج في لعب الطبع به، *واعلم أنه إذا انتَبَهَ، نَدِمَ على ما جرى، وعرف لك فضل الصبر.*
وأقلُّ الأقسام: أن تُسلِمَه فيما يفعلُ في غضبِه إلى ما يستريحُ به.
*وهذه الحالة ينبغي أن يتلمَّحَها الولد عند غضب الوالد، والزوجة عند غضب الزوج، فتتركُه يشتفي بما يقول، ولا تُعوِّل على ذلك، فسيعود نادمًا مُعتذِرًا.*
ومتى قوبِلَ على حالتِه ومقالتِه، صارت العداوة مُتمكِّنةً، وجازى في الإفاقة على ما فُعِلَ في حقِّه وقتَ السُّكْر.
*وأكثر الناس على غير هذه الطريق: متى رأوا غضبان، قابَلوه بما يقول ويعمل، وهذا على غير مقتضى الحكمة، بل الحكمة ما ذكرتُه، ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾* [العنكبوت: ٤٣].
صيد الخاطر (ص ٦٠٥).
👍
2