أين أنتم؟ أين الذين كانوا يملأون الأرض ضجيجًا بأنفاسهم؟ صامتون الآن تحت التراب! لا صوت، لا مجد، لا وجود. أين من تكبّر؟ ذاك الذي لم يُلقِ السلام، ولم يُخفض جناحه لأحد، ها هو اليوم يُحمل بلا اختيار، ويُوضع في حفرة ضيّقة لا تميّز بين عظيم وذليل. أين أعينهم؟ التي كانت تملأ المرآة إعجابًا؟ أطفأها التراب، وسُملت بسواد الرحيل. أين أصواتهم؟ التي كانت تعلو المجالس؟ أُخرست للأبد، ولم يعد أحد يشتاق لحديثهم. أين أجسادهم؟ التي كانوا يُدلّلونها بالذهب والطيب؟ أصبحت اليوم وليمةً للدود، وأطلالًا لا تُزار. أين الجاه؟ أين من كانت الأبواب تُفتح له قبل أن يطرق؟ الآن يُطرق عليه باب القبر، ولا يُفتح إلا للحساب. ما أبشع الغرور، يخدع صاحبه حتى آخر لحظة، ثم يخذله حين يُنادى: > {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} • سورة الصافات - الآية 24: نمشي في الدنيا متباهين بلباسٍ لا نملكه، ونرحل عراةً إلا من أعمالنا، فإما نورٌ يسحبك نحو الجنة، وإما ظلمةٌ تسحبك نحو الندم الأبدي🤎🤎.