دَوَاءُ الْقُلُوبْ ♡゙
دَوَاءُ الْقُلُوبْ ♡゙
June 12, 2025 at 05:31 AM
يا أخًا أحبه في الله؛ أُحِبُّ لك بعد مواسم الطاعات التي ثوابها تكفير لعام مضى، كيوم عاشوراء أو عرفة، أن تكون على حالين: الأول: أن تكون في حالة شكر لله تعالى أن وفقك لطاعة تُكفِّر بها سيئات عامك الماضي، فأنت تعلم ما جَنت به نفسك، واقترفت يداك، وزلت به قدمك، فيغفر الله عز وجل لك هذه الذنوب، وهذا فضل وكرم من رب طيب كريم، يستحق الشكر والمِنَّة على هذه النّعمة، فيا لله، كَم أغدق علينا من نِعم جميلة، ولكن ما رأيت أجمل من نعمة العافية من الذنوب. الثاني: أن تعلمَ أنّك بدأت بصفحة بيضاء جديدة مع الله، وتوقن بذلك جيدا، ويكون ذلك ظنك بربك أنه غفر ذنوبك في سنتك التي مضت، ظنًّا جميلا به، وتصديقًا لكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل لك اليقين بذلك؛ اجتهد ألا تُدنِّس هذه الصحيفة التي تطهَّرت، واعزم على عدم الرجوع إلى المعاصي، والاجتهاد في فعل وتحسين الطاعات، وانظر إلى نفسك وأفعالها، وحاسبها جيدًا ، حاسِبها على أوقاتٍ مضت لم تكن لله، على طاعات الحاضر فيها الجسد، والقلب ليس له نصيب، حاسِبها على هوى مُتبع، وشح مطاع، وإعجاب بالنفس، حاسِبها على خلوات مُظلمة جعلت اللهَ فيها أهون الناظرين إليك، حاسِبها على خشيتها من الناس وقت المعصية، ونسيانها لله، وهو أحق أن يُخشى، حاسِبها على هجرانها القرآن قراءةً، وتدبرًا، وعملاً، واستشفاءً، حاسِبها وأدِّبها لعلك تصِل. محمود الرفاعي

Comments